تزامناً مع بدء مهرجان التسوق السنوي «618»، أعلنت شركة أبل عن تخفيضات غير مسبوقة في أسعار منتجاتها في الصين، إذ تطلق العلامات التجارية الكبرى وتجار التجزئة عروضاً ترويجية لمهرجان التسوق في مواجهة تباطؤ الطلب الاستهلاكي.
وتأتي التخفيضات الكبيرة التي تقدمها شركة تصنيع هواتف آيفون في وقت تمر به بمنافسة شديدة من شركات تصنيع الهواتف الذكية الصينية، مثل هواوي و(فيفو)، وانخفاض حصتها السوقية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وقالت شركة أبل يوم الاثنين إنها ستخفض أسعار بعض هواتفها الذكية بنسبة تصل إلى 23 في المئة حتى 28 مايو أيار الحالي على (Tmall)، وهو موقع شبيه بأمازون مملوك لشركة علي بابا.
ويمكن للعملاء الآن الحصول على هاتف آيفون 15 مقابل 4599 يواناً نحو 639 دولاراً، بانخفاض بمقدار 1400 يوان نحو 194 دولاراً عن السعر الأصلي، وفقاً للعروض الترويجية على متجر أبل الرسمي على (Tmall).
وتأمل شركة أبل في تعزيز مبيعاتها خلال ثاني أكبر حدث للتسوق عبر الإنترنت في الصين هذا العام، والذي يستمر عادة من أواخر مايو أيار إلى منتصف يونيو حزيران، ولم تستجب الشركة لطلب التعليق.
أبرز مهرجانات التسوق الإلكترونية
لم يهزم مهرجان التسوق «618» الذي أطلقته شركة التجارة الإلكترونية (JD.com) في عام 2008، سوى «يوم العزاب» الذي يفوقه شعبية في عروض التسوق، والذي ابتكرته شركة علي بابا في عام 2009.
واليوم، يتفوق كلا المهرجانين على «الجمعة السوداء» و«الاثنين السيبراني» في إجمالي المبيعات، وتقدم جميع مواقع التجارة الإلكترونية الصينية الكبرى والعديد من تجار التجزئة الفعليين أسابيع من العروض الترويجية عبر منصاتهم لجذب العملاء، غالباً ما يشارك النجوم في هذا الفعل أيضاً.
إذ ظهرت ريانا في شنغهاي يوم الثلاثاء، وهي تصنع كريب إفطار صيني شهير وتستضيف جلسات بث مباشر تعرض فيها منتجات (فنتي بيوتي) الخاصة بها على (Douyin)، وهي النسخة الصينية من تطبيق تيك توك.
بينما تخفض شركة أبل أسعار طرازات آيفون 15 وأجهزة آيباد المبيعة في الصين منذ أكتوبر تشرين الأول، فإن الخصومات هذا الشهر هي الأكبر التي تقدمها الشركة على الإطلاق في أكبر سوق لها في الخارج، وفقاً لوسائل الإعلام الحكومية الصينية.
وقال محللو جيفريز في مذكرة يوم الثلاثاء «تحتاج شركة أبل إلى الدفاع بقوة عن حصتها في السوق (في الصين)».
وانخفضت حصة شركة أبل في الصين إلى 15.7 في المئة في الربع الأول من هذا العام، مقارنة بـ19.7 في المئة في العام السابق، وفقاً للبيانات التي جمعتها شركة «كاونتر بوينت ريسيرش»، وفي الوقت ذاته شهدت شركة هواوي ارتفاعاً في المبيعات بنسبة 70 في المئة، ما أدى إلى إغلاق الفجوة مع شركة أبل.
وبعد التخفيضات الأخيرة، أصبح هاتف آيفون 15 من أبل الآن في النطاق السعري نفسه للهواتف الذكية التي تصنعها شاومي وهواوي.
مقاطعة حرب الأسعار
صانعو الهواتف الذكية ليسوا الشركات الوحيدة التي تشن حرب أسعار في الصين، وتقدم كل القطاعات تقريباً، بدءاً من المواد الغذائية والملابس وحتى الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية والسيارات، خصومات كبيرة تعكس تحولاً جذرياً في أنماط الاستهلاك في البلاد.
وشهد مهرجان التسوق «618»، وهو مقياس رئيسي للاستهلاك في البلاد، منافسة متزايدة من قبل مواقع التجارة الإلكترونية والعلامات التجارية للبيع بالتجزئة لتقديم الخصومات، لكن تخفيض الأسعار أصبح ضارياً للغاية لدرجة أن بعض الشركات تقاطع هذا الحدث.
أصدر أكثر من 50 كتاباً بيانات مشتركة، يوم الاثنين، قائلين إنهم لن يشاركوا في مهرجان التسوق لهذا العام بسبب سياسات التسعير الصارمة التي تطلبت منهم تقديم خصومات تتراوح بين 20 في المئة إلى 30 في المئة على موقع (JD.com).
وقال بيان صادر عن 10 دور نشر في بكين، إن المقاطعة كانت خطوة ضرورية «للحفاظ على استقرار وازدهار» سوق نشر الكتب.
وقال البيان الآخر، الذي نشرته 46 شركة في شنغهاي، إنهم ضد المنافسة «غير المنظمة» في السوق.
وحتى شركات النشر الكبرى المملوكة للدولة أعربت عن معارضتها لحروب الأسعار «الفوضوية».
وقالت إحدى الشركات التابعة لشركة (Shanghai Century Publishing) يوم الاثنين على حسابها الرسمي على منصة (Xiaohongshu) الاجتماعية الشبيهة بإنستغرام في البلاد «نأمل أن تكون هناك مقاومة أوسع لفوضى التخفيضات، أو سيطرة أكثر فعالية».
(لورا هي – CNN)