اقترح الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك «تويتر»، إجراء مقابلات مع مرشحين سياسيين من جميع الأطياف عبر منصة الدردشة الصوتية «تويتر سبيس»، في خطوة تعكس التزامه بالحياد الأيديولوجي والترويج لتويتر على أنه «ساحة عامة».
لكن يبدو أن ماسك أكثر اهتماماً بالمرشحين الذين يتوافقون مع آرائه الشخصية وليس الذين يختلفون معه، فقد استضاف ماسك، يوم الاثنين، روبرت كينيدي جونيور الناشط المناهض للقاحات والمرشح الديمقراطي للرئاسة.
وتكشف استضافة كينيدي إمكانات ماسك الفريدة لتشكيل الرأي العام من خلال مزيج من شهرته وسيطرته على إحدى أكبر منصات التواصل الاجتماعي، لكن هذه المرة تعمق الاستضافة الشكوك حول ادعاءات ماسك بالانفتاح الذهني واستعداده لاستخدام «تويتر» كأداة لنشر أفكاره الشخصية.
عارض ماسك، الذي أسس سمعته المبكرة كرائد أعمال على الاهتمام بضمان بقاء البشرية، لقاح كورونا وقضى الكثير من الوقت أثناء الجائحة منتقداً لكبير خبراء الأمراض المعدية السابق في الحكومة الأميركية أنتوني فاوسي، وقال ماسك في يناير كانون الثاني إنه «يؤيد اللقاحات بصفة عامة»، لكنه يرى أن ضررها أكبر من نفعها «حال إعطائها لجميع السكان».
يُجمع خبراء الطب على أن إعطاء اللقاحات على نطاق واسع يساعد على منع انتشار المرض، ليس فقط من خلال تقليل احتمالية إصابة الفرد، ولكن أيضاً عن طريق تكوين ما يُعرف بمناعة قطيع على مستوى المجتمع.
وكان كينيدي يعارض هذا الإجماع لسنوات، أغلق إنستغرام حسابه في عام 2021 بسبب آرائه حول فيروس كورونا واللقاحات، لكنه أعاده إليه يوم الأحد لكونه مرشحاً رئاسياً، كما حظرت «ميتا»، الشركة الأم لإنستغرام، الحسابات الخاصة بجماعة كينيدي المناهضة للقاحات.
هاجم كينيدي أيضاً إغلاق الكنائس والتباعد الاجتماعي والمراقبة الحكومية للتعقب والتتبع، وأُغلقت الكنائس وفُرض التباعد الاجتماعي في جميع أنحاء البلاد لاحتواء انتشار فيروس كورونا، كما استخدمت الحكومة طرقاً لتتبع حالات الإصابة، وكان ماسك معترضاً على أوامر الإغلاق.
وليس واضحاً ما إذا كان ماسك قد تواصل مع مرشحين آخرين، ولم يرد موقع تويتر على الفور على طلب للتعليق.
ونهج ماسك مساراً مشابهاً حين استضاف الحاكم الجمهوري لولاية فلوريدا رون ديسانتيس، الذي أعلن عن ترشحه للرئاسة خلال لقائه مع ماسك عبر «تويتر سبيس» الشهر الماضي، وعلى الرغم من رفض ماسك تأييد مرشح بعينه، فإنه سبق وأن غرّد على تويتر أنه سيدعم ديسانتيس إذا ترشح للرئاسة.
وبصفته مالك تويتر، شارك ماسك نظريات المؤامرة ورحب بعودة الأصوات المتطرفة إلى المنصة بعد تعليق حساباتهم بسبب انتهاك القواعد في الماضي، كما قام أيضاً بتسريح أكثر من 80 في المئة من موظفي تويتر، بما في ذلك العديد ممن كانوا مسؤولين عن الإشراف على محتوى المنصة.
قد نجم عن كل ما سبق، إضافةً إلى علاقته المباشرة مع كينيدي، تداعيات جسيمة على منصة تويتر ومصداقية ماسك.
(بريان فونغ-CNN)