في خطوة قد تُعيد تشكيل مستقبل شركة بوينغ، توصل اتحاد عمال شركة بوينغ لصناعة الطائرات إلى اتفاق مبدئي لإنهاء الإضراب التاريخي الذي استمر خمسة أسابيع، والذي أسفر عن توقف إنتاج معظم الطائرات التجارية، ويشمل الاتفاق زيادة رواتب العمال بنسبة 35% على مدار أربع سنوات، بالإضافة إلى تحسين مساهمات خطط التقاعد.
تأتي هذه المفاوضات في وقت حرج تواجه فيه الشركة تحديات مالية جسيمة، حيث تُقدّر خسائرها بمليار دولار شهرياً بسبب الإضراب، ما يزيد من ضغوطها في ظل الأزمات المستمرة التي تعاني منها منذ حوادث 737 ماكس، ومع تصاعد التوترات والاحتجاجات يبقى مصير العمال معلقاً على نتائج التصويت المقرّر يوم الأربعاء، حيث يسعى الجميع لعودة الأمل إلى صناعة الطيران الأميركية.
وأعلن اتحاد عمال شركة بوينغ لصناعة الطائرات لأعضائه المضربين البالغ عددهم 33 ألف شخص في ساعة مبكرة من صباح السبت التوصل إلى اتفاق مبدئي لإنهاء الإضراب المستمر منذ خمسة أسابيع.
ولا يزال الاتفاق بحاجة إلى التصديق عليه من قبل أغلبية أعضاء الجمعية الدولية للعمال الآليين قبل أن يدخل حيز التنفيذ ويتمكن العمال من العودة إلى العمل، ومن المقرر أن يعقد الاتحاد تصويتاً يوم الأربعاء.
لقد رفض أعضاء النقابة الاتفاق المبدئي السابق بالإجماع تقريباً، ما أدى إلى أول إضراب في الشركة منذ 16 عاماً، لكن بيان النقابة قال إن العرض الجديد يستحق أن يُطرح على الأعضاء للتصويت.
وقالت النقابة إن العرض من شأنه أن يزيد الأجور بنسبة 35% على مدى أربع سنوات من عمر العقد، كما سيزيد من مساهمات الشركة في خطط التقاعد 401 (ك) للأعضاء، رغم أنه لن يعيد خطة التقاعد التقليدية التي سُحبت من أعضاء النقابة قبل 10 سنوات، وقد أعرب العديد من أعضاء النقابة عن غضبهم إزاء فقدان معاشات التقاعد.
وأشاد الاتحاد بالجهود التي بذلتها وزيرة العمل بالوكالة جولي سو في التوصل إلى الاتفاق في محادثات غير مباشرة بين الاتحاد والإدارة، كما تفاوضت سو على إنهاء إضراب رابطة عمال الموانئ الدولية في عشرات الموانئ على الساحل الشرقي وساحل الخليج في وقت سابق من هذا الشهر بعد إضراب دام ثلاثة أيام في وقت سابق من هذا الشهر.
ولم تستجب شركة بوينغ على الفور لطلب CNN للتعليق.
وتخسر الشركة نحو مليار دولار شهرياً بسبب الإضراب، إضافة إلى خسائرها المستمرة، وفقاً لتقديرات ستاندرد آند بورز، كما أعلنت الشركة عن خطط لخفض 10% من موظفيها على مستوى العالم، أو نحو 17 ألف عامل من أصل 171 ألف عامل، وقد أدى الإضراب إلى توقف إنتاج كل طائراتها التجارية تقريباً، وتحصل الشركة على معظم الأموال من بيع طائراتها عند التسليم.
لكن مشكلات الشركة تتجاوز بكثير آثار الإضراب، فهي تكافح انتكاسة تلو الأخرى منذ أكثر من خمس سنوات، منذ أن أدت حادثتان قاتلتان لطائرتها الأكثر مبيعاً 737 ماكس في أواخر عام 2018 وأوائل عام 2019 إلى توقف الطائرة عن العمل لمدة 20 شهراً، وقد أعلنت الشركة عن خسائر تجاوزت 33 مليار دولار منذ ذلك الوقت، وقالت بالفعل إنها ستعلن عن خسارة ضخمة أخرى يوم الأربعاء للربع المنتهي للتو، والتي حدث معظمها قبل بدء الإضراب في 13 سبتمبر.
ولم يؤيد بيان النقابة العرض الذي سيصوت عليه الأعضاء، بل قال فقط إنه «يتضمن العديد من التحسينات الرئيسية»، وإنه «يستحق العرض على الأعضاء ويستحق النظر فيه»، وكانت قيادة النقابة قد أيدت الاتفاق المؤقت السابق، ووصفته بأنه أفضل صفقة تم التوصل إليها على الإطلاق مع بوينغ، ولكن أعضاء النقابة رفضوه بأغلبية ساحقة بلغت 95%.
كان من شأن هذا العرض المرفوض أن يزيد الأجور بنسبة 25% على مدى عمر الصفقة، كما كان من شأنه أن يؤدي إلى تحسينات أصغر في مساهمات خطة 401 (ك) ومكافأة توقيع قدرها 3000 دولار فقط، ويتضمن هذا العرض مكافأة توقيع قدرها 7000 دولار.