تستعد أكبر شركات وادي السيليكون للكشف عمّا إذا كانت استثماراتها الضخمة في الذكاء الاصطناعي تؤتي ثمارها أم أنها مجرد إهدار للأموال، وفي توقيت لا يمكن أن يكون أكثر إثارة للمخاوف.
يُطلق بعض المحللين على الربع المالي الثالث من العام «أرني المال»، كنايةً عن أهمية واعتيادية تحقيق الأرباح في هذا الربع، وستعلن معظم شركات التكنولوجيا الكبرى في الولايات المتحدة أرباحها في هذا الربع خلال أسبوع الاحتفال بعيد الهلع «الهالوين».
ستكون ركلة البداية من شركة ألفابت، الشركة الأم لغوغل، يوم الثلاثاء، تليها مايكروسوفت وميتا يوم الأربعاء، وفي يوم الهالوين نفسة، 31 أكتوبر، ستعلن أبل وأمازون نتائج الربع الثالث، بينما ستقدّم إنفيديا تقاريرها في توقيت أقرب إلى عيد الشكر، في 20 نوفمبر.
قال كبير مسؤولي الاستثمار لدى أباوند المالية، ديفيد لاوت، «أنفقت شركات التكنولوجيا مليارات الدولارات على الذكاء الاصطناعي مثل الأطفال في متجر الحلوى، الآن يريد المستثمرون معرفة ما يحصلون عليه مقابل أموالهم».
بدأ موسم الأرباح للتكنولوجيا بداية قوية مساء الأربعاء عندما فاجأت شركة تسلا وول ستريت بأرباح أفضل من المتوقع.
وتمكنت شركة صناعة السيارات الكهربائية من تعزيز الأرباح من خلال خفض تكلفة بناء كل سيارة بمقدار 2400 دولار مقارنة بالعام الماضي، وهو نجاح مهم في حرب الأسعار التي تخوضها مع المنافسين.
وأدّت النتائج إلى ارتفاع أسهم تسلا بأكثر من 11 في المئة في تداولات ما بعد ساعات العمل، ما أدّى إلى زيادة التفاؤل بخصوص موكب إعلانات أرباح شركات التكنولوجيا الأسبوع الحالي، لكن المخاطر لا تزال تحيط ببقية ما يسمى بـ«الشركات السبع الكبرى» والاهتمام بها يتزايد مع سيطرتها الكبيرة على السوق، حتى إن شركة إنفيديا، الشركة التي تصنع الرقائق التي تدعم طفرة الذكاء الاصطناعي، أصبحت الآن تساوي أكثر من أسواق الأسهم بالكامل في كندا وفرنسا.
تواجه غوغل ومايكروسوفت ضغوطاً أكبر، وهما شركتان منخرطتان في معركة الذكاء الاصطناعي، وستحتاج غوغل إلى إثبات أن أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها تجتذب أصحاب الأعمال القادرين على الدفع، في حين تهدف مايكروسوفت إلى إظهار أن شراكتها مع أوبن إيه أي، والتي تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات، تولّد إيرادات حقيقية.
من ناحية أخرى، تراهن ميتا على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُضيف بعض الوقود إلى أعمالها الإعلانية المتعثرة، وتتطلع أمازون إلى إقناع المستثمرين بأن الذكاء الاصطناعي يقود النمو في الحوسبة السحابية.
وهناك المزيد من المخاوف في وول ستريت، بخلاف أرباح التكنولوجيا، فالأسواق تزداد قلقاً بشأن اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، إذ سيشير المسؤولون إلى ما إذا كانت هناك تغيرات أخرى في أسعار الفائدة، بالإضافة إلى المخاوف من نتائج الانتخابات الرئاسية، والتوترات الجيوسياسية المتزايدة.
كتب المحلل لدى دويتشه بنك، جيم ريد في مذكرة الأسبوع الماضي «بعد ستة أسابيع متتالية من الارتفاع ربما نصل إلى موجة البيع التي طال انتظارها قبل الانتخابات».
وبالنسبة للمستثمرين العاديين، قد تحدد الأسابيع القليلة المقبلة ما إذا كانت محافظهم المعتمدة على أسهم التكنولوجيا ستزدهر أم تتعثر.
وقال المحلل في ويدبوش للأوراق المالية، دان إيفز «نعتقد أن أسهم التكنولوجيا قد تقفز بنسبة 20 في المئة أخرى في عام 2025 إذا أظهرت الشركات أن الذكاء الاصطناعي يدر عليها المال بالفعل».
بحلول ليلة الهلع «الهالوين»، وبينما يقوم المحتفلون بجولاتهم، سيكون لدى المستثمرين فكرة أفضل عما إذا كان الرهان الهائل لشركات التكنولوجيا الكبرى على الذكاء الاصطناعي بدأ يؤتي ثماره أخيراً، وإذا كانت وعود الذكاء الاصطناعي مجرد خدعة أكثر من كونها حلوى.