في خطوة جريئة وغير مسبوقة، اعتمدت السلفادور البيتكوين عملة قانونية في سبتمبر 2021، لتصبح أول دولة في العالم تتخذ هذا القرار.

وكانت هذه المبادرة جزءاً من رؤية الرئيس نجيب بوكيلة لتعزيز الشمول المالي والاقتصادي في البلاد، وذلك من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والابتكار المالي.

بوكيلة يفوز بولاية رئاسية ثانية

ويؤدي رئيس السلفادور نجيب بوكيلة اليمين الدستورية لولاية ثانية يوم السبت 1 يونيو حزيران 2024، وسيتولى الرجل البالغ 42 عاماً والذي أعيد انتخابه في فبراير شباط بحصوله على أكثر من 85 في المئة من الأصوات، المنصب الرئاسي لخمس سنوات أخرى مع سيطرة شبه كاملة على البرلمان وغيره من مؤسسات الدولة.

وتجلب الولاية الثانية للرئيس وعوداً بالسندات المدعومة بالبيتكوين، وإنشاء مدينة بيتكوين، وملاذاً للعملات المشفرة معفى من الضرائب، في الوقت نفسه الذي تواجه فيه السلفادور أسئلة من صندوق النقد الدولي، وترحب بتأييد صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة (ETFs) من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية (SEC).

السلفادور تتحدى صندوق النقد

كانت السلفادور أعلنت مجدداً التزامها بالعملات المشفرة، في وقت سابق، وأن بيتكوين ستحتفظ بوضعها القانوني خلال فترة الولاية الثانية للرئيس نجيب بوكيلة، وذلك على الرغم من دعوة صندوق النقد الدولي إلى إعادة النظر أثناء مفاوضات القروض، حيث أكد نائب الرئيس فيليكس أولوا في فبراير شباط الماضي، الذي كان في إجازة مؤقتة لإعادة انتخابه، موقف الحكومة الثابت.

وأفادت رويترز بأن السلفادور تقف بثبات في عزمها على دعم بيتكوين كعملة قانونية، متحدية دعوة صندوق النقد الدولي لإعادة النظر خلال مفاوضات القروض، ومن الجدير بالذكر أن السلفادور لديها نهج مميز في المدفوعات الرقمية، وخاصة فيما يتعلق بالبيتكوين.

وفي الوقت نفسه، أكد نائب الرئيس فيليكس أولوا التزام الحكومة الثابت، مستشهداً بالموافقة الأخيرة من هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية (SEC) كعامل محوري، أدى قرار هيئة الأوراق المالية والبورصة بالسماح لصناديق الاستثمار المتداولة في Spot Bitcoin المدرجة في الولايات المتحدة بتتبع Bitcoin إلى زيادة ثقة البلاد في سياساتها التي تركز على العملات المشفرة.

وأوضح أن رؤية السلفادور تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد تبنيها، وقال حينها إنه إذا حقق الرئيس بوكيلة وحزب الأفكار الجديدة الفوز في الانتخابات المقبلة، فإن خطط السندات المدعومة بالبيتكوين ستستمر، بالإضافة إلى ذلك من المقرر أيضاً المضي قدماً في إنشاء مدينة بيتكوين لتكون ملاذاً للعملات المشفرة معفاة من الضرائب، وإصدار جوازات السفر للمستثمرين الذين يسهمون بمبلغ مليون دولار في العملة المشفرة.

أهداف ومبررات مبادرة البيتكوين

يعد تعزيز الشمول المالي من أهم أهداف المبادرة، إذ تعاني السلفادور من نسبة كبيرة من السكان الذين لا يتعاملون مع البنوك التقليدية، ومن خلال اعتماد البيتكوين، تهدف الحكومة إلى تقديم خدمات مالية للمواطنين غير المتعاملين مع البنوك، ما يسهل عليهم الوصول إلى الأنظمة المالية.

كما تستهدف المبادرة تسهيل التحويلات المالية، فالسلفادور تعتمد بشكل كبير على التحويلات المالية من المغتربين، حيث تشكل هذه التحويلات نحو 20% من الناتج المحلي الإجمالي. ويهدف استخدام البيتكوين إلى تقليل تكاليف التحويلات وجعلها أسرع وأكثر كفاءة.

وذلك، بجانب خلق فرص عمل، من خلال تشجيع الابتكار في مجال التكنولوجيا المالية وجذب الاستثمارات الأجنبية، حيث تسعى السلفادور إلى خلق فرص عمل جديدة وتعزيز النمو الاقتصادي، وفقاً لكريبتو نيوز فلاش.

أنشطة السلفادور لاعتماد البيتكوين

محفظة تشيفو

أطلقت الحكومة السلفادورية محفظة رقمية تدعى «تشيفو» لتسهيل استخدام البيتكوين بين المواطنين، وتم توزيع 30 دولاراً من البيتكوين لكل مستخدم جديد كحافز للاستخدام.

استثمار وطني في البيتكوين

بدأت السلفادور في شراء البيتكوين كجزء من احتياطاتها الوطنية، ما يجعلها الدولة الأولى التي تقوم بذلك.

مشروع مدينة البيتكوين

يخطط بوكيلة لإنشاء مدينة البيتكوين، التي ستكون منطقة خاصة معفية من الضرائب، تعتمد على الطاقة الجيوحرارية المستمدة من البراكين لتشغيل عمليات تعدين البيتكوين، وتهدف هذه المدينة إلى أن تكون مركزاً للاستثمار والتكنولوجيا المالية.

ويمكن لتبني البيتكوين أن يسهم في تنويع الاقتصاد السلفادوري وجعله أكثر جذباً للاستثمارات الأجنبية، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يؤدي إلى خلق فرص عمل جديدة في قطاع التكنولوجيا المالية.

ومن الناحية الاجتماعية، قد تسهم المبادرة في تحسين الشمول المالي وتوفير خدمات مالية للمواطنين الذين ليس لديهم حسابات مصرفية، كما يمكن أن تعزز من ثقافة الابتكار وريادة الأعمال بين الشباب السلفادوري.