أعطى الظهور التجاري الأول لشركة ترامب للإعلام هذا الأسبوع، لمعجبي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الفرصة لإظهار دعمهم له، وإن كان ذلك بطريقة محفوفة بالمخاطر للغاية لن يؤيدها سوى عدد قليل من المستشارين الماليين.
وبطبيعة الحال، قد يكون منتقدو ترامب حريصين على اتخاذ الجانب الآخر من هذا الرهان، من خلال الرهان على انخفاض قيمة السهم.
وضع سهم ترامب للإعلام
يبدو الرهان على خسارة السهم جذاباً على الورق، ففي نهاية المطاف تحقق شركة ترامب للإعلام -الشركة الأم لمنصة تروث سوشيال للتواصل الاجتماعي- إيرادات قليلة وأرباحاً صفرية، ولم تُعطِ أي إشارة إلى أن لديها طريقاً إلى الربحية من شأنه أن يبرر تقييمها السوقي الحالي الذي يبلغ 9 مليارات دولار، ويبدو السهم مضمون الانخفاض إلى حدٍّ كبير، أليس كذلك؟
نعم، لكن قد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً، وهو الآن أغلى سهم أميركي تجري المراهنة على تراجعه، مع معدلات اقتراض تزيد على 200 ضعف المتوسط، وفقاً لبحث أجرته شركة إس 3 برانترز.
أولئك الذين راهنوا بالفعل على تراجع سهر ترامب للإعلام تكبّدوا بالفعل خسائر هائلة، وفي يوم الثلاثاء وحده حققت شركات البيع خسائر ورقية بلغت 61 مليون دولار، وفقاً لشركة إس 3.
خطورة الرهان على تراجع سهم
يُشار إلى أن الرهان على خسارة السهم يكون دائماً أكثر خطورة من الرهان على مكسبه، لأنك إذا قمت بشراء أسهم بقيمة 100 دولار أصبحت في النهاية عديمة القيمة فستقتصر خسارتك على 100 دولار.
فعندما تُراهن على خسارة سهم ما، أنت في الأساس تقترض السهم مقابل رسوم بسيطة، وتبيعه بسعر مرتفع مع وعد بالعودة إلى مالكه لاحقاً عن طريق شرائه مرة أخرى بسعر أقل بكثير، كما تأمل، ويكون تحقيق المكسب عن طريق وضع الفرق في جيوبك، لكن إذا استمر سعر السهم في الارتفاع فليس هناك حد للمبلغ الذي يتعين عليك دفعه لاستبدال الأسهم المقترضة.
وقال مدير التحليلات التنبؤية لدى شركة إس 3 إيهور دوسانيوسكي، «هناك قناعة كبيرة لدى المراهنين ضد السهم بأنه سيكون هناك انخفاض كبير في سعر سهم ترامب للإعلام على المدى القصير»، مضيفاً «لكن لدى المساهمين وجهة نظر مختلفة كثيراً وأكثر إيجابية» تجاه الشركة.
أسهم الميم وترامب للإعلام
خلاصة القول إن شركة ترامب للإعلام هي عبارة عن سهم ميم كلاسيكي، إذا كان من الممكن تطبيق كلمة كلاسيكي على مفهوم عمره ثلاث سنوات.
وسهم الميم هو مصطلح اقتصادي يعني أن سهماً يُتداول بأعلى من قيمته المقدرة بناءً على التحليل الأساسي، وتُقدّر خسائر شركة ترامب للإعلام بنحو 49 مليون دولار مقابل إيرادات بقيمة 3.4 مليون دولار، فهي لا تبدو قوية اقتصادياً، إنما قوتها تعود لشعبية ترامب.
وقال أستاذ الاقتصاد بجامعة نيويورك لورانس وايت واصفاً الوضع الحالي «حتى لو كنت مؤمناً كبيراً بأن هذه فقاعة وستنفجر في النهاية -يقصد سهم الشركة- فإن المشكلة هي أن الأمر قد يستغرق وقتاً طويلاً، وفي هذه الأثناء -خاصة إذا كنت تراهن على تراجع السهم- يمكن أن يكون ذلك مكلفاً للغاية».