{{ article.article_title }}

{{ article.image_path && article.image_path.media_type !== '6' ? article.image_path.image_caption : '' }}
{{ article.image_path && article.image_path.media_type !== '6' ? article.image_path.image_caption : '' }}
author image clock

{{ article.author_name }}

{{ article.author_info.author_description }}

أعلنت الصين يوم الثلاثاء فرض تعريفات جمركية جديدة على الواردات الأميركية، رداً على الرسوم التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على المنتجات الصينية.

تأتي هذه الخطوة وسط تصاعد التوترات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، بعد أن رفضت واشنطن تقديم أي إعفاءات للصين، في حين منحت المكسيك وكندا فترة سماح مدتها 30 يوماً.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

بدأ فرض رسوم أميركية إضافية بنسبة 10 في المئة على جميع الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة بدءاً من منتصف الليل بالتوقيت الشرقي (05:01 بتوقيت غرينتش) يوم الثلاثاء، وذلك بعد أن كرر ترامب اتهاماته لبكين بعدم بذل الجهد الكافي لوقف تدفق المواد المخدرة، خصوصاً الفنتانيل، إلى الولايات المتحدة.

وفي رد سريع، أعلنت وزارة المالية الصينية فرض رسوم بنسبة 15 في المئة على الفحم والغاز الطبيعي المسال (LNG) الأميركيين، ورسوم بنسبة 10 في المئة على النفط الخام والمعدات الزراعية وبعض السيارات، وأوضحت أن هذه الرسوم ستدخل حيز التنفيذ في 10 فبراير شباط.

ضربة للصناعات الأميركية مع تحقيق أمني ضد «غوغل»

لم تقتصر إجراءات الصين على الرسوم الجمركية، بل أعلنت أيضاً عن بدء تحقيق لمكافحة الاحتكار ضد شركة «ألفابت» المالكة لغوغل، كما أدرجت «PVH Corp»، وهي الشركة الأم لعلامة كالفن كلاين، وشركة التكنولوجيا الحيوية الأميركية «إلومينا» ضمن قائمة الكيانات غير الموثوقة.

وفي خطوة إضافية، أعلنت وزارة التجارة الصينية فرض قيود على تصدير عناصر التنجستن والتيلوريوم والروديوم والموليبدينوم، وهي عناصر نادرة أساسية لصناعة الطاقة النظيفة، إذ تهيمن الصين على نسبة كبيرة من المعروض العالمي منها، بحسب رويترز.

الولايات المتحدة تعفي المكسيك وكندا من الرسوم

في المقابل، أعلن ترامب يوم الاثنين تعليق خططه لفرض رسوم بنسبة 25 في المئة على المكسيك وكندا لمدة 30 يوماً، بعد أن قدمت الحكومتان تنازلات بشأن مراقبة الحدود ومكافحة الجريمة.

المكسيك وافقت على نشر 10 آلاف فرد من الحرس الوطني على حدودها الشمالية لمنع الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات، في حين وافقت كندا على تعزيز التعاون الأمني مع الولايات المتحدة ونشر تقنيات جديدة لمراقبة الحدود ومحاربة الجريمة المنظمة.

وقال ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي «بصفتي رئيساً، من مسؤوليتي حماية جميع الأميركيين، وأنا سعيد بالنتائج الأولية التي توصلنا إليها».

حرب تجارية متجددة قد تضر بالاقتصاد العالمي

يأتي التصعيد الجديد في وقت يشهد الاقتصاد العالمي حالة من عدم اليقين بشأن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إذ خفضت شركة «أوكسفورد إيكونوميكس» توقعاتها لنمو الاقتصاد الصيني، محذرةً من أن المزيد من التعريفات يبدو أمراً محتملاً للغاية.

خلال فترة رئاسته الأولى عام 2018، بدأ ترامب حرباً تجارية شرسة مع الصين بسبب فائضها التجاري الكبير مع الولايات المتحدة، ما أدى إلى فرض رسوم جمركية متبادلة على مئات المليارات من الدولارات من السلع، ما تسبب في اضطراب سلاسل التوريد العالمية وإلحاق ضرر كبير بالاقتصاد العالمي.

وفي تصعيد إضافي، هدد ترامب بزيادة الرسوم على الصين بشكل أكبر ما لم تتخذ إجراءات لوقف تدفق الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، قائلاً «نأمل أن تتوقف الصين عن إرسال الفنتانيل إلينا، وإذا لم تفعل، فإن الرسوم الجمركية سترتفع بشكل كبير».

من جانبها رفضت بكين هذا الاتهام، مؤكدةً أن أزمة الفنتانيل هي مشكلة أميركية بالأساس، كما أعلنت أنها ستتحدى التعريفات الأميركية أمام منظمة التجارة العالمية مع الاحتفاظ بإمكانية العودة للمفاوضات.

تداعيات اقتصادية واسعة النطاق

مع دخول الرسوم الانتقامية الصينية حيز التنفيذ، شهدت الأسهم في هونغ كونغ خسائر فورية، كما انخفض اليوان الصيني، بينما ارتفع الدولار الأميركي، ما أثر سلباً على الدولار الأسترالي.

وفقاً للمحلل الاقتصادي غاري نغ من شركة «ناتيكسيس» في هونغ كونغ «على عكس المكسيك وكندا، يبدو أنه من الصعب على الولايات المتحدة والصين التوصل إلى اتفاق سريع، حتى إذا تمكن البلدان من الاتفاق على بعض القضايا، فمن المحتمل أن تبقى التعريفات الجمركية أداة ضغط دائمة، ما قد يكون مصدراً رئيسياً لتقلبات الأسواق هذا العام».

في 2024، بلغت واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال الأميركي 4.16 مليون طن بقيمة 2.41 مليار دولار، أي ما يقرب من ضعف الحجم المسجل في 2018، في حين أن الولايات المتحدة ليست مصدراً رئيسياً للنفط الخام للصين، إذ شكلت 1.7 في المئة فقط من وارداتها في 2023 بقيمة 6 مليارات دولار، إلا أن أي تصعيد إضافي قد يؤثر على العلاقات التجارية بين البلدين بشكل أوسع.

الاتحاد الأوروبي على قائمة ترامب القادمة؟

في سياق متصل، أشار ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يكون هدفه التالي، إذ لمّح إلى فرض تعريفات جديدة على 27 دولة أوروبية لكنه لم يحدد موعداً لذلك.

من جانبه، أكد زعماء الاتحاد الأوروبي في قمة غير رسمية في بروكسل أنهم سيكونون مستعدين للرد إذا فرضت الولايات المتحدة تعريفات جديدة، لكنهم شددوا في الوقت ذاته على أهمية الحوار والتفاوض.

وفي الوقت الذي قد يتم فيه إعفاء المملكة المتحدة، التي خرجت من الاتحاد الأوروبي عام 2020، من أي رسوم محتملة، أقر ترامب بأن التعريفات الجديدة قد تؤدي إلى بعض الألم الاقتصادي للمستهلكين الأميركيين، لكنه دافع عنها قائلاً «هذه الإجراءات ضرورية لوقف الهجرة غير الشرعية والحد من تهريب المخدرات ودعم الصناعات المحلية».

مع استمرار التصعيد بين الولايات المتحدة والصين، يبدو أن الحرب التجارية بين القوتين العظميين لم تصل بعد إلى ذروتها، ما يزيد من حالة الغموض التي تخيم على الاقتصاد العالمي.