سجّلت الروبية الهندية أدنى مستوى لها على الإطلاق للجلسة السابعة على التوالي اليوم الخميس، ما يزيد من خسائرها في الربع الحالي على خلفية عجز تجاري واسع النطاق وتدفقات رأسمالية هزيلة، لتبلغ 85.2525 مقابل الدولار الأميركي، مقتفية أثر معظم نظيراتها الآسيوية.
وقال هيثم الجندي، كبير محللي الأسواق المالية في شركة تي ماتريكس، في حديث مع CNN الاقتصادية، إن جميع عملات الأسواق الناشئة تتعرض لضغوط، لكن تتفاوت درجات الضغط حسب الوضع الاقتصادي والمالي لكل دولة.
وأضاف الجندي أن الطبيعة المتغيرة لميزان المدفوعات في الهند، فضلاً عن ارتفاع قيمة الدولار والعائدات الأميركية منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية، إلى تقويض العملة الجنوب آسيوية.
وانخفضت قيمة العملة بنسبة 1.74 في المئة منذ بداية أكتوبر تشرين الأول، وتتجه لتسجيل أسوأ أداء ربع سنوي منذ يوليو تموز وسبتمبر أيلول 2022.
وأفاد الجندي بأن «الروبية الهندية انخفضت نظراً لأن الهند أصبحت تعاني مؤخراً من تباطؤ اقتصادي، ولديها عجز تجاري مرتفع خاصة لأنها دولة صافي مستورد للطاقة».وارتفع العجز التجاري في الهند بنسبة 18.4 في المئة على أساس سنوي من أبريل نيسان إلى نوفمبر تشرين الثاني، وفقاً لحسابات «أي دي إف سي فيرست بنك»، وفي الوقت ذاته بلغت التدفقات الخارجة من الأسهم والديون 10.3 مليار دولار هذا الربع، في اتجاه معاكس من التدفقات الواردة البالغة 20 مليار دولار في الربع السابق، وفقاً لبيانات إن إس دي إل.
وبحسب خبراء الاقتصاد، أدت هذه العوامل إلى عجز في ميزان المدفوعات في الربع الحالي، ومن المتوقع أن يتراوح عجز ميزان المدفوعات بين 20 و30 مليار دولار في السنة المالية الحالية، مقارنة بفائض تجاوز 60 مليار دولار في السنة المالية السابقة.
وقالت مؤسسة التمويل الدولية إن تدفقات ميزان المدفوعات الخارجة، إلى جانب قوة الدولار، ستُبقي الروبية تحت الضغط، وتوقعت أن تضعف العملة إلى 86 بحلول سبتمبر أيلول 2025.
الطلب على الدولار
إن ارتفاع قيمة الدولار في أعقاب فوز ترامب في الانتخابات يزيد من الرياح المعاكسة التي تواجهها الروبية، ويحوم مؤشر الدولار بالقرب من أعلى مستوياته منذ بداية العام، وسط توقعات بأن سياسات الرئيس الأميركي المنتخب سوف تعمل على رفع معدلات النمو والتضخم.
دفعت احتمالات ارتفاع التضخم مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي، في وقت سابق من هذا الشهر، إلى توقع تخفيضات أقل في أسعار الفائدة العام المقبل.
قال الجندي إن «تعزيز مكاسب الدولار أدى إلى رفع تكلفة الاقتراض على الدول، خاصة الدول المثقلة بالديون، وبالتالي مثلما تتعرض الروبية الهندية لضغوط، فالريال البرازيلي هو أيضاً العملة الأسوأ أداءً من سلة عملات الأسواق الناشئة».
وأضاف أنه على الرغم من «رفع الفائدة ثلاث مرات من سبتمبر أيلول بمقدار 175 نقطة أساس وتعهد البنك المركزي هناك برفع الفائدة 100 نقطة في كل اجتماع من الاجتماعين القادمين، مع ذلك لا يزال الريال البرازيلي ينخفض إلى مستويات قياسية ويضطر البنك هناك لخلق خيارات بديلة لضخ دولارات في السوق».