تعطّل إنتاج مصنع شركة سامسونغ الرئيسي للإلكترونيات في جنوبي الهند لليوم الثاني على التوالي بسبب إضراب مئات العمال المطالبين بزيادة الأجور، يوم الثلاثاء، في حين سعى كبار المسؤولين التنفيذيين إلى حل الأزمة دون جدوى.
وتعتبر شركة سامسونغ التي يقع مقرها الرئيسي في كوريا الجنوبية، أكبر شركة للإلكترونيات الاستهلاكية في الهند، مثل أجهزة التلفاز والثلاجات إلى الهواتف الذكية.
ويوظف المصنع المُضرب عماله نحو 1800 شخص، ويصنع الأجهزة الإلكترونية وليس الهواتف الذكية، لكنه يسهم بنسبة من 20 في المئة إلى 30 في المئة من إيرادات سامسونغ السنوية في الهند، والبالغة 12 مليار دولار، وفقاً لمصدرين على دراية مباشرة بالأمر، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما.
ووضعت ملصقات تقول «إضراب غير محدد» خارج المصنع بالقرب من مدينة تشيناي.
وقال رئيس نقابة العاملين بالمصنع، إي موثوكومار، لرويترز إن «الإضراب سيستمر لليوم الثالث» يقصد غداً الأربعاء.
وتأثر نحو نصف الإنتاج اليومي للمصنع مع قرار العديد من العمال الإضراب أمس الاثنين، ويواصل المحتجون الضغط من أجل مطالبهم بزيادة الأجور وتحسين ساعات العمل، والأهم من ذلك اعتراف سامسونغ بتشكيل نقابة يدعمها «مركز النقابات التجارية الهندية».
وأغلقت أسهم سامسونغ منخفضة 1.9 في المئة في سول، بمعدل أعلى بكثير من معدل انخفاض مؤشر كوسبي القياسي بنسبة 0.5 في المئة.
وقال أشخاص مطلعون بشكل مباشر على الوضع إن الرئيس التنفيذي لشركة سامسونغ في جنوب غرب آسيا، جيه بي بارك، وغيره من كبار المسؤولين التنفيذيين يزورون المصنع لإيجاد حل.
وقال رئيس نقابة العاملين بالمصنع، موثوكومار إنه لم يتوصل إلى تسوية خلال المناقشات يوم الثلاثاء مع إدارة سامسونغ.
وقال وزير العمل في ولاية تاميل، نادو فيرا راجافا راو، إن المفاوضات بين العمال والإدارة جارية، لكن لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى موعد حل للمسألة.
وقال متحدث باسم شركة سامسونغ بالهند، أمس الاثنين، إن الشركة تعمل بنشاط مع العمال «لمعالجة أي شكاوى قد تكون لديهم والامتثال لجميع القوانين واللوائح».
ووقع نحو 800 عامل على سجل خارج المصنع لتسجيل احتجاجهم.
ويأتي الإضراب قبل موسم الأعياد في أكتوبر تشرين الأول في الهند، حيث من المتوقع شراء المواطنين الهدايا.
وقال نائب رئيس شركة سايبرميديا ريسيرش، برابهو رام «الإضراب في هذه المرحلة يُصعب من مهمة سامسونغ لزيادة الإنتاج قبل موسم الأعياد».
في الهند، قال أحد العمال خارج المصنع -رفض الكشف عن اسمه خوفاً من انتقام الشركة- لرويترز، «لو كانت سامسونغ قد منحتنا أجراً يكفي لضمان معيشتنا وعاملتنا باحترام، لما فكرنا في الانضمام إلى نقابة».
وقد أيد بعض الزعماء السياسيين الهنود إضراب العمال، وقاموا بزيارتهم يوم الثلاثاء.
وحثت إحدى الملصقات خارج المصنع مسؤولي العمل في الولاية على عدم دعم الإدارة، ونصحت بدلاً من ذلك «ناقشوا وحلوا مطالب العمال مع نقابة العمال».
كانت سامسونغ قد تعرضت لإضراب 36500 عضو في أكبر نقابة عمالية لشركة سامسونغ للإلكترونيات، في كوريا الجنوبية، في يوليو وأغسطس.