تخلت عملاقة السيارات الكهربائية الأميركية تسلا عن أحد الأهداف التي أعلنت عنها مسبقاً، والمتمثل في بيع 20 مليون سيارة سنوياً بحلول عام 2030، وفقاً لما أظهره «تقرير التأثير 2023» الصادر عن الشركة، فيما اعتبره المراقبون مؤشراً جديداً على تراجع اهتمام الشركة بمجال السيارات الكهربائية لصالح السيارات ذاتية القيادة.

ففي عام 2020، أعلن الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك عن طموحه في تسليم 20 مليون مركبة سنوياً بنهاية العقد الجاري؛ أي ما يعادل ضعف معدل مبيعات منافستها اليابانية تويوتا -أكبر شركة للسيارات في العالم.

وحرصت تسلا على إضافة هذا الهدف خلال تقارير التأثير التي أصدرتها خلال عامي 2021 و2022، لكن التقرير الأخير لعام 2023 لم ترد به أي إشارة لهذا الهدف الطموح.

ويأتي ذلك في إطار تحول أوسع في توجهات الشركة التي أعلنت صراحة أن مستقبلها يكمن في تطوير السيارات ذاتية القيادة، وتستعد تسلا لاستضافة فعالية رسمية لإطلاق نموذجها لسيارات الأجرة ذاتية القيادة.

التقنيات الروبوتية هي المستقبل

وفي هذا السياق، قال ماسك يوم الخميس إن سيارات الأجرة الآلية و الروبوتات البشرية أوبتيموس التي تطورها الشركة تعدان الركيزة الأساسية لنمو تسلا في المستقبل.

ومنذ أسابيع قليلة، أعلنت الشركة أيضاً تخليها عن خطة سابقة لتصنيع طراز جديد قليل التكلفة لا يتعدى 25 ألف دولار في إطار حرب الأسعار المشتعلة في سوق السيارات الكهربائية، خاصة في الصين.

كما تشمل استراتيجية الشركة الجديدة استخدام خطوط الإنتاج الحالية لتصنيع مركبات أقل تكلفة، في خطوة يُتوقع أن تؤدي إلى نمو أبطأ من المتوقع في حجم الإنتاج.

ويرى الخبراء أن المستثمرين كانوا يعولون كثيراً على وعد تسلا بإنتاج سيارة لا تتجاوز تكلفتها 25 ألف دولار لدعم مبيعات الشركة، مشيرين إلى أن أي خطط أخرى لتصنيع مركبات منخفضة التكلفة لن تفلح كثيراً في تحسين معنويات المستثمرين تجاه الشركة لأنها لن تصل إلى حد الـ25 ألف دولا المعلن عنه مسبقاً، والذي طال انتظاره في الأسواق.

وسجلت مبيعات تسلا من السيارات الكهربائية نمواً بنسبة 38 في المئة فقط في عام 2023، فيما جاء أقل كثيراً من معدل النمو المستهدف البالغ 50 في المئة، في حين حذَّر ماسك في يناير كانون الثاني الماضي من أن معدل نمو المبيعات سيكون أضعف هذا العام في ظل اشتداد حدة المنافسة وتراجع الطلب العالمي على السيارات الكهربائية.

وفي محاولة لخفض التكلفة، قامت تسلا بتسريح 10 في المئة من موظفيها هذا العام، وشملت خطط التسريح حل قسم شحن المركبات الكهربائية بالكامل.