يترقب المستثمرون حول العالم الإعلان عن أرباح شركة إنفيديا اليوم الأربعاء، إذ تعتبر شركة إنفيديا رائدة في مجال أشباه الموصلات، ومن المتوقع أن تقفز أرباحها لمستويات قياسية كالتي حققتها هذا العام.

وأصبحت شركة إنفيديا ثالث أكبر شركة أميركية من حيث القيمة السوقية، بعد مايكروسوفت وأبل بعد ارتفاع أسهم إنفيديا بنسبة 90 في المئة هذا العام.

ولأن رقائق إنفيديا هي المعيار الذهبي في الذكاء الاصطناعي، فإن نتائجها يُنظر إليها على أنها مقياس لصناعة الذكاء الاصطناعي المزدهرة، التي أثار نموها حماسة المستثمرين وأسهم في تعزيز الاتجاه الصعودي في الأسهم الأميركية.

في الوقت نفسه، أعطى الوزن المتزايد لشركة إنفيديا في المؤشرات والصناديق المتداولة في البورصة لتحركات أسعار أسهمها تأثيراً كبيراً على الأسواق بشكل عام، إذ يبلغ وزن السهم الآن أكثر من 5 في المئة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، بينما يمثل 6.5 في المئة من مؤشر ناسداك 100 و20 في المئة من صندوق (VanEck Semiconductor ETF).

وقال جاي وودز، كبير الاستراتيجيين العالميين في فريدوم كابيتال ماركتس: «إذا كان أداؤها جيداً فسيكون هناك الكثير من الأسهم التي ستستفيد من ذلك»، وأضاف «من النادر جداً أن يكون لديك سهم واحد يمكن أن يكون له مثل هذا التأثير الكبير على السوق بشكل عام، لكن إنفيديا استحقت ذلك».

وتأتي نتائج إنفيديا في الوقت الذي سجلت فيه مؤشرات ستاندرد آند بورز 500 وناسداك وداو جونز الصناعي مستويات قياسية هذا الشهر بعد أبريل نيسان المضطرب، مدعومة بموسم أرباح قوي وتجدد الآمال في أن الاقتصاد الأميركي يتجه نحو ما يسمى بالهبوط الناعم.

ويمكن للأرباح القوية من إنفيديا أن تكمل التقارير التي لقيت استحساناً من الشركات الأميركية العملاقة الأخرى مثل مايكروسوفت وألفابت، ما يساعد على تبرير تقييمات سوق الأسهم التي نمت في الأشهر الأخيرة.

ويتم تداول مؤشر ستاندرد آند بورز 500 عند 20.8 ضعف الأرباح الآجلة، مقارنة بمتوسط تاريخي يبلغ 15.7، وفقاً لمجموعة بورصة لندن.

وقال تشاك كارلسون، الرئيس التنفيذي لشركة هوريزان إنفستمنت سيرفيسز (Horizon Investment Services)، إن انخراط إنفيديا في مجال الذكاء الاصطناعي يعني أن نتائجها «يمكن أن يكون لها تأثير كبير جداً على توجه الاستثمارات الرئيسية الموجودة حالياً». وقال إن الذكاء الاصطناعي بات متغلغلاً في جميع القطاعات، وحلقة الوصل بين الذكاء الاصطناعي وهذه القطاعات هي شركة إنفيديا.

من المقرر أن تعلن نتائج الربع الأول المالية لشركة إنفيديا بعد إغلاق السوق يوم الأربعاء، ومن المتوقع أن تتضاعف إيرادات الشركة الفصلية ثلاث مرات تقريباً لتصل إلى 24.6 مليار دولار، وفقاً لمجموعة بورصة لندن.

ويمكن أن تؤثر الأرباح على أسعار أسهم الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، والتي تعثر بعضها في الأسابيع الأخيرة بعد عمليات بيع واسعة النطاق.

وتعد سوبر مايكرو كمبيوتر (Super Micro Computer) وأدفانسد مايكرو دفايسز (Advanced Micro Devices) وآرم هولدينغز (Arm Holdings) وبالانتير تكنولوجيز (Palantir Technologies) من بين الأسهم التي تم بيعها بعد إعلان نتائجها هذه الفترة، وانخفضت جميع هذه الأسهم بنسبة 20 في المئة على الأقل عن أعلى مستوياتها خلال 52 أسبوعاً.

تقلبات كبيرة

ساعدت النتائج الرائعة التي حققتها إنفيديا قبل عام في تسريع إثارة السوق لكل ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، وارتفع سهم الشركة بنسبة 24 في المئة في اليوم التالي.

هذه المرة، تشير الرهانات في أسواق الخيارات إلى تحرك بنسبة 8.6 في المئة في أسهم إنفيديا في أي من الاتجاهين بحلول يوم الجمعة، حسب ما أظهرت بيانات ترايد أليرت، وهذا من شأنه أن يترجم إلى تأرجح في القيمة السوقية قدره 200 مليار دولار، أي أكبر من القيمة السوقية لنحو 90 في المئة من الشركات المدرجة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500.

من المؤكد أن ارتفاع سعر سهم إنفيديا يعني أن الشركة يجب أن تلبي معايير عالية لدعم أسهمها؛ فعلى سبيل المثال، قد يتطلع بعض المستثمرين إلى أن تعلن الشركة عن إيرادات قوية بشكل خاص وتتوقع المزيد من الأرباح والنمو في المستقبل.

ومن الجدير بالذكر أن تقييم إنفيديا قد انخفض رغم ارتفاع الأسهم بعدما رفع المحللون توقعاتهم بسرعة للأرباح المتوقعة للشركة، وتم تداول السهم مؤخراً بنحو 34 ضعفاً لتقديرات الأرباح لمدة 12 شهراً، بانخفاض عن (أكثر من 80 مرة) في منتصف العام الماضي، وفقاً لمجموعة بورصة لندن.

(رويترز)