{{ article.article_title }}

{{ article.image_path && article.image_path.media_type !== '6' ? article.image_path.image_caption : '' }}
{{ article.image_path && article.image_path.media_type !== '6' ? article.image_path.image_caption : '' }}
author image clock

{{ article.author_name }}

{{ article.author_info.author_description }}

تتحرك حكومة تايوان بسرعة لدراسة ما إذا كانت بحاجة إلى دعم صناعتها المحلية في مواجهة تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على أشباه الموصلات المستوردة، وفقاً لما صرح به رئيس الوزراء التايواني تشو جونغ تاي اليوم الأربعاء.

تايوان.. قلب صناعة الرقائق العالمية

تعد تايوان مركزاً رئيسياً في سلسلة التوريد العالمية للتكنولوجيا، إذ تحتضن أكبر شركة لصناعة الرقائق الإلكترونية بالتعاقد في العالم، وهي شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات (TSMC)، التي تزود شركات عملاقة مثل أبل وإنفيديا بالرقائق المتطورة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وأعلن ترامب يوم الاثنين عزمه فرض رسوم جمركية على واردات الرقائق والأدوية والصلب، لحث الشركات المصنعة على إنتاج هذه المنتجات داخل الولايات المتحدة.

رداً على تصريحات ترامب، أكد تشو أن وزارة الاقتصاد التايوانية والجهات المعنية تراقب التطورات الأخيرة عن كثب، وقال «في غضون يوم أو يومين، سنقوم بدراسة عاجلة لمعرفة ما إذا كنا بحاجة إلى وضع خطط تعاونية وبرامج دعم مستقبلية للقطاع الصناعي»، بحسب رويترز.

وأضاف «أود أن أطمئن مواطنينا بأن موقع تايوان في سلسلة التوريد الصناعية العالمية لا يمكن تجاهله، وسنواصل الحفاظ على هذه الميزة التنافسية».

وشدد رئيس الوزراء على أهمية استمرار تايوان في تعزيز التعاون الدولي للحفاظ على ريادتها في القطاعات الصناعية والتكنولوجية.

استثمارات ضخمة لـTSMC في الولايات المتحدة

ليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها صناعة الرقائق التايوانية لضغوط أميركية، ففي عام 2020، خلال إدارة ترامب الأولى، أعلنت TSMC عن بناء مصنع بقيمة 12 مليار دولار في ولاية أريزونا، في خطوة كانت بمثابة نصر للولايات المتحدة في سعيها لإعادة هيكلة سلاسل التوريد التكنولوجية بعيداً عن الصين.

في وقت لاحق، رفعت الشركة إجمالي استثماراتها في أريزونا إلى 65 مليار دولار، ما يعكس تحولاً في استراتيجيات الإنتاج لمواكبة الضغوط السياسية والتجارية.

ورغم تهديدات ترامب الأخيرة، رفضت TSMC التعليق على تصريحاته بشأن الرسوم الجمركية.

تأثير الرسوم الجمركية المحتملة على تايوان

من جانبه، قال وزير الاقتصاد التايواني كوه جيه هوي في وقت سابق من هذا الشهر إنه يتوقع تأثيراً محدوداً لأي رسوم جمركية قد يفرضها ترامب على صادرات أشباه الموصلات، وذلك بسبب التفوق التكنولوجي الذي تتمتع به الرقائق التايوانية.

لكن التحديات التجارية لتايوان لا تقتصر على الرقائق فقط، إذ وجه ترامب الأسبوع الماضي الوكالات الفيدرالية الأميركية بالتحقيق في العجز التجاري المستمر للولايات المتحدة، مشيراً إلى وجود ممارسات تجارية غير عادلة وتلاعب مزعوم بالعملة من قبل بعض الدول.

سجل الفائض التجاري لتايوان مع الولايات المتحدة ارتفاعاً بنسبة 83 في المئة في عام 2024 مقارنة بعام 2023، إذ بلغت صادراتها إلى الولايات المتحدة رقماً قياسياً قدره 111.4 مليار دولار، مدفوعة بزيادة الطلب على المنتجات التكنولوجية المتقدمة، وخاصة أشباه الموصلات.

هذا النمو الكبير في الفائض التجاري قد يضع تايوان في دائرة استهداف إدارة ترامب، وسط مساعيه المستمرة للحد من العجز التجاري عبر فرض رسوم جمركية على الواردات من الدول التي تحقق فوائض تجارية كبيرة مع الولايات المتحدة.

في ظل تصاعد الضغوط التجارية، تواجه تايوان تحدياً مزدوجاً يتمثل في الحفاظ على تنافسية صناعتها التكنولوجية، مع تجنب أي اضطرابات محتملة في علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة، التي تُعد إحدى أهم أسواقها.

ويبقى السؤال الرئيسي؛ هل تستطيع تايوان المناورة للحفاظ على موقعها الاستراتيجي في سلسلة التوريد العالمية دون الدخول في مواجهة مباشرة مع إدارة ترامب؟