هدد عمال شركة فولكس فاغن بالإضراب يوم الأربعاء ما لم تتراجع الإدارة عن خطط إغلاق المصانع في ألمانيا، ما يعني المزيد من المتاعب مع انخفاض أرباح أكبر شركة لصناعة السيارات في أوروبا إلى أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات.
أصدرت فولكس فاغن نتائج الربع الثالث في اليوم الذي بدأت فيه جولة ثانية من المحادثات مع النقابات بشأن الأجور وإصلاح مستقبل الشركة، إذ أدت تكاليف الإنتاج المرتفعة والطلب الضعيف في الصين إلى انخفاض المبيعات.
وغذّت مشكلات فولكس فاغن مخاوف أوسع نطاقاً بشأن وضع ألمانيا كقوة صناعية والقدرة التنافسية لشركات صناعة السيارات الأوروبية ضد المنافسين العالميين.
تخشى شركات صناعة السيارات الألمانية أيضاً من تأثير المواجهة بين الاتحاد الأوروبي والصين، مع دخول التعريفات الجمركية الجديدة التي يفرضها الاتحاد الأوروبي بنسبة تصل إلى 45.3 في المئة على المركبات الكهربائية الصينية حيز التنفيذ هذا الأسبوع.
بالنسبة لشركة فولكس فاغن، كانت نتائج الربع الثالث دليلاً إضافياً على الحاجة إلى تغيير كبير للحفاظ على قدرة الشركة على المنافسة.
ويتهم ممثلو العمال الإدارة بإفساد الشركة وتمزيق إجماع ثمين بشأن صنع القرار، وتطالب النقابات بزيادة الأجور بنسبة 7 في المئة، بينما تخطط فولكس فاغن لإغلاق ثلاثة مصانع بألمانيا لأول مرة في تاريخ الشركة الممتد على مدار 87 عاماً، فضلاً عن تسريح جماعي لعدد كبير من العمال، وخفض أجور 10 في المئة لأولئك الذين سيحتفظون بوظائفهم.
وقال المفاوض النقابي، ثورستن غروجر، «أقول بوضوح تام إن فولكس فاغن فتحت صندوق باندورا بإنهاء الأمن الوظيفي والاتفاقيات الجماعية الأخرى، وعرّضت ثقة موظفيها للخطر، والآن الأمر متروك لفولكس فاغن لاستعادة هذه الثقة».
وصندوق باندورا هو أسطورة إغريقية عن صندوق يتضمن كل شرور البشرية من جشع وغرور وافتراء وكذب وحسد ووهن ووقاحة.
على النقيض من رؤى الشركة يتوقع العمال مستقبلاً جيداً لجميع المواقع الألمانية في إعادة الهيكلة، وقال المفاوض النقابي للصحفيين «سنضطر إلى التخطيط لمزيد من التصعيد مع لجنة التفاوض».
تراجع الأرباح
أعلنت فولكس فاغن الأربعاء عن انخفاض بنسبة 42 في المئة في أرباح الربع الثالث، وهو أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات، وأظهرت نتائج الشركة انخفاض أرباحها التشغيلية من مبيعات قطاع سيارات الركاب إلى 2 في المئة من إجمالي الإيرادات في الأشهر التسعة الأولى من 2024 حتى نهاية سبتمبر، من 3.4 في المئة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقال رئيس الشؤون المالية بالشركة، أرنو أنتليتز في بيان «هذا يسلط الضوء على الحاجة الملحة لخفض التكاليف بشكل كبير ورفع الكفاءة».
وقال أنتليتز إنه واثق بأن الشركة يمكن أن تتوصل إلى اتفاق مع العمال لكنه لا يستطيع استبعاد الإضرابات، وتدرس الشركة خفض التكاليف بأكثر من 10 مليارات يورو.
انكماش السوق
انكمشت سوق السيارات الأوروبية بنحو مليوني سيارة منذ الجائحة، ما أدى إلى انخفاض مبيعات فولكس فاغن بنحو 500 ألف وحدة سنوياً، واكتسب لاعبون مثل تسلا ومنافسيها الصينيين حصة أكبر في السوق في أوروبا.
وفي الصين، فقدت فولكس فاغن حصة في السوق، مع تقديم المنافسين المحليين نماذج أرخص، وقد تفاقم التراجع مع تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني بسبب أزمة العقارات.
وانخفضت تسليمات فولكس فاغن للصين، أكبر سوق للسيارات في العالم، بنسبة 15 في المئة إلى 711500 سيارة في الربع الثالث، ما أسهم في انخفاض التسليمات لكل دول العالم إلى 2.176 مليون سيارة.
ومنذ بداية العام، خسر سهم فولكس فاغن نحو 20 في المئة من قيمته، وهو أداء أسوأ من أداء مؤشر السيارات الأوروبي الذي انخفض بنسبة 10 في المئة فقط.
وخفضت أكبر شركة لصناعة السيارات في أوروبا في سبتمبر أيلول توقعاتها السنوية للمرة الثانية في أقل من ثلاثة أشهر، لتنضم إلى منافسيها بي إم دبليو ومرسيدس بنز في الإبلاغ عن صعوبات في النمو.