تجاوز سعر عملة البيتكوين المشفرة حاجز 68 ألف دولار مقابل القطعة الواحدة، وذلك في أعقاب قرار الرئيس الأميركي جو بايدن الانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية، واقتراب منافسه الرئيس دونالد ترامب من الفوز برئاسة أميركا، والمعروف بمناصرته لقطاع العملات المشفرة.

وقرر الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الأحد، الانسحاب من الانتخابات الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني القادم، وذلك بعد أن فقد أقرانه الديمقراطيون الثقة في قدرته البدنية والعقلية على التغلب على المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وقال في خطاب موجه للشعب الأميركي نشره على موقع «إكس»، «لقد كان أعظم شرف في حياتي أن أكون رئيسكم، وبينما كنت أعتزم السعي لإعادة انتخابي، أعتقد أنه من مصلحة حزبي وبلدي أن أتنحى، وأن أركز فقط على أداء واجباتي كرئيس للفترة المتبقية من ولايتي»، على أن يتحدث علناً «في وقت لاحق من هذا الأسبوع بمزيد من التفاصيل» حول قراره.

وأضاف بايدن أنه أسهم في تقوية الاقتصاد الأميركي خلال فترة رئاسته، إذ «خفض تكاليف الأدوية الموصوفة لكبار السن، ووسع نطاق الرعاية الصحية بأسعار معقولة لعدد قياسي من الأميركيين، بالإضافة لتقديم خدمات الرعاية اللازمة بشدة لمليون من المحاربين القدامى الذين تعرضوا للمواد السامة».

كما قال بايدن إن فترة رئاسته شهدت «التغلب على جائحة تحدث مرة كل قرن وعلى أسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد الكبير».

تأثير انسحاب بايدن على سوق البيتكوين

جاء انسحاب بايدن ليدعم بيتكوين وسوق العملات المشفرة عامة، حيث دأب ترامب على دعم العملات المشفرة مؤخراً، وكان ترامب أعلن في كلمة خلال فعاليات المؤتمر الوطني التحرري في واشنطن، نهاية مايو أيار الماضي أن مستقبل العملات المشفرة والبيتكوين سيتم صنعه في الولايات المتحدة الأميركية، فيما يعد مضاعفة لوعوده حول دعمه العملات المشفرة.

وخلال خطابه، وعد ترامب بتخفيف عقوبة روس أولبريخت، مؤسس موقع طريق الحرير، المدان الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة لدوره في إنشاء السوق الموازية لتداول العملات المشفرة.

وقبل الحدث، كتب ترامب على منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به تروث سوشيال، أنه إيجابي ومنفتح في ما يخص شركات العملات الرقمية إلى جانب جميع الأشياء المتعلقة بهذه الصناعة الجديدة والمزدهرة.

وذكر أن أميركا يجب أن تكون «الرائدة في هذا المجال»، واتهم الرئيس جو بايدن بأنه يريدها «أن تموت موتاً بطيئاً ومؤلماً».

وخلال الأسابيع القليلة السابقة على خطابه، بدأ دونالد ترامب قبول التبرعات بالعملات المشفرة المختلفة، منها بيتكوين وإيثريوم ودوغ كوين إلى جانب العملة الرقمية المستوحاة من الرئيس الأميركي السابق كريبتو ترامب.

ترامب يغير موقفه من العملات المشفرة

ويأتي تغيير موقف ترامب من العملات المشفرة مناقضاً لموقفه السابق والمعروف عنه، خلال فترة ولايته الرئاسية، فقد انتقد العملات المشفرة علناً.

في يوليو 2019، عبر ترامب عن رفضه للعملات المشفرة بشكل صريح على حسابه في تويتر، وصف العملات المشفرة مثل بيتكوين بأنها ليست مالاً حقيقياً وذات قيمة متقلبة جداً، كما قال إنها قد تُستخدم لتسهيل السلوك غير القانوني، بما في ذلك تجارة المخدرات والأنشطة غير المشروعة الأخرى.

كما أبدى ترامب قلقه تجاه مشروع العملة المشفرة «ليبرا» التي كانت تطورها فيسبوك، قال إن الشركات التي تريد إصدار عملات مشفرة يجب أن تخضع للوائح البنكية الأميركية، وأن تسعى للحصول على ميثاق بنكي.

وخلال فترة حكمه، كانت إدارته متشددة في ما يخص تنظيم العملات المشفرة، تم تعيين بعض المسؤولين الذين اتخذوا موقفاً حازماً تجاه صناعة العملات المشفرة، من بين هؤلاء، وزير الخزانة ستيفن منوشين الذي أكد على ضرورة وضع قوانين صارمة لضمان عدم استخدام العملات المشفرة في الأنشطة غير القانونية.