حقق سهم شركة إنفيديا أداءً متميزاً من بداية عام 2024 ليرتفع بنحو 180 في المئة حتى أكتوبر تشرين الأول 2024، ويرجع هذا إلى النمو القوي الذي حققته الشركة في الأرباع الأخيرة بسبب الطلب القوي على رقائقها المستخدمة في خوادم الذكاء الاصطناعي.
وبينما يرى 64 محللاً يغطون أعمال الشركة أن متوسط سعر سهم الشركة خلال الـ12 شهراً المقبلة سيكون 150 دولاراً ما يعني ارتفاعاً محدوداً ومكاسب بنسبة 9 في المئة فقط من المستويات الحالية، فقد رفع بنك أوف أميركا مؤخراً توقعاته لسعر سهم الشركة من 165 دولاراً إلى 190 دولاراً، ما يعني ارتفاع السهم بنحو 38 في المئة عن مستوياته الحالية.
حصة سوقية كبيرة تدعم إنفيديا
لقد رفع محللو بنك أوف أميركا هدفهم السعري لشركة إنفيديا بسبب موقف الشركة المهيمن في سوق شرائح الذكاء الاصطناعي.
ويرى محللو البنك أن شركة صناعة الرقائق يمكن أن تستمر في السيطرة على حصة تُقدّر بنحو 80 إلى 85 في المئة من هذه السوق، ما يضع الشركة في وضع رائع للاستفادة من سوق تبلغ قيمتها 400 مليار دولار.
ينبع تفاؤل بنك أوف أميركا أيضاً من وصول الجيل الجديد من معالجات بلاكويل من إنفيديا، بالإضافة إلى تقرير أرباح رائع من المورد الرئيسي تي إس إم سي، بالإضافة إلى تصريحات الرئيس التنفيذي لإنفيديا جنسن هوانغ بأن الطلب على رقائق بلاكويل «جنوني».
وكانت إنفيديا قد أشارت في مؤتمر أرباح الشركة في أغسطس آب 2024 إلى أنها في طريقها لبيع معالجات بلاكويل بقيمة عدة مليارات من الدولارات في الربع الرابع من السنة المالية الحالية.
الأمر الأكثر أهمية هو أن الطلب على رقائق بلاكويل من المتوقع أن يكون أعلى من العرض عام 2025، ولن يكون هذا مفاجئاً، إذ تستعد العديد من شركات الحوسبة السحابية العملاقة لنشر معالجات بلاكويل من إنفيديا.
وفي مارس من هذا العام أشارت إدارة إنفيديا إلى أن أمازون وميتا وديل وغوغل ومايكروسوفت وأوبن إيه آي وأوراكل وتسلا من بين العديد من الشركات التي من المتوقع أن تستخدم رقائق بلاكويل.
هذا ليس مفاجئاً بالنظر إلى القفزة الهائلة في الأداء التي من المتوقع أن تحققها رقائق بلاكويل مقارنة برقائق هوبر.
وتَعد إنفيديا بزيادة قدرها 4 مرات في أداء تدريب الذكاء الاصطناعي وزيادة قدرها 30 مرة في استدلال الذكاء الاصطناعي مقارنة بهوبر، والأفضل من ذلك، قالت إنفيديا إن بلاكويل يمكنه تدريب نماذج اللغة الكبيرة بتكلفة واستهلاك طاقة أقل بما يصل إلى 25 مرة من سابقتها.
توقعات بزيادة أرباح إنفيديا
يتوقع بنك أوف أميركا أن حجم سوق مسرعات الذكاء الاصطناعي قد يقفز إلى 280 مليار دولار عام 2027 قبل أن يتجه شمالاً إلى 400 مليار دولار في الأمد البعيد.
وحققت إنفيديا ما يقرب من 49 مليار دولار من الإيرادات من أعمال مراكز البيانات هذا العام منها 42 مليار دولار من مبيعات رقائق الحوسبة مثل رقائق للذكاء الاصطناعي، بينما كان الباقي من مبيعات حلول الشبكات الخاصة بها.
وبهذه الوتيرة، يمكن أن تنهي إنفيديا السنة المالية 2025 -التي ستنتهي في يناير كانون الثاني 2025- بإيرادات 84 مليار دولار من مبيعات مسرعات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. وبافتراض أن إنفيديا تسيطر على 75 في المئة من سوق مسرعات الذكاء الاصطناعي في عام 2027 -الذي سيتزامن مع السنة المالية 2028، فقد تولد 210 مليار دولار من الإيرادات من هذا المجال -بناءً على تقديرات بنك أوف أميركا لحجم السوق البالغة 280 مليار دولار-.
سيكون ذلك قفزة هائلة من إيرادات مسرعات الذكاء الاصطناعي التي من المقرر أن تبلغ عنها إنفيديا في السنة المالية الحالية.. وفي الوقت نفسه، تشير فرصة الإيرادات الطويلة الأجل البالغة 400 مليار دولار في رقائق الذكاء الاصطناعي إلى أنه قد يكون هناك مجال أكبر لشركة إنفيديا لزيادة إيرادات الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
كل هذا يفسّر سبب توقع المحللين زيادة صافي أرباح إنفيديا بمعدل سنوي مثير للإعجاب بنسبة 57 في المئة على مدى السنوات الخمس المقبلة.
يمكن للسوق أن تكافئ مثل هذا النمو القوي في الأرباح بمزيدٍ من ارتفاع الأسهم على المدى القصير والطويل.
