تفتح بدايات العام الجديد فرصاً جديدة لتحقيق الاكتفاء المالي وربما لبناء الثروات، وتنصح تشارو تشانانا، رئيسة استراتيجيات الاستثمار في ساكسو بنك باتباع أسلوب عملي وذكي لتحقيق ذلك. فكيف ذلك؟
فهم استثماراتك
تبدأ الخطوة الأولى -برأيها- في عملية تحديد الأهداف بفهم السبب وراء الاستثمار التي صنفتها تشانانا ضمن 3 فئات:
– أهداف قصيرة الأجل (1- 3 سنوات) كصندوق طوارئ، أو إجازة، أو عملية شراء كبيرة.
-أهداف متوسطة الأجل (3- 10 سنوات) كدفعة أولى لشراء منزل، أو صندوق تعليمي، أو مشروع أحلام.
-أهداف طويلة الأجل (10+ سنوات) كالتقاعد، أو الاستقلال المالي، أو بناء ثروة للجيل القادم.
ونصحت تشانانا بأهمية كتابة هذه الأهداف وتأطيرها ضمن مهل زمنية محددة مع ذكر واضح للمبلغ المراد استثماره أو الوصول إليه.
وقالت «اجعل أهدافك ذكية وقابلة للتنفيذ من خلال تحديد الهدف، وقياسه، ودراسة مدى قابليته للتحقيق، وصلاته مع رؤيتك المالية الشاملة».
وشرحت أن تحديد الهدف بشكل واضح وعملي ومباشر هو من الأهمية، حيث يساعد هذا الوضوح في تركيز الجهود والموارد بفعالية، «فبدلاً من أن يكون الهدف مثلاً (توفير المال) يمكن أن يكون أكثر وضوحاً كتوفير 100,000 دولار كدفعة أولى لشراء منزل بحلول عام 2028».
وأوصت بضرورة إعادة صياغة الأفكار الغامضة مثل «أريد أن أستثمر أكثر» إلى أهداف ذكية مثل «استثمار 500 دولار شهرياً في صندوق مؤشر للسنوات الخمس القادمة».
ونبهت تشارو عند تحديد الأهداف، إلى الأخذ بالاعتبار التضخم والتأثيرات الضريبية المحتملة إذ قد يتطلب الأمر تعديلاً لهدف توفير 100,000 دولار للتقاعد إلى 120,000 دولار بعد احتساب التضخم على مر السنين.
ويمكن احتساب ذلك من خلال استخدام آلة حاسبة للتضخم عبر الإنترنت لتعديل الأهداف طويلة الأجل واستكشاف حسابات استثمارية فعالة من حيث الضرائب.
وتتمثل الخطوة التالية في تقسيم الهدف إلى مراحل تكون قابلة للقياس الكمي، ما يسمح بوضع معايير ملموسة لتتبع التقدم المحرز.
فعلى سبيل المثال إذا كان الهدف توفير مبلغ 20,000 دولار سنوياً فهذا يعني ادخار 1,667 دولاراً شهرياً وتتبع مسار تحقيق ذلك عبر تطبيقات وضع الميزانية أو جداول البيانات لمراقبة المدخرات والتأكد من أن الهدف هو على المسار الصحيح.
وتعتمد مدى قابلية الهدف للتحقيق على الوضع المالي الحالي للفرد والدخل الذي يحرزه ومعدل الادخار الذي يتبعه.
وعليه يجب إجراء تقييم شامل للميزانية وتحديد المجالات التي يمكن فيها خفض الإنفاق أو زيادة المدخرات والتي قد تطلب أحياناً تعديلاً لنمط الحياة إذا لزم الأمر.
وللحفاظ على الحماس والالتزام أوصت تشانانا بالتأكد من مواءمة الهدف مع الرؤية المالية الأوسع وأولويات حياة الأفراد حيث «سيضمن التفكير المستمر كيف أن هذا الهدف سيساعد في الخطط الطويلة الأجل، مثل الأمن المالي أو ملكية المنازل من تحقيق استدامة الخطط وتحقيقها».
كما يساعد التأطير الزمني للأهداف والمراجعات ربع السنوية لتقييم التقدم وإجراء التعديلات على خلق إحساس بالإلحاح والحفاظ على الزخم المطلوب.
قياس المخاطر
مواءمة الأهداف مع مدى تحمل المخاطر هي الزاوية الثانية لتحقيق استدامة القرارات المالية.
وشرحت تشارو أن كل هدف مرتبط بملف تعريف مخاطر مختلف، فتتطلب الأهداف قصيرة الأجل إعطاء الأولوية للسلامة والسيولة (مثل حسابات التوفير عالية العائد أو السندات قصيرة الأجل).
وتراعي الأهداف متوسطة الأجل التوازن بين النمو والاستقرار مع محافظ متنوعة أو صناديق متوازنة.
أما الأهداف طويلة الأجل فتتحمل بطبيعتها المزيد من المخاطر مع استثمارات الأسهم لزيادة النمو.
لكل هدف منتجاته
تتطلب الأهداف المختلفة منتجات استثمارية مختلفة، لذلك يجب -برأيها- معرفة كيفية اختيار الأدوات الاستثمارية المناسبة.
فإذا كانت الأهداف قصيرة الأجل تكون أدواتها حسابات توفير عالية العائد أو شهادات إيداع أو صناديق سوق المال.
أما إذا كان الهدف متوسط الأجل فأبرز الأدوات له هو صناديق الاستثمار المتداولة، أو صناديق الاستثمار المشتركة المتنوعة، أو سندات الشركات.
وتتنوع أدوات الاستثمار للأهداف الطويلة الأجل بين صناديق المؤشرات أو أسهم الشركات الكبرى أو الاستثمارات الموضعية مثل الطاقة الخضراء أو الذكاء الاصطناعي.
وأوصت بالبحث عن المنتجات التي تتوافق مع الإطار الزمني ومدى تحمل للمخاطر، ناصحة باستثمار مبالغ صغيرة في حال لم يكن الفرد متأكداً من أهدافه.