يتجه المستثمرون إلى شراء أسهم في شركات السلع الاستهلاكية الأساسية في الولايات المتحدة مثل كوكاكولا وكولجيت-بالموليف، في إطار بحثهم عن مناطق أكثر دفاعية في السوق وسط مخاوف بشأن تباطؤ محتمل في الاقتصاد الأميركي.

وقد تفوق القطاع -الذي يضم أيضاً أسماء مألوفة أخرى مثل كرافت هاينز، وبروكتر آند جامبل، وول مارت- على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للأسهم القيادية في ستة من الأسابيع الثمانية الماضية، وفقاً لبيانات بلومبيرغ.

في الأسبوع الماضي، حقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للسلع الاستهلاكية الأساسية أفضل أداء له مقارنة بمؤشر الأسهم القيادية منذ مارس آذار 2020، ما رفعه إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، على الرغم من أنه تراجع بعض الشيء في الأيام الأخيرة.

ويشير أداء القطاع، حسب ما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز، إلى اتساع نطاق ارتفاع سوق الأسهم هذا العام من جانب مجموعات التكنولوجيا العملاقة التي كانت وراء المكاسب إلى حد كبير.

ويأتي ذلك في الوقت الذي بدأت فيه الشقوق الأولى في الظهور في سوق العمل الأميركية، ما أثار الخلاف حول مدى قوة خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة والقلق من أن أكبر اقتصاد في العالم قد ينزلق قريباً إلى الركود.

وقال المحلل جيم بولسن، كبير الاستراتيجيين السابق في مجموعة ليوثولد، «من الواضح أن الركود من شأنه أن يتسبب في تفوق الدفاعات»، مضيفاً أن «النمو الاقتصادي القوي من شأنه أن يتسبب في ضعف أدائها»، لقد ارتفعت أسهم شركة كوكاكولا بنحو 20% هذا العام، بينما ارتفعت أسهم شركة كولجيت بنحو الثلث.

وعلى مدار الشهر الماضي، ارتفعت أسهم شركتي وول مارت وتارجت وكلوروكس بنسبة 14.8% و9.1% و15.6% على التوالي، وهو ما يفوق بكثير مكاسب مؤشر ستاندرد آند بورز 500 المتواضعة التي بلغت 4.5% خلال الفترة نفسها.

وقالت إيرين تونكل، كبيرة استراتيجي الأسهم الأميركية في بي.سي.إيه للأبحاث: «تاريخياً، كان أداء السلع الدفاعية مثل السلع الاستهلاكية الأساسية جيداً في الفترة التي سبقت أول خفض لسعر الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي يأتي عادةً بمجرد وجود أدلة كافية على تباطؤ الاقتصاد»، حسبما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز.

وقالت «إذا ظهرت فجأة بيانات تبدد فكرة أننا نتجه نحو هبوط حاد -إذا عاد التفاؤل إلى السوق- فإن السلع الاستهلاكية الأساسية ستبدأ في تحقيق أداء أقل من المتوقع».

في الأسبوع الماضي، أضافت مورجان ستانلي شركات وول مارت وكوكا كولا وكولجيت إلى قائمتها الخاصة بنصائح الأسهم، وأوصت العملاء بالتركيز على «الشركات الدفاعية التي تعطي الأولوية للكفاءة التشغيلية أو التي تتمتع بقوة تسعير دائمة، أو كليهما».

كما استفاد القطاع من خروج المستثمرين تدريجياً من أجزاء السوق الأكثر نشاطاً.

ووفقاً لبيانات التدفقات التي جمعها دويتشه بنك، فإن وضع المستثمرين أصبح الآن «مائلاً» نحو الأصول الدفاعية الشبيهة بالسندات، بما في ذلك السلع الاستهلاكية الأساسية والعقارات والمرافق.

أظهرت بيانات دويتشه بنك أن المخاوف بشأن تباطؤ نمو الأرباح لأسهم التكنولوجيا التي كانت مهيمنة في السابق دفعت المستثمرين في الوقت نفسه إلى تقليص حيازاتهم في الشركات الرائدة في السوق المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

وتميل السلع الاستهلاكية الأساسية إلى التخلف عن السوق خلال فترات الارتفاع، لكنها تلحق بالركب عندما يبدأ النمو في التباطؤ: حقق القطاع أداءً أفضل خلال عمليات البيع في عام 2022 لكنه كان أداؤه أقل من المتوقع مع ترسخ قصة الهبوط الناعم في النصف الثاني من عام 2023.

ولكن في الأسابيع الأخيرة «أدرك المستثمرون أنهم تخلوا عن كل شيء عندما اتخذوا إجراءات دفاعية في العام الماضي»، كما يقول كيفن جوردون، وهو استراتيجي استثماري بارز في تشارلز شواب.

وأضاف أن «حقيقة انخفاض أسعار السلع الاستهلاكية الأساسية خلال العام الأول من هذا السوق الصاعد تتسق مع كون هذا الإجراء الأخير بمثابة توسع في مسيرة الارتفاع».