يواصل الجنيه المصري تماسكه أمام الدولار الأميركي خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك بعد تراجعه بشكل نسبي في أغسطس الماضي نتيجة خروج الأجانب من أدوات الدين المحلية.
ومنذ قرار المركزي المصري تحرير سعر الصرف في مارس الماضي، سادت حالة من الهدوء والاستقرار في سوق الصرف المصرية، حيث عملت البنوك على توفير العملات الأجنبية للمستوردين.
وفي هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي هاني أبو الفتوح، إن هناك عدة أسباب دعمت تماسك الجنيه المصري أمام الدولار، أبرزها ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي، ما أدى إلى توفير الاحتياجات الدولارية في الأسواق.
وأكد أبو الفتوح في تصريحات خاصة لـCNN الاقتصادية، أن ارتفاع تدفقات الاستثمار المباشر لمصر في الآونة الأخيرة، كان له عامل كبير في استقرار سعر صرف الجنيه مقابل الدولار.
وأشار إلى أن مصر تشهد مؤخراً تدفقاً نقدياً كبيراً بسبب وجود زيادة في أعداد السياح الوافدين لمصر خلال هذا الصيف، خاصة السياح العرب.
وشهدت مصر ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد السياح خلال النصف الأول من العام الجاري، حيث بلغ عدد الزوار 7.069 مليون سائح، ما انعكس على زيادة أعداد الليالي السياحية، وتحقيق إيرادات بلغت 6.6 مليار دولار.
وذكر أبو الفتوح أن كل هذه الأسباب لها انعكاس إيجابي في تعزيز موقف الجنيه المصري أمام الدولار.
توقعات سعر الدولار مقابل الجنيه
ومع ذلك، من المتوقع أن يصبح سعر الدولار مقابل الجنيه أكثر تقلباً خلال الفترة المتبقية من عام 2024، إذ سيتداول في نطاق 47.9 إلى 49.5 جنيه لكل دولار، حسب تقرير لوحدة أبحاث بي إم آي التابعة لفيتش سوليوشنز.
ويشير التقرير الاقتصادي لوكالة فيتش الصادر عن الربع الأخير من العام الحالي إلى احتمال تدهور سعر الصرف ليصل إلى 55 جنيهاً للدولار الواحد في حال استمرار تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا الشأن، تشير توقعات بي إم آي إلى أن متوسط سعر الدولار مقابل الجنيه سيبلغ 49.19 جنيه خلال العام المالي الجاري 2024/ 2025، على أن يرتفع إلى 50.17 جنيه في العام المالي المقبل 2025/ 2026.