{{ article.article_title }}

{{ article.image_path && article.image_path.media_type !== '6' ? article.image_path.image_caption : '' }}
{{ article.image_path && article.image_path.media_type !== '6' ? article.image_path.image_caption : '' }}
author image clock

{{ article.author_name }}

{{ article.author_info.author_description }}

أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حالة من الجدل بإعلانه تنفيذ وعده بفرض تعريفات جمركية باهظة على أكبر 3 شركاء تجاريين لأميركا، وهي: كندا والصين والمكسيك، حيث من المتوقع أن يفرض رسوماً جمركية بنسبة 25 في المئة على الواردات كلّها من المكسيك ومعظم السلع من كندا، ورسوماً جمركية إضافية بنسبة 10 في المئة على السلع الصينية.

هذا القرار الذي أثار غضب الدول الثلاث، التي أظهرت ردود أفعال انتقامية بتوعدها بفرض رسوم جمركية انتقامية على السلع الأميركية، وهذا ما جعل الخبراء يحذّرون من الدخول في حرب تجارية بين الدول الثلاث والولايات المتحدة، لكن ماذا يعني ذلك؟ وهل يغامر ترامب بالاقتصاد الأميركي؟

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ما هي الحرب التجارية؟

الحرب التجارية أو ما يُسمّى (Trade war)‏، هي مصطلح يشير إلى قيام دولة أو أكثر بفرض رسوم جمركية على دول أخرى، على أن ترد هذه الدول بفرض رسوم هي الأخرى.

والحرب التجارية تأتي نتيجة الصراع الاقتصادي بهدف الحماية الجمركية، ما يجعل الدول تضع التعريفات الجمركية أو الجوائز التجارية ضد بعضها بعضاً.

وتؤدي الحروب التجارية مثل التي بدأها الرئيس الأميركي ترامب إلى آثار اقتصادية كبرى مثل تقييد حركة التجارة العالمية والتهديد بالركود، وستؤدي إلى تكاليف بمليارات الدولارات.

تأثير الحرب التجارية في كندا والولايات المتحدة

أبرز الأطراف في الحرب التجارية ستكون بين كندا والولايات المتحدة، إذ أدان رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو هذه الخطوة، محذّراً من التداعيات الاقتصادية وتفاقم الصدع مع الولايات المتحدة.

وقال ترودو، إن كندا ستراجع أيضاً التعريفة الجمركية على السلع الأميركية المختارة، معلقاً «ستستجيب كندا للإجراءات التجارية الأميركية بنسبة 25% في المئة من التعريفة الجمركية مقابل رسوم أيضاً على البضائع الأميركية».

وتستهدف الجولة الأولى من التعريفة الجمركية البضائع الأميركية التي تبلغ قيمتها 30 مليار دولار، التنفيذ يوم الثلاثاء المقبل، تليها ضم المزيد من السلع بما يصل إلى نحو 125 مليار دولار من المنتجات في ثلاثة أسابيع.

وستعمل كندا على فرض رسوم بالمثل على السلع الأميركية، وأبرزها على المشروبات والفواكه والخضراوات والأجهزة الكهربائية والخشب والبلاستيك.

وقال ترودو، إن الصراع التجاري سيكون له عواقب اقتصادية للكنديين وأيضًا للأميركيين، بما في ذلك خسائر الوظائف، وارتفاع تكاليف الغذاء والبنزين، والإغلاق المحتملة لنباتات تجميع السيارات، وإعاقة الوصول إلى النيكل الكندي والبوتاس واليورانيوم والصلب والألومنيوم.

وأضاف «لقد وقفت كندا إلى جانب الولايات المتحدة في الكثير من الأزمات، بداية من أزمة رهينة إيران والحرب في أفغانستان إلى كوارث طبيعية قاتلة مثل إعصار كاترينا وحرائق كاليفورنيا الأخيرة، وإذا أراد الرئيس ترامب الدخول في عصر ذهبي جديد للولايات المتحدة، فإن المسار الأفضل هو الشراكة مع كندا، وليس معاقبتنا، ولسوء الحظ فإن الإجراءات التي اتخذتها اليوم من قِبل البيت الأبيض تقسمنا عن بعضها بعضاً بدلاً من الجمع بيننا».

تأثير الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والمكسيك

أيضاً تدخل الولايات المتحدة حرباً تجارية أخرى مع جارتها في الجنوب المكسيك من خلال فرض الرسوم الجمركية الجديدة، حيث أعلنت بغضب رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم، رفضها لاتهامات إدارة الرئيس ترامب بأن حكومتها لديها تحالف مع عصابات المخدرات، كما تعهدت بالانتقام من التعريفات الجمركية.

وقالت «التوترات بين الجيران مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بقرار الرئيس ترامب بفرض التعريفات على المكسيك وكذلك البضائع الكندية بسبب الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات، لذا أخبرت وزير الاقتصاد بالعمل على خطة بديلة، وتشمل تدابير التعريفات والانتقام منها».

وردت على اتهام واشنطن حول تجارة المخدرات، قائلة «إذا أرادت حكومة الولايات المتحدة ووكالاتها معالجة الأزمات الاقتصادية، فيمكنهم مكافحة بيع المخدرات في شوارع مدنهم الرئيسية، ومنع غسل الأموال الناتجة عن تلك التجارة، لكنهم لا يفعلون ذلك»، مشيرة إلى أن النشاط غير القانوني أدّى إلى ضرر كبير لسكانها.

وقال المحللون لوكالة رويترز، إن التعريفة الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري في المكسيك، ستكون ضربة قوية لثاني أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية، واشترت الولايات المتحدة أكثر من 80 في المئة من صادرات المكسيك العام الماضي، وفقاً للأرقام الرسمية.

وذكرت شركة الاستشارات «Capital Economics»، أن صادرات المكسيك إلى الولايات المتحدة تمثل نحو 20 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، وبالتالي فإن التعريفات الجمركية قد تغرق كلاً من الاقتصادات الكندية والمكسيكية في الركود في وقتٍ لاحق من هذا العام.

الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة تشتعل

في الوقت الذي يحذّر فيه الخبراء من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وبين كندا والمكسيك، فإن هذه الحرب بين أميركا والصين مستمرة منذ سنوات، ولكن مع فرض الرسوم الجمركية الجديدة، فقد أعلنت الصين خططاً للتدابير الانتقامية ضد الولايات المتحدة.

وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان لها، إن الحكومة الصينية ستقدّم شكوى إلى منظمة التجارة العالمية وستتخذ تدابير مضادة مقابلة لحماية حقوقها ومصالحها.

وتابعت «تأمل الصين في أن ينظر الجانب الأميركي بموضوعية وعقلانية إلى الأزمات الاقتصادية بدلاً من تهديد البلدان الأخرى عن طريق التعريفات في كل منعطف».