تغيّرت سلة السلع التي يُقاس على أساسها التضخم في بريطانيا بإدخال سلع جديدة وحذف أخرى، لكن أغرب ما انضم إلى قائمة هذا العام كان أسطوانات الموسيقى بشكلها الكلاسيكي، في تطور لعبت فيه المغنية الأميركية الشهيرة تيلور سويفت دوراً لا تخطئه العين.

وتسلط إضافة أسعار أسطوانات الموسيقى إلى إحصاءات التضخم في المملكة المتحدة للمرة الأولى منذ عام 1992 الضوء على زيادة شعبيتها بين المستهلكين البريطانيين.

وسلة السلع مصطلح اقتصادي يشير إلى مجموعة من المنتجات والخدمات الاستهلاكية التي يتم تقييم سعرها شهرياً أو سنوياً بهدف تتبع التضخم في سوق أو بلد معين، وتستخدم بالأساس في حساب مؤشر أسعار المستهلكين.

ويُسهل وجود سلة السلع تتبع التغيرات في مستويات أسعار هذه السلع ويُراعى في السلع الموجودة في السلة أن تمثل الاقتصاد الأوسع وتعدل هذه السلع دورياً بهدف مواكبة التغيرات في عادات المستهلكين.

وتنقسم السلع إلى ثماني فئات رئيسية، هي: الطعام والشراب، والإسكان، والملابس، والنقل، والرعاية الطبية، والتعليم، والاتصال، والترفيه.

ما السلع التي أضيفت هذا العام؟

نشر مكتب الإحصاءات الوطني في بريطانيا تحديثه السنوي لسلة تضم ما يربو على 700 سلعة وخدمة يستخدمها لقياس التضخم.

وفي هذا العام، أضاف المكتب 16 سلعة وحذف 15 سلعة أخرى لقياس ما ينفق المستهلكون أموالهم عليه عادة.

وقال مات كوردر، نائب مدير مكتب الإحصاءات الوطني لشؤون الأسعار في بيان «عادة ما تعكس سلة سلعنا لقياس التضخم ظهور تكنولوجيا جديدة لكن عودة الأسطوانات تظهر مدى تأثر إنفاقنا بإحياء الأغراض المتعلقة بالثقافة».

ومحتويات سلة التسوق الوطنية مهمة لأنها تشكل أساس حساب مؤشر أسعار المستهلكين، وهو أحد قياسات التضخم التي سيضعها بنك إنجلترا في الحسبان عند اتخاذ قرار البدء في خفض أسعار الفائدة.

وتباطأ التضخم في المملكة المتحدة من 11.1 بالمئة إلى 4 بالمئة لكنه يظل أعلى من المستهدف الذي حدده البنك المركزي عند 2 بالمئة.

وخرجت أسطوانات الموسيقى الكلاسيكية بشكلها القديم من سلة السلع لقياس التضخم في البلاد قبل أكثر من 30 عاماً مع صعود الكاسيت وأسطوانات السي دي لكنها عادت بقوة في السنوات القليلة الماضية.

وبيعت 6.1 مليون أسطوانة موسيقى العام الماضي في بريطانيا وهو أعلى رقم لمبيعاتها منذ عام 1990 وفقاً لبيانات اتحاد الصناعة الفونوغرافية البريطانية، وكان لأسطوانة ألبوم تيلور سويفت (1989 تيلورز فيرجن) نصيب الأسد من المبيعات.

وقال جو تويست، الرئيس التنفيذي للاتحاد «يزداد الطلب باستمرار على هذا الشكل المحبب بشدة منذ قرابة عقدين بما في ذلك بين الشبان الأقل سناً والمستهلكين الذين يشغلون الموسيقى يومياً، لكنهم يحبون أيضاً اقتناء موسيقاهم المفضلة في هيئة مادية».

وتشير سلع أخرى أضيفت هذا العام لسلة قياس التضخم إلى توجه أوسع نطاقاً نحو أساليب الحياة الصحية ومن بينها القلايات الهوائية وكعك الأرز وبذور دوار الشمس وبذور القرع وبخاخات الزيت.

وقال المكتب الوطني للإحصاءات «حجزت القلاية الهوائية مكاناً لها في العديد من المطابخ خلال السنوات القليلة الماضية مع ارتفاع الإنفاق إلى أكثر من 30 بالمئة بين عامي 2021 و2022».

وأضيف أيضاً الخبز الخالي من الجلوتين إلى السلة، ما يشير إلى «إفساح مساحة أكبر للمنتجات الخالية من الجلوتين على أرفف المحلات».

أما مطهرات الأيدي ومواد التعقيم فخرجت من المعادلة هذا العام مع تراجع الطلب عليها تزامناً مع انتهاء جائحة كورونا، كما حُذفت الأريكة التي يمكن تحويلها إلى سرير من السلة مع تراجع شعبيتها.

(هانا زيادي- CNN)