أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أنه لن يشارك في اجتماعات مجموعة العشرين، المقررة هذا الشهر في جنوب إفريقيا، موجهاً اتهامات إلى حكومة الدولة المضيفة باتباع جدول أعمال معاد لأميركا.
وانتقد الرئيس الأميركي
دونالد ترامب، جنوب إفريقيا بسبب إقرارها قوانين إصلاحية للأراضي تهدف إلى معالجة عدم المساواة في الملكية الموروثة من حقبة الفصل العنصري.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وتهدف القوانين إلى معالجة القضية الشائكة الخاصة بأن غالبية الأراضي الزراعية ملك للبيض بعد ثلاثة عقود من انتهاء نظام الفصل العنصري، وتتعرض الحكومة لضغوط لتنفيذ إصلاحات.
انسحاب ماركو روبيو من مجموعة العشرين
وقال ماركو روبيو وزير الخارجية الأميركي، في منشور عبر منصة إكس لدى وصوله إلى جمهورية الدومينيكان، إنه سيقاطع محادثات وزراء خارجية مجموعة العشرين المقررة في جوهانسبرغ في 20 و21 فبراير شباط 2025.
وأضاف «جنوب إفريقيا تفعل أشياء سيئة جداً، فهي تستولي على الممتلكات الخاصة وتستخدم قمة العشرين للترويج للتضامن والمساواة والاستدامة، وذلك تحت مسمى التنوع والمساواة والإدماج والتغير المناخي».
وكان ترامب قد شن هجوماً على مبدأ «التنوع والمساواة والإدماج» منذ عودته إلى البيت الأبيض الشهر الماضي.
وتابع روبيو «وظيفتي هي تعزيز المصالح الوطنية الأميركية، وليس هدر أموال دافعي الضرائب أو دعم معاداة أميركا».
من جهته، رفض وزير خارجية جنوب إفريقيا رونالد لامولا، تصريحات روبيو، قائلاً في بيان إنه «لا توجد مصادرة تعسفية للأراضي أو الملكية الخاص مع قانون الإصلاح الزراعي الجديد، وهذا القانون مشابه لقوانين الاستملاك العام»، في إشارة إلى القوانين الأميركية المعمول بها منذ فترة طويلة والتي تسمح للحكومة الفيدرالية بالاستحواذ على ممتلكات للاستخدام العام.
وأوضح أن جنوب إفريقيا دولة ذات سيادة وديموقراطية ملتزمة الكرامة والمساواة والحقوق، معلقاً «رئاستنا لمجموعة العشرين لا تقتصر على تغير المناخ فحسب، بل تشمل أيضاً المعاملة العادلة لدول الجنوب العالمي، ما يضمن نظاماً عالمياً متساوياً للجميع».
هل تنفصل الولايات المتحدة عن مجموعة العشرين؟
ويشكل غياب الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، عن اجتماعات مجموعة العشرين ضربة قوية لجوهانسبرغ والمجموعة التي تمثل أكبر اقتصادات العالم.
وفي الوقت نفسه يثير قرار عدم حضور وزير الخارجية الأميركي، التكهنات بشأن ما إذا كانت إدارة ترامب سوف تنفصل عن مجموعة العشرين الاقتصادية، التي تعد واحدة من أكثر المجموعات الكبرى التي تحافظ على استقرار الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل موقف ترامب الرافض لفكرة المجموعات المختلفة.
وذكرت صحيفة ذا إيكونوميك تايمز، أنه إذا اتخذت الولايات المتحدة قراراً بالانفصال عن مجموعة العشرين سيكون له تأثير على الدبلوماسية الدولية والاقتصاد العالمي.
وأوضحت الصحفية أن انفصال الولايات المتحدة عن هذه المجموعة أو الحد من دورها، فإن ذلك منح الصين والاقتصادات الناشئة الأخرى فرصة للعب دور أكثر فاعلية في القرارات الدولية.
الولايات المتحدة تنفصل عن منظمات دولية
وتحت قيادة دونالد ترامب، قررت الولايات المتحدة سحب أو الحد من دورها من العديد من المؤسسات الدولية المهمة في الآونة الأخيرة، ما تسبب في ثورة ضخمة في السياسة العالمية.
وانسحبت الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، واتفاقية المناخ في باريس، ثم مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بعد توجيه الاتهام للمجلس بالتحيز، وأعلنت إدارة ترامب مؤخراً عن إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.