احتفلت عائلة لينكد إن بعيد ميلاد المنصة العشرين هذا العام ما يجعلها المنصة الاجتماعية الأقدم، نعم، «لينكد إن» أكبر عمراً من «فيسبوك» و«تويتر» و«انستغرام» و«سناب شات» و«تيك توك».
وبالرغم من أن «لينكد إن» انطلقت كمنصة توظيف، فإنها بدأت بالتحول من مجرد منصة توظيف إلى منصة اجتماعية عملية بعدما استُحوذ عليها من قبل شركة «مايكروسوفت» في عام 2016، إذ يستطيع المستخدم على المنصة بناء هوية رقمية عليها لمنح أي زائر لحسابه انطباع أولي رقمي مميز عنه، كما يمكنه البحث عن أصحاب القرار لبناء العلاقات معهم، بالإضافة إلى رصد ومتابعة قادة الفكر للتعلم منهم والتسجيل في كورسات متخصصة لرفع مستوى العلم والتخصص.
وبالرغم من احتواء «لينكد إن» على قاعدة بيانات كبيرة للوظائف الشاغرة وتوفيره عدّة مزايا لمستخدميه، فقد أصبحت المنصة اليوم تواجه الكثير من المنافسين في هذا المجال.
إذ مع انتشار جائحة كورونا في عام 2020، تحولت الكثير من الشركات للعمل عن بعد، ومنذ ذلك الحين، أصبح التحول الرقمي يجري بتسارع، فانتقلت أهمية تعلم المهارات الرقمية إلى أعلى مستويات الأهمية لكل موظف، وزادت نسبة الذين يعملون عن بعد، وزادت الحاجة إلى توفير منصات رقمية لتقوم بتسهيل العلاقة بين الشركات والباحثين عن عمل عن بعد.
فعلى سبيل المثال، تم نشر أكثر من 100 مليون وظيفة عن بُعد على «لينكد إن» في عام 2022، ومن المتوقع أن يستمر هذا العدد في النمو.
واليوم، نرى العديد من المنصات الرقمية المخصصة للعمل عن بُعد، أهمها:
- We Work Remotely
- Remote. Co
- Remotive
- Skip The Drive
- Pangian
تقدم هذه المنصات عادةً مجموعة أكبر من الوظائف عن بُعد، ويسهلون تصفية الوظائف حسب الموقع والمهارات والمعايير الأخرى، وغالباً ما يكون لديهم أيضاً المزيد من الميزات التي تساعد الأشخاص على التواصل مع أصحاب العمل المحتملين، مثل الدردشة المرئية والمراسلة.
ومع ذلك، لا يزال موقع «لينكد إن» يتمتع بعدد مزايا أكثر مقارنة بهذه المواقع الأخرى، إذ لديه قاعدة مستخدمين أكبر بكثير، ما يعني أن هناك المزيد من أصحاب العمل المحتملين والباحثين عن عمل على المنصة، كما أن لديه ميزات أكثر فاعلية مثل القدرة على إنشاء ملف تعريف احترافي، والتواصل مع محترفين آخرين، وتتبّع تقدمك في البحث عن وظيفة.
ولكن مع استمرار تزايد الطلب على العمل عن بُعد، من المحتمل أن تستمر هذه المنصات في اكتساب الشعبية، وقد يشكل هذا تحدياً لهيمنة «لينكد إن» في سوق البحث عن الوظائف، وللحفاظ على هيمنتها، قامت المنصة بإطلاق 100 خاصية في عام 2022، وقاربت على إطلاق 100 خاصية أخرى والباقي على انتهاء العام الحالي أربعة أشهر.
ولكن من أجل البقاء في صدارة المنافسة، يمكن لـ«لينكد إن» التركيز على المجالات التالية لتحسين نظامها الأساسي للعمل عن بُعد:
• إنشاء قسم مخصص للوظائف عن بعد، سيسهل ذلك على الأشخاص العثور على وظائف عن بُعد والتقدم إليها، كما أنه سيساعد على إضفاء الشرعية على العمل عن بُعد كخيار مهني شرعي.
• تسهيل تصفية الوظائف حسب الموقع والمنطقة الزمنية، سيكون هذا مفيداً بشكل خاص للأشخاص الذين يبحثون عن وظائف عن بُعد في مواقع أو مناطق زمنية محددة.
• إضافة ميزة دردشة الفيديو لتسهيل الاتصال بأصحاب العمل المحتملين، سيسمح هذا للناس بالتعرف بشكل أفضل على أرباب العمل المحتملين وثقافتهم، كما سيسهل الإجابة عن الأسئلة وبناء العلاقات.
• تحسين خوارزمية البحث لتسهيل العثور على الوظائف البعيدة التي تناسب مهاراتك وخبراتك، سيساعد ذلك الأشخاص على توفير الوقت والجهد عند البحث عن وظائف عن بُعد، كما سيساعدهم أيضاً في العثور على وظائف مناسبة لمهاراتهم وخبراتهم.
• توفير المزيد من الموارد والنصائح للأشخاص الذين يبحثون عن عمل عن بعد، سيساعد ذلك الأشخاص على معرفة المزيد عن العمل عن بُعد، كما سيساعدهم أيضاً في العثور على وظائف عن بُعد مناسبة لهم.
بالإضافة إلى هذه التغييرات المحددة، يمكن للمنصة أيضاً اتخاذ عدد من الخطوات الأخرى، على سبيل المثال، يمكنها الدخول في شراكة مع شركات أخرى تقدم فرص عمل عن بُعد، مثل «Remotely» و«WeWork» و«Remote.co»، يمكن أن يبني ذلك أيضاً مجتمعاً أكثر قوة للعاملين عن بُعد، حيث يمكن للأشخاص التواصل مع بعضهم بعضاً ومشاركة النصائح والعثور على الدعم.
من خلال اتخاذ هذه الخطوات، يمكن لـ«لينكد إن» التأكد من أنها ستبقى المنصة الرائدة للعمل عن بُعد، حتى في مواجهة المنافسة المتزايدة.
* خالد الأحمد مؤسس منصة «مجتمع» ومستشار بناء الهوية الرقمية ومؤلف كتاب متخصص ببناء الهوية الرقمية بعنوان «شسمو» ومتحدث «تيدكس».
** الآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر «CNN الاقتصادية».