بعد أكثر من شهرين من الزلزال المالي جرّاء انهيار بنكي «سيليكون فالي» و«سيغنتشر»، تحدث ثلاثة مديرين تنفيذيين سابقين علناً لأول مرة في شهادة أمام لجنة بمجلس الشيوخ الأميركي يوم الثلاثاء.
وخلاصة ما قالوه عن تجربة انهيار شركاتهم أن الجميع قد أخطأ إلا هم.
اتفق أعضاء اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ على ازدراء المديرين الثلاثة وهم: غريغ بيكر من «سيليكون فالي»، وسكوت شاي وإريك هويل من بنك «سيغنتشر» بسبب فشلهم في التخفيف من المخاطر وجمع الملايين من المكافآت أثناء انهيار شركاتهم، واستمر استجواب أعضاء مجلس الشيوخ للمسؤولين الثلاثة أكثر من ساعتين.
إلقاء اللوم على الآخرين
ألقى المسؤولون التنفيذيون درساً بليغاً في إبعاد اللوم عن أنفسهم، وحسب ما زعمه بيكر، كان بنك «سيليكون فالي» ضحية «تصادم» مع رفع أسعار الفائدة غير المسبوق بواسطة الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، والصحافة السلبية والذعر على وسائل التواصل الاجتماعي.
قال بيكر في شهادته إنه «آسف حقاً» لانهيار البنك، وألقى باللوم على «مجموعة من الأحداث التي لم يسبق لها مثيل».
وأشار إلى أن مصرفه قد تم مقارنته ببنك «سيلفرغيت»، ومقره جنوب كاليفورنيا، الذي كان يركز على التشفير قبل الإعلان عن تصفيته قبيل أيام من انهيار «سيليكون فالي»، وأوضح أن التقارير الإخبارية والمستثمرين وضعوا البنكين في سلة واحدة بشكل خاطئ.
قال بيكر «انتشرت الشائعات والمفاهيم الخاطئة بسرعة على الإنترنت، ما تسبب في موجة سحب الودائع من البنك».
وبالطبع، كما قال بيكر: فقد رفع الاحتياطي الفيدرالي الفائدة أعلى وأسرع مما كان متوقعاً، رغم أن التضخم كان من المفترض أن يكون «مؤقتاً».
لكن هل ارتكب الرئيس التنفيذي للبنك أي خطأ قد يكون ساهم في عدم استقراره؟
قال بيكر إنه لا يستطيع التفكير في أي شيء، لكن أعضاء اللجنة كانوا متشككين.
قال السناتور شيرود براون من الحزب الديمقراطي «يبدو الأمر كما لو أن كلبي أكل واجبي المدرسي».
وللتذكرة، فقد وصف تقرير تفصيلي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الشهر الماضي انهيار «سيليكون فالي» بأنه «حالة نموذجية لسوء الإدارة».
قال السناتور الجمهوري جون كينيدي «كان من شدة الغباء أن تضع كل البيض في سلة واحدة وأنت ترى ارتفاع الفائدة إلا إذا كنت تعيش في محطة الفضاء الدولية».
وقال السناتور الجمهوري تيم سكوت «لقد صدمت من الإهمال التام وتجاهل المعطيات الاقتصادية التي كانت تواجهها الدولة تحت قيادتكم»، بينما تهكمت السناتور إليزابيث وارين على رئيس مجلس إدارة «سيغنتشر» سكوت شاي قائلةً «رأيك عن البنك الذي يُدار بطريقة مسؤولة يثير الضحك».
وأثارت السناتور وارن قضية الأجور، واستجوبت بيكر وشاي حول ما إذا كانا يعتزمان إعادة أي من مليارات الدولارات التي تكبدها صندوق تأمين الودائع جرّاء انهيار مصرفيهما، لم يتعهد بيكر بإعادة أي أموال وقال شاي إنه لا ينوي القيام بذلك.
(أليسون مورو – CNN)