من المتوقع أن تعلن شركة إنتل عن أكبر انخفاض في إيراداتها ربع السنوية في خمسة أرباع يوم الخميس، ما قد يشير إلى المزيد من التآكل في حصة سوق مراكز البيانات وأجهزة الكمبيوتر الشخصية لشركة صناعة الرقائق الأميركية الشهيرة.

حول المساهمون تركيزهم على محاولات الرئيس التنفيذي بات جيلسنجر لإنقاذ ريادة الشركة المفقودة في السوق مع تزايد الخسائر في أعمال التصنيع التعاقدي، بينما فشلت إنتل في الاستفادة من طفرة الرقائق المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، بعد سلسلة من الخطوات الخاطئة بما في ذلك التخلي عن الاستثمار في أوبن إيه آي، بحسب رويترز.

مع توقع وول ستريت أن تعلن إنتل عن انخفاض بنسبة 8 في المئة في الإيرادات إلى 13.02 مليار دولار، وفقاً لبيانات من إل إس إي جي تم تجميعها حتى 26 أكتوبر تشرين الأول، يريد المستثمرون من جيلسنجر توضيح خططه لتشغيل أحدث تكنولوجيا التصنيع للشركة.

أثار تقرير ربع سنوي كارثي في أغسطس آب بعض الشكوك حول استراتيجية جيلسنجر لإحياء شركة صناعة الرقائق المتعثرة.

قال المحلل هانز موسيسمان من شركة روزنبلات للأوراق المالية إن مستثمري إنتل لديهم سؤالان كبيران «هل يمكن إصلاحه؟» و«من الذي سيصلحه؟».

خفض جيلسنجر، الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي في عام 2021، الوظائف، وعلق توزيع الأرباح، كما حصل على صفقة تصنيع شرائح جديدة مع العميل الحالي أمازون دوت كوم، وهي واحدة من أولى الصفقات الكبرى للشركة لإنتاج أحدث تقنياتها 18 إيه.

لكن هذا فشل في تهدئة المستثمرين، إذ انخفض السهم بأكثر من 50 في المئة هذا العام. كما انخفضت القيمة السوقية لشركة إنتل إلى أقل من 100 مليار دولار.

في حين يسعى بعض المستثمرين إلى الحصول على تحديثات حول تقدم إنتل في إنشاء تقنية تصنيع إيه 18 المتقدمة، والتي من المقرر إطلاقها في عام 2025، يريد آخرون أن تقوم الشركة بفصل أعمال التصنيع الخاصة بها، ما سيترك لها أعمال تصميم الرقائق.

قال دانييل مورغان، مدير المحفظة في شركة سينوفوس تراست، التي تمتلك أسهماً في إنتل وإيه إم دي «الكثير من الناس هناك سيصفقون، دعنا نقول، (إنتل) تبيع أعمالها».

ومن المتوقع أن يسجل مصنعها خسارة تشغيلية قدرها 2.55 مليار دولار في الربع وحده، وفقاً لـ فيزابل ألفا، مثقلاً بعملية رأس المال المكثفة لتشغيل وتوسيع المصانع.

وقال ريوتا ماكينو، محلل الأبحاث في غابيلي فاندز، التي تمتلك أسهم إنتل، «إن خدمات المصنع هي السبب الرئيسي وراء ضعف هوامش الربح الإجمالية لشركة إنتل».

من المتوقع أن يسجل صانع الرقائق انخفاضاً بأكثر من 7 نقاط مئوية في الهامش الإجمالي المعدل إلى 37.9 في المئة، وفقاً لتقديرات إل إس إي جي.

ضعف أجهزة الكمبيوتر الشخصية

من المرجح كذلك أن تتعرض الهوامش للضغوط بسبب زيادة إنتاج رقائق إنتل لأجهزة الكمبيوتر الشخصية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والتي كانت الشركة تراهن عليها لدفع انتعاش الطلب في القطاع.

لكن هذا التعافي لم يتحقق بعد، إذ من المرجح أن تنخفض المبيعات في وحدة أجهزة الكمبيوتر الشخصية لشركة إنتل بأكثر من 6 في المئة في الربع الثالث.

من المرجح أن تكون شركة إيه إم دي، التي يُتوقع أن تنمو إيراداتها من شرائح الكمبيوتر الشخصي بأكثر من 18 في المئة في الربع الثالث، وفقاً للتقديرات التي جمعتها إل إس إي جي. ومن المقرر أن تعلن إيه إم دي عن نتائج الربع الثالث بعد إغلاق الأسواق يوم الثلاثاء.

كما تعمل إيه إم دي على تقليص حصة إنتل في سوق الخوادم، ومن المتوقع أن تعلن الشركة التي تقودها ليزا سو عن ارتفاع بأكثر من الضعف في إيرادات مركز البيانات بفضل شرائح الذكاء الاصطناعي، في حين من المتوقع أن تنخفض إيرادات مركز البيانات لشركة إنتل بنحو 17 في المئة، وهو الربع العاشر على التوالي من الانخفاضات.

وفي حين لا تزال إنتل تتمتع بحصة كبيرة في سوق وحدة المعالجة المركزية للخوادم، فقد تحول الطلب إلى معالجات الرسوميات بالذكاء الاصطناعي، حيث لا يوجد لها حضور يذكر.

مع قيام نحو نصف المحللين البالغ عددهم 31 محللاً بتغطية السهم بخفض تقديراتهم لإيراداتهم لشركة إنتل منذ سبتمبر أيلول، يعتقد بعض المستثمرين أن هناك مجالاً ضئيلاً للإحباط.

وقال ماكينو من غابيلي فاندز «سأكون مندهشاً جداً إذا حدثت مفاجأة سلبية أخرى، لمجرد أن التوقعات قد أعيد ضبطها تماماً».