حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي من عمليات احتيال تجتاح البلاد تكلف الأميركيين ملايين الدولارات، إذ قال فرانك فيشر، متخصص الشؤون العامة بالمكتب في ألبوكيركي «نتحدث هنا عن عمليات غش في استثمارات العملات المشفرة» إذ ينخدع الضحايا بوعود مضللة بعوائد استثمار مرتفعة.
يقول جيف روزن، المحامي العام لمقاطعة سانتا كلارا في كاليفورنيا، «يوقع المحتالون بضحاياهم عن طريق إقناعهم أنهم سيشتركون معهم في استثمارات معينة، ثم يخدعونهم ليحولوا أموالهم إلى عملات مشفرة، وفور امتلاء محافظ ضحاياهم الإلكترونية، يسرقون الأموال».
تبدأ عمليات الاحتيال بطرق بدائية، إذ يشرع المحتالون في إرسال ملايين الرسائل النصية والرسائل الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل «كيف حالك؟» وبالاستعانة بهويات مزيفة يكونون صداقات مع ضحاياهم لعدة أسابيع، بعدها يقترحون عليهم الاستثمار في العملات المشفرة مشيرين إلى المكاسب الهائلة التي حققوها من خلال الاستثمار فيها، ويشجعونهم على الاستفادة من مزايا الاستثمار في العملات المشفرة.
يستقبل الضحايا بيانات مالية وهمية، ما يقنعهم أنهم يحققون أرباحًا بالفعل، فيقعون في فخ ضخ مزيد من الأموال. «بمرور الوقت، تساور الضحايا بعض الشكوك، فيحاولون الاتصال بالأشخاص الذين أقنعوهم بضخ الأموال منذ البداية، ولا يستطيعون الوصول إليهم»، حسبما يقول روزن.
تزداد عمليات الاحتيال خلال مواسم الأعياد، إذ يستفيد المحتالون من شعور البعض بالوحدة، وعلى الرغم من بساطة أسلوب التقرب من الضحايا الذي ينتهجه المحتالون، فإن روزن يقول إن عمليات الاحتيال معقدة جدًا، كما أنها لا تقتصر فقط على مواطني الولايات المتحدة الأمريكية، بل امتدت لتشمل ضحايا من الصين وكمبوديا.
وتابع «دُرِّبوا بواسطة أخصائيين نفسيين ليتعرفوا على أفضل الطرق لخداع الضحايا… يتعامل الضحايا مع أشخاص يستخدمون العديد من الحيل النفسية لإضعافهم ودفعهم لمشاركة أموالهم».
وحذر مكتب التحقيقات الفيدرالي المواطنين من الانسياق وراء أي وعود استثمارية خلال تصفحهم مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات المواعدة.
بالإضافة إلى ذلك، تتزايد عمليات الاحتيال، مستغلة مواقع التسوق الإلكتروني مثل أمازون، عندما ينفق المستهلكون مليارات الدولارات من خلال التسوق الإلكتروني في موسم الأعياد؛ فمثلًا يتصل شخص مجهول بأحد الضحايا مدعيًا أنه موظف من أمازون، ليخبره بأنه توجد مشكلة بعملية الدفع، ويسأل عن أرقام البطاقات الائتمانية الأخرى.
وفي سيناريو آخر، يقوم أحد المحتالين بالاتصال بضحية محتملة مدعيًا أن عملية شراء غير موثوق بها تمت على الحساب الخاص به على أمازون، مما تسبب في وقف عمليات الشراء للحساب، ثم يطلب أن يقوم الضحية بعملية شراء عن طريق بطاقته الائتمانية لتفعيل الحساب. بل «قد يصل الأمر إلى حد التهديد بتقديم بلاغات للسلطات القضائية بشأن عملية شراء غير مكتملة»، حسبما يقول فيشر.
أكدت شركة أمازون أنها لن تسأل أي مستخدم عن بياناته الشخصية، ونصحت مستخدميها بعدم الرد على أي رسائل إلكترونية تطالبهم ببيانات حساباتهم أو أي بيانات شخصية أخرى. وأعلنت في بيان أنها حذفت الآلاف من مواقع التصيد الإلكترونية وأرقام الهواتف المشكوك في هوية أصحابها.
وتعددت طرق الاحتيال لتشمل اليناصيب، إذ يستقبل الضحية رسائل تهنئه بالفوز بجائزة اليناصيب، وتطالبه بدفع ضرائب ورسوم مبالغ فيها، وهو ما لا يحدث في حالة الفوز الفعلي.
وأشار مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أن كبار السن هم أبرز المستهدفين من عمليات الاحتيال، إذ يعرف المحتالون أن كبار السن من الأميركيين قد يملكون مدخرات، ونصح المواطنين بمتابعة الممارسات الإلكترونية لذويهم من كبار السن.