في أول يوم له رئيساً تنفيذياً لشركة بوينغ، قرر روبرت كيلي أورتبرغ أنه سيعمل من مكاتب الشركة في سياتل، والتي كانت موطناً للشركة لمدة 85 عاماً قبل أن تنقل مقرها الرئيسي إلى شيكاغو في عام 2001.
لم يكن لدى بوينغ أي بيان يوضح سبب قراره بالعمل على بعد 2300 ميل من المكاتب الحالية للشركة في أرلينغتون بولاية فيرجينيا، لكن قراره أكده شخص مطلع على خططه.
ويقول منتقدو بوينغ إن نقل المقر الرئيسي بعيداً عن مصانعها في منطقة بوجيه ساوند منذ أكثر من 20 عاماً أكد تركيز الشركة على النتائج المالية بدلاً من عمليات الإنتاج.
ولكن بوينغ عانت من مشكلات جمة في الجودة في السنوات الأخيرة، وهي المشكلات التي أدت إلى حادثين قاتلين وخسائر فادحة وحوادث مرعبة، بما في ذلك انفجار سدادة باب في جسم طائرة بوينغ 737 ماكس في 5 يناير كانون الثاني والتي تديرها شركة ألاسكا إيرلاينز.
وأشاد ريتشارد أبولافيا، المدير الإداري لشركة (AeroDynamic Advisory) والناقد القديم لإدارة بوينغ، باختيار أورتبرغ لموقع المكتب.
وقال «إنه أمر واعد بشكل لا يصدق، إنه يُظهر أنه لا يخشى الذهاب إلى حيث توجد المشكلة وبذل بعض العمل الجاد لحلها، لا يزال يبدو كأنه النوع المعاكس تماماً من القادة الذين ابتليت بهم بوينغ».
أصرت بوينغ سابقاً على أن نقل المقر الرئيسي كان في مصلحة الشركة، مشيرة إلى أن بوينغ تبني منتجات أخرى غير الطائرات التجارية، بما في ذلك من أعمال الدفاع والفضاء، وكان المسؤولون التنفيذيون المسؤولون عن الطائرات التجارية دائماً مقيمين في سياتل، حتى لو كان المقر الرئيسي للشركة في مكان آخر.
وقالت الشركة إنها ليس لديها تعليق بشأن ما إذا كانت تفكر في نقل مقرها الرئيسي بالكامل إلى سياتل مع أورتبرغ.
سيكون لدى أورتبرغ الكثير من العمل، بغض النظر عن مكان مكتبه، إذ لم تواجه الشركة سوى المشكلات لأكثر من خمس سنوات.
أدى عيب في التصميم في أفضل طائراتها مبيعاً 737 ماكس إلى حوادث مميتة في عامي 2018 و2019، تلا ذلك إيقاف تشغيل الطائرة لمدة 20 شهراً، وقد أدى ذلك بدوره إلى سنوات من الخسائر المالية التي تجاوزت 33 مليار دولار من الخسائر التشغيلية الأساسية في الربع الأخير.
في يناير كانون الثاني، انفجرت سدادة باب إحدى طائراتها أثناء التحليق في رحلة لشركة ألاسكا إيرلاينز عندما اقتربت من 16 ألف قدم، ما ترك فجوة كبيرة في جانب الطائرة وجذب الانتباه مرة أخرى إلى مشكلات إنتاجها، ومنذ ذلك الوقت وافقت الشركة على الاعتراف بالذنب في خداع إدارة الطيران الفيدرالية، وهو الإقرار الذي سيتطلب منها العمل تحت إشراف مراقب معين من قبل المحكمة.
كما تواجه الشركة سلسلة من التحقيقات الفيدرالية الأخرى، بما في ذلك تحقيق من قبل مجلس سلامة النقل الوطني، الذي اختتم للتو يومين من جلسات الاستماع العامة حول حادثة ألاسكا إير. واعترف المسؤولون التنفيذيون في بوينغ هناك بأنهم ما زالوا لا يعرفون كيف غادرت الطائرة التي انفجرت بها سدادة الباب مصنع بوينغ في رينتون بواشنطن دون البراغي الأربعة اللازمة لإبقاء سدادة الباب في مكانها.
وقالت رئيسة المجلس الوطني لسلامة النقل جينيفر هومندي للصحفيين خلال جلسة الاستماع «نحن لا نعرف ولا يعرفون هم أيضاً، وهذه مشكلة».
(كريس إيزيدور – CNN)