تواجه شركة ميتا غرامة باهظة من الاتحاد الأوروبي بسبب مساعيها للهيمنة على سوق الإعلانات المبوبة، في الوقت الذي تسعى فيه بروكسل إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد الممارسات المناهضة للمنافسة بين أكبر شركات التكنولوجيا في العالم.

قال أشخاص مطلعون على الأمر حسب ما ذكرت فايننشال تايمز، إن الجهات التنظيمية في الاتحاد الأوروبي ستزعم أن الشركة الأم لفيسبوك تربط خدمات ميتا ماركت بليس المجانية الخاصة بها بالشبكة الاجتماعية في محاولة لتقويض منافسيها.

وقال ثلاثة أشخاص كبار لديهم معرفة مباشرة بالأمر إن قرار الاتحاد قد يأتي في وقتٍ مبكر من الشهر المقبل، وسيمثّل أحد التحقيقات النهائية التي تشرف عليها مارغريت فيستاجر، رئيسة المنافسة المنتهية ولايتها.

وأشارت ميتا إلى بيان سابق جاء فيه «أن الادعاءات التي قدمتها المفوضية الأوروبية لا أساس لها من الصحة.. ونحن نواصل العمل مع السلطات التنظيمية لإثبات أن ابتكاراتنا في المنتجات تخدم المستهلك وتدعم القدرة التنافسية».

وتم إطلاق تحقيق مكافحة الاحتكار هذا عام 2019 بعد اتهامات من المنافسين بأن فيسبوك يسيء استخدام موقعه المهيمن من خلال تقديم خدمات مجانية بينما يستفيد من البيانات، ومعظمها من الشركات، التي يجمعها على المنصة.

وفي ديسمبر 2022، قدمت المفوضية الأوروبية نتائج أولية تفيد بأن شركة ميتا تعمل على تشويه المنافسة في سوق الإعلانات المبوبة عبر الإنترنت، فضلاً عن استخدام البيانات التي تم الوصول إليها من الشركات مجاناً لبيع الإعلانات للمستخدمين.

ويمكن لشركة ميتا الاستئناف ضد القضية، وإذا ثبتت إدانة شركة التكنولوجيا العملاقة، فقد تواجه عقوبات تصل إلى 10 في المئة من إيراداتها السنوية العالمية، والتي بلغت عام 2023 ما يقرب من 135 مليار دولار.

ومع ذلك، تصدر الهيئات التنظيمية عادة عقوبات أقل بكثير.

وقالت شركة التكنولوجيا العملاقة إن ميتا ماركت بليس لفيسبوك تعمل في بيئة تنافسية للغاية ولا تستخدم بيانات من المنافسين على المنصة للتنافس ضدهم، حسب ما قال أشخاص مطلعون على موقف الشركة.

وتستعد رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين لفريقها لبدء الدورة المقبلة التي تستمر خمس سنوات في الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، وهو ما قد يؤخر الإعلان أكثر.

وقالت فون دير لاين يوم الثلاثاء إن الإسبانية تيريزا ريبيرا ستتولى منصب رئيسة مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي خلفاً لفستاغر.

وكانت فيستاجر، التي تستعد للمغادرة بحلول بداية نوفمبر تشرين الثاني حريصة على الانتهاء من هذا التحقيق ضد ميتا قبل أن تُنهي عقداً من إنفاذ قوانين مكافحة الاحتكار.

وخلال فترة توليها مسؤولية سياسة المنافسة في الاتحاد الأوروبي، استهدفت فيستاجر مراراً وتكراراً أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، مع اتخاذ بعض الإجراءات الأكثر صرامة ضد شركات التكنولوجيا العملاقة مثل أبل وجوجل ومايكروسوفت.

وفازت بروكسل بقضية تاريخية لمكافحة الاحتكار ضد جوجل قبل أسبوع بعد أن قضت محكمة العدل الأوروبية، أعلى محكمة في الاتحاد، بأن شركة البحث العملاقة أساءت استخدام قوتها السوقية من خلال تصنيف خدمات التسوق الخاصة بها على منافسيها، ما منح نفسها ميزة غير قانونية وغير عادلة.

وفي اليوم نفسه، أمرت المحكمة العليا للاتحاد الأوروبي شركة أبل بدفع 13 مليار يورو كضرائب متأخرة، وهو ما ألغي حكماً سابقاً، وقد اعتُبر القراران انتصاراً لفستجر.

وتم إطلاق موقع فيسبوك ماركت بليس عام 2016، وهو عبارة عن منصة شعبية لشراء وبيع السلع المستعملة، وخاصة الأدوات المنزلية مثل الأثاث، ومع ذلك ظهرت شركات جديدة في الأسواق المتخصصة، مثل الأزياء، كمنافسين في السنوات الأخيرة.

وتسعى ولايات قضائية أخرى أيضاً إلى كبح جماح شركات التكنولوجيا الكبرى ورفع قضايا ضد شركة ميتا.

وأغلقت هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة تحقيقاً مماثلاً العام الماضي بعد أن وعدت شركة ميتا بالحد من استخدام البيانات التي تجمعها من شركات أخرى.