السمنة هي حالة مرضية تتسم بزيادة الدهون في الجسم، ويمكن أن تكون صعبة العلاج، في الواقع تضاعف انتشار السمنة في العالم تقريباً منذ عام ١٩٧٥، ما أثار اهتماماً بالعلاجات المضادة للسمنة التي تمت الموافقة عليها للاستخدام طويل الأمد لتوفير إدارة أفضل للسمنة.

ومع ذلك، معظم الإرشادات توصي بتعديلات نمط الحياة، لا سيما النظام الغذائي والتمارين الرياضية كعلاج أولي للحفاظ على الوزن الطبيعي، مع اللجوء إلى العلاج الدوائي كخيار مساعد فقط.

الأدوية الصيدلانية المثالية لعلاج السمنة يجب أن تتمتع بثلاث خصائص حاسمة:

١) يجب أن تؤدي إلى فقدان وزن ملحوظ سريرياً.

٢) يجب أن تفوق فوائدها المخاطر المحتملة.

٣) يجب أن تكون ميسورة التكلفة على المدى الطويل بما أن السمنة مرض مزمن.

قد تكون سمعتَ عن أسماء العلامات التجارية الشهيرة مثل ويغوفي و أوزمبيك، وهي أدوية من عائلة سيماغلوتيد التي تمت الموافقة عليها في عام 2021 بتركيزات جرعات مختلفة لخسارة الوزن ومرض السكري على التوالي، تُظهر دراسات أنها تخفف من الجوع وتحد من تناول السعرات الحرارية، بفعل تنشيطها لمستقبل GLP-1 في الجهاز العصبي المركزي، كما تُظهر تأثيرات إضافية على نشاط الخلايا العصبية المرتبطة بتنظيم الشهية وتناول الطعام وتفضيله.

من المؤهل لاستخدام أدوية إنقاص الوزن؟

حالياً، تتم الموافقة على استخدام سيماغلوتيد تحت الجلد مرة واحدة أسبوعياً بجرعة 2.4 ملغ في كندا ودول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، كجزء من خطة لإدارة الوزن للبالغين الذين يعانون من فرط الوزن، بدءاً من مؤشر كتلة الجسم 30 وما فوق، ويعانون من حالة صحية مرتبطة بالوزن مع النصائح الغذائية وزيادة النشاط البدني.

ما مدى فعالية سيماغلوتيد؟

يعد سيماغلوتيد الدواء الأكثر فعالية من بين الأدوية الموافق عليها حالياً لفقدان الوزن لدى البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، ففي التجارب طويلة الأمد أدّى استخدام سيماغلوتيد لمدة عامين إلى تغييرات كبيرة ومستمرة في وزن الجسم مقارنةً بمجموعة لم تستخدمه (-15.2% مقابل -2.6%)، ما يدل على تشجيع الحفاظ على فقدان الوزن على المدى الطويل.

ومع ذلك، قد لا يستجيب بعض المرضى لسيماغلوتيد، وفي هذه الحالة، يجب إيقاف الدواء إذا لم يتحقق فقدان الوزن بنسبة 5% أو أكثر بعد 12 أسبوعاً من العلاج بالجرعة الكاملة.

من الجدير بالذكر أن استعادة الوزن محتملة عند التوقف عن استخدام سيماغلوتيد، كما هو الحال عند التوقف عن استخدام الأدوية المضادة للسمنة الأخرى أو العلاجات السلوكية.

الآثار الجانبية

تتمثل الآثار الجانبية لدواء سيماغلوتيد أساساً في حوادث معوية، ومعظمها تكون طفيفة أو متوسطة، والأعراض الشائعة تشمل الغثيان، القيء، الإسهال، الإمساك، ألم البطن، والصداع أو التعب. أمّا الآثار الجانبية الخطيرة فهي نادرة وتشمل التهاب البنكرياس، أمراض المرارة الحادة، اعتلال الشبكية، وردود الفعل التحسسية. ويُحذر من احتمال زيادة في معدلات ضربات القلب، ما يستوجب المراقبة، ويتضمن الدواء تحذيراً خاصاً بخطر الإصابة بأورام خلايا ج-الدرقية، ولكن تأثيراته على البشر لا تزال قيد الدراسة.

قد يسبب سيماغلوتيد ضرراً للجنين، فيجب التوقف عن تناوله قبل شهرين على الأقل من التخطيط للحمل، بالإضافة إلى ذلك لم تتم الموافقة على استخدامه للمرضى دون سن 18 عاماً.

تؤكد العلوم أن جميع علاجات السمنة يجب أن تكون مكملة لتعديل نمط الحياة، يجب النظر في العلاج الدوائي فقط عند فشل العلاجات غير الدوائية ولا ينبغي أن يكون عاملاً معتمداً لإنقاص الوزن الزائد، ومن فضلكم استشيروا طبيبكم قبل تناول أي دواء.

* محمد حسين الحسيني، أخصائي تغذية مرخص يشارك نصائحه الصحية والغذائية على حساباته على منصات التواصل.

** الآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر «CNN الاقتصادية».