برزت الحرب الدائرة في غزة بين إسرائيل وحركة حماس في قلب صفقة لخصخصة شركة مطارات ماليزيا القابضة، عقب احتجاجات من مجموعة من هيئات المجتمع المدني البارزة في ماليزيا.

وترفض المجموعة عرضاً تقدم به تحالف، يضم شركة قد تستحوذ عليها بلاك روك الأميركية، لخصخصة شركة مطارات ماليزيا القابضة، وسط حملات مقاطعة ضد بعض الشركات الأميركية بسبب حرب غزة.

وأصدرت نحو 22 منظمة بياناً مشتركاً يحث الحكومة على إعادة النظر ومنع مشاركة بلاك روك في الصفقة التي تبلغ قيمتها نحو 2.6 مليار دولار لخصخصة شركة مطارات ماليزيا القابضة قائلين إن شركة بلاك روك لها علاقات مع إسرائيل.

وأعلن تحالف بقيادة صندوق الثروة السيادية الماليزي (خزانة) وصندوق ادخار الموظفين للتقاعد في 15 مايو أيار عن عرض لشراء الحصص المتبقية من أسهم مطارات ماليزيا القابضة التي لا يملكها بالفعل.

ويضم التحالف أيضاً شركة جلوبال إنفراستراكتشر بارتنرز لإدارة الاستثمار في البنية التحتية وجهاز أبوظبي للاستثمار.

وأعلنت شركة بلاك روك في يناير كانون الثاني أنها ستشتري شركة جلوبال إنفراستراكتشر بارتنرز مقابل 12.5 مليار دولار، ومن المتوقع أن تتم عملية الاستحواذ في الربع الثالث.

وفي رسالة إلى إدارة صندوق ادخار الموظفين أمس الخميس، حثت منظمات المجتمع المدني، ومنها المجلس الاستشاري الماليزي للمنظمات الإسلامية ومنظمة تحيا فلسطين- ماليزيا، صندوق التقاعد على وقف العلاقات مع شركة بلاك روك.

وتعرضت خطة خصخصة الشركة لانتقادات أيضاً من بعض النواب في البرلمان من المعارضة والحزب الحاكم بسبب مشاركة بلاك روك، ولم ترد بلاك روك وخزانة وصندوق ادخار الموظفين ومطارات ماليزيا القابضة بعد على طلبات للتعليق اليوم الجمعة.

وهذا الاتفاق هو أحدث صفقة تواجه احتجاجات في ماليزيا، وهي دولة ذات أغلبية مسلمة في جنوب شرق آسيا وداعمة قوية للفلسطينيين.

واستهدفت حملات للمقاطعة بسبب الحملة العسكرية التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة بعض العلامات التجارية الغربية في ماليزيا وبعض الدول الإسلامية الأخرى منها ستاربكس وماكدونالدز.

وذكرت رويترز في أبريل نيسان أن شركة كيو.إس.آر براندز الماليزية، المشغلة لسلاسل مطاعم الوجبات السريعة كنتاكي وبيتزاهت في جنوب شرق آسيا، أرجأت إلى أجل غير مسمى خططاً للطرح في البورصة المحلية إذ تأثرت أعمالها بحملات المقاطعة.

وفي 17 مايو أيار، نقلت وسائل إعلام محلية عن رئيس الوزراء أنور إبراهيم قوله إن ما تردد عن أن 25 بالمئة من شركة مطارات ماليزيا القابضة ستكون مملوكة لشركة «مؤيدة للصهيونية» لا أساس له من الصحة دون تسمية الشركة، ولم يرد مكتب أنور بعد على طلبات للتعليق اليوم الجمعة.

وفي حالة إتمام الصفقة، ستمتلك خزانة وصندوق ادخار الموظفين بشكل مشترك 70 بالمئة من شركة مطارات ماليزيا، في حين ستمتلك جلوبال إنفراستراكتشر بارتنرز وجهاز أبوظبي للاستثمار نسبة 30 بالمئة المتبقية.

وأظهرت بيانات مجموعة بورصات لندن أن سهم مطارات ماليزيا القابضة ارتفع 36 بالمئة حتى الآن هذا العام بما يمنح الشركة قيمة سوقية تبلغ 3.55 مليار دولار.

وبلاك روك هي أكبر شركة لإدارة الصناديق في العالم. وذكر موقعها الإلكتروني على الإنترنت أن الشركة، التي يقع مقرها الرئيسي في نيويورك، تدير أصولاً بقيمة 9.09 تريليون دولار على مستوى العالم حتى مارس آذار 2023.