توفي إيساك أنديك، مؤسس شركة «مانغو» الإسبانية لبيع الملابس، إحدى أكبر المجموعات الأوروبية في مجال الأزياء التي تضم نحو 2800 متجر حول العالم، يوم السبت إثر حادث، وفقاً لما أعلنته الشركة.

ورغم أن الشركة لم تقدم تفاصيل إضافية، أفادت وسائل الإعلام الإسبانية بأن أنديك البالغ من العمر 71 عاماً توفي بعد سقوطه أثناء رحلة مشي مع عدد من أفراد عائلته بالقرب من مدينة برشلونة.

وقال توني رويز، الرئيس التنفيذي للشركة التي تتخذ من برشلونة مقراً لها، في بيان: «ببالغ الأسى نعلن عن وفاة إيساك أنديك، رئيس مجلس الإدارة غير التنفيذي ومؤسس مانغو بشكل مفاجئ»، وأضاف: «كان إيساك مثالاً لنا جميعاً، لقد كرس حياته لمانغو، تاركاً بصمة لا تُمحى بفضل رؤيته الاستراتيجية وقيادته الملهمة واهتمامه الثابت بالقيم التي زرعها في شركتنا».

وُلد أنديك في عام 1953 في إسطنبول، وانتقل مع عائلته إلى برشلونة في شمال شرق إسبانيا عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، افتتح أول متجر له في شارع باسيو دي غراسيا، أشهر شوارع التسوق في برشلونة، عام 1984 بمساعدة شقيقه الأكبر ناحمان، حقق المتجر نجاحاً كبيراً.

وكانت إسبانيا قد خرجت لتوها من ديكتاتورية استمرت لعقود، انتهت بوفاة الجنرال فرانسيسكو فرانكو في عام 1975، وكان المستهلكون في حاجة ملحة إلى الملابس الحديثة.

وقال المدير العالمي للتجزئة في الشركة، سيزار دي فيسنتي، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» في مارس 2024: «رأى أن الناس بحاجة إلى الألوان والأسلوب».

سرعان ما قام أنديك بفتح العديد من المتاجر الأخرى في إسبانيا، ثم توسع إلى الخارج بدءاً من البرتغال وفرنسا، جميعها تحت اسم «مانغو».

وقد رسخت الشركة موقعها كواحدة من المجموعات العالمية الرائدة في مجال الأزياء، ولها حضور كبير في أكثر من 120 سوقاً حول العالم ويعمل بها 15,500 موظف، وفقاً لموقعها الإلكتروني، وأنهت الشركة عام 2023 بإيرادات بلغت 3.1 مليار يورو.

منافس قوي لإنديتكس

مثل منافستها الرئيسية في الداخل «إنديتكس»، أكبر شركة لتجارة الأزياء في العالم ومالكة علامة «زارا» الشهيرة، تسعى مانغو إلى تعديل إنتاجها بسرعة لتلبية أحدث اتجاهات الموضة مع تقديم أسعار معقولة.

تمتلك مانغو علامة تجارية واحدة فقط ولا تمتلك أي مصنع، بل تعهد بإنتاجها أساساً إلى تركيا وآسيا ذات التكاليف الأقل.

وقال دي فيسنتي: «أدرك أنديك أن امتلاك نفس الاسم والعلامة التجارية في جميع المتاجر سيسهم في تقوية المفهوم بشكل أكبر».

وكان هذا رائد الأعمال المتحفظ إعلامياً واحداً من أغنى رجال إسبانيا، تقدر فوربس أن ثروته وثروة عائلته تبلغ 4.5 مليار دولار.

وقال رويز: «يعكس إرثه إنجازات مشروع تجاري تميز بالنجاح، وأيضاً بجوهره الإنساني وقربه والعناية والمحبة التي كان دائماً ما يوجهها إلى جميع أعضاء المنظمة»، وأضاف: «إن مغادرته تترك فراغاً كبيراً».

من جانبه، أشاد رئيس حكومة منطقة كاتالونيا، سلفادور إيلا، بأنديك قائلاً: «رجل أعمال مخلص، قدم من خلال قيادته إسهامات كبيرة في جعل كاتالونيا عظيمة وإبرازها على مستوى العالم».

وأضاف في منشور له عبر شبكة «إكس» الاجتماعية: «يترك بصمة لا تُمحى في قطاع الأزياء الكتالوني والعالمي».