ذكرت مصادر في صناعة الطيران يوم الثلاثاء أن شركة تصنيع المحركات «سي إف إم» حذرت من زيادة كبيرة في الإمدادات لشركة إيرباص في وقت يعاني فيه عميلها الرئيسي الآخر بوينغ من ضغوط، ما كان على الأرجح سبباً في قرار إيرباص بتأجيل خطط زيادة إنتاج الطائرات.
وأعلنت إيرباص يوم الاثنين تأجيل زيادة إنتاج طائراتها الضيقة الجسم لعدة سنوات، وخفضت توقعات الأرباح وأهداف تسليم الطائرات لعام 2024، مشيرةً إلى نقص في المحركات وقطع أخرى، ما أدى إلى تراجع أسهم أكبر مجموعة طيران في أوروبا يوم الثلاثاء.
تعتبر شركة سي إف إم CFM، وهي مشروع مشترك بين جنرال إليكتريك للطيران الأميركية وسافران الفرنسية، هي المصنعة لمحركات LEAP التي تستخدم في جميع طائرات بوينغ ماكس 737 وأكثر من نصف طائرات إيرباص إيه 320 نيو، حيث تتنافس مع محرك Geared Turbofan من شركة برات أند وويتني التابعة لـ آر تي إكس.
تسعى إيرباص جاهدة لزيادة الإنتاج لتلبية الطلب وسط شكوك العديد من الموردين حول خططها الإنتاجية، وقد واجهت المفاوضات لتأمين العدد اللازم من المحركات لعام 2025 للحفاظ على الأهداف السابقة عقبة بعد أن طلبت إيرباص من سي إف إم زيادة حصتها من تسليمات الطائرات الضيقة للتعويض عن مشكلات شركة برات الصناعية.
ضغوط إيرباص على سي إف إم
كانت إيرباص تأمل أن تزيد حصتها من إنتاج إيرباص إلى ما يعادل نحو 75% من تسليمات إيه 320 نيو من نحو 60 في المئة حالياً، وفقاً لمصدرين مطلعين على الأمر.
وأدى ذلك إلى تساؤلات صناعية بعد أن انخفضت تسليمات محركات سي إف إم بالفعل في الربع الحالي، بعد أداء ثابت في الأشهر الثلاثة السابقة، بحسب المصادر، كما أن طلب إيرباص وضع الشركة في موقف استراتيجي حساس قبل الذكرى الخمسين لتأسيسها، حيث قد يؤدي ذلك إلى تفاقم المشكلات الكبيرة مع عميلها الرئيسي الآخر، بوينغ.
وتعتمد حصة سي إف إم السوقية على ثلاثة عوامل، هي معدل إنتاج إيرباص، معدل إنتاج بوينغ، ومساهمة شركة بارت أند ويتني في إنتاج إيرباص.
وقال مصدر صناعي رفيع المستوى «تحاول سي إف إم تلبية احتياجات كلا الجانبين ولكنها في النهاية لن تفعل شيئاً يضر بوينغ هيكلياً»، وقال شخص آخر مطلع على الشركة المصنعة للمحركات إن ترددها في الإضرار ببوينغ بشكل مفرط قد لا يُعبر عنه مباشرة لإيرباص، ولكنه يؤخذ في الاعتبار في المناقشات الداخلية.
لم تعلق إيرباص على المناقشات السرية مع الموردين، بينما لم ترد سي إف إم على استفسار حول حجم التسليمات النسبي للعملاء، لكنها قالت إنها تعمل على تلبية الطلب من إيرباص.
وتأسست سي إف إم في عام 1974 بفضل جهود صناعيين لهم تاريخ حافل في الحرب المهندس الألماني الأصل الذي حارب مع الحلفاء، غيرهارد نيومان، وبطل المقاومة الفرنسية رينيه رافود، الذي فقد ذراعه في قصف بريطاني على بريست.
وقالت سافران في يونيو حزيران إنها دعمت كلاً من إيرباص وبوينغ خلال فترات صعودهما وهبوطهما، ما يؤكد أهمية بوينغ لـ سي إف إم والصناعة الفرنسية.
التزامات مستقبلية
يجب أن توافق سي إف إم على كميات المحركات قبل نحو 18 شهراً، لذا كان منتصف عام 2024 يشكل موعداً مهماً لتحديد الوضوح بشأن عام 2025، ويوم الاثنين أقر الرئيس التنفيذي لإيرباص غيوم فوري بأن عام 2025 لم يكن محدداً بشكل نهائي ولكنه سعى لتهدئة المخاوف بشأن زيادة الإنتاج.
وقال للمحللين «لدينا ما نحتاج إليه من التزامات من مصنعي المحركات لعام 2025، هذا لا يعني أننا نتفق تماماً على الكميات النهائية التي سنحتفظ بها، ولكن لدينا ما نحتاج إليه لدعم زيادة الإنتاج في عام 2025، هذا ما يهمني».