كتبت أليسون مورو (CNN)
كثيراً ما يمزح الصحفيون بالقول إنهم ينتقلون إلى «الجانب المظلم» عندما يغيرون مجال عملهم إلى العلاقات العامة. وبعد أن قرأت عن جيف موريل، البطل الذي لم أكن أدرك أهميته، فهمت إغراء ذلك التحول.
هاكم القصة: بدأ الأمر بإشعار تنظيمي لشركة «ديزني» الأسبوع الماضي، تناولته إخبارياً للمرة الأولى صحيفة «وول ستريت جورنال»، يلقي الضوء على فترة عمل موريل في الشركة، وهي فترة قصيرة لكنها كانت مجزية للغاية.
عمل موريل رئيساً للعلاقات العامة في «ديزني» لثلاثة أشهر فقط، من يناير كانون الثاني إلى أبريل نيسان 2022، لكنه تقاضى حوالي 150 ألف دولار في اليوم، وفقاً للصحفي كريس إيزيدور.
شمل هذا المبلغ راتبه الشخصي، بالإضافة إلى المكافآت وحوالي 537 ألفاً و483 دولاراً لتغطية تكاليف نقل عائلته من لندن إلى لوس أنجلوس، و500 ألف دولار إضافية تحت بند «الظروف الطارئة» تحسباً لحاجة الأسرة للانتقال مرة أخرى عند مغادرته الشركة.
علاوة على ذلك، وبقرار تركه الشركة، ستدفع «ديزني» مقابل الباقي من عقد موريل. إذ سيحصل على 4 ملايين دولار إضافية في السنة المالية الحالية التي تنتهي في أول أكتوبر تشرين الأول لتغطية ما تبقى من فترة عقده، إلى جانب العلاوة السنوية التي كان سيحصل عليها للعام 2022.
إجمالاً إذن، وبحساب مكافأة الأداء والمدفوعات التي لم يتقاضاها موريل بعد، فإنه يغادر «ديزني» وبحوزته 10.3 مليون دولار مقابل ربع سنة من العمل. وقد حصل بالفعل على وظيفة أخرى كرئيس لوحدة الاستراتيجية العالمية والاتصالات في «Teneo»، وهي شركة لاستشارات المديرين التنفيذيين.
لم يرد موريل على طلب للتعقيب، واكتفت ديزني بالإحالة إلى التفاصيل المذكورة في الإشعار التنظيمي.
لكن لماذا الرحيل المبكر عن «ديزني»؟
بعد فترة وجيزة من تسلمه مهام عمله في العلاقات العامة لدى «ديزني»، وجد موريل نفسه في موقف صعب عندما أدلى بوب تشابك، الرئيس التنفيذي للشركة حينها، بدلوه حول تشريعات سنتها ولاية فلوريدا تحظر تدريس الهوية الجنسية والتوجه الجنسي حتى الصف الثالث.
باختصار، حاولت «ديزني»، أكبر شركة في الولاية من حيث عدد الموظفين، التزام الصمت بشأن هذا الجدل، بينما كان الموظفون غاضبين بشأنه. لذا أعلن تشابك رفضه للقانون مما أثار غضب قادة الحزب الجمهوري.
بعدها أعلنت الشركة عن رحيل موريل في غضون أيام من كابوس العلاقات العامة ذاك.
(إحقاقاً للحق، لا أعتقد أن أي خبير في إدارة الأزمات كان سينقذ «ديزني» من تلك الفضيحة دون خسائر. لكن… كان تقديم كبش فداء ضرورياً. وفي النهاية، أُقيل تشابك أيضا، لكن مع تعويض قدره 20 مليون دولار عن فسخ العقد وهو ما لا يكاد يخفف حرج أن يحل محله سلفه في المنصب، بوب إيجر.)
الخلاصة: تؤكد قصة جيف موريل شكوكي عن عبثية المناصب التنفيذية وأن الشركات الأمريكية ليست أكثر من لعبة كبيرة يمكنك أن تتعلم كيف تلعبها دون تمكن حقيقي، ثم تخرج منها وقد أصبحت فاحش الثراء.