شركات تصنيع أميركية تتوقع تسريح عمالها في فيتنام بسبب رسوم ترامب

تعريفات ترامب تضع شركات التصنيع الأميركية في فيتنام في موقف حرج (شترستوك)
فيتنام في دائرة استهداف ترامب.. وشركات التصنيع الأميركية تحت الضغط
تعريفات ترامب تضع شركات التصنيع الأميركية في فيتنام في موقف حرج (شترستوك)

كشفت نتائج مسح أجرته غرفة التجارة الأميركية في فيتنام أن غالبية الشركات التصنيع الأميركية العاملة في البلاد قد تضطر إلى تسريح العمال إذا فرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعريفات جمركية على فيتنام، التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على الصادرات.

وأوضحت غرفة التجارة الأميركية أن «ما يقرب من ثلثي المصنعين يتوقعون عمليات تسريح للعمال»، بينما انخفضت هذه النسبة إلى أقل من النصف عند النظر إلى جميع الأعمال التجارية ككل.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

استند المسح الذي أُجري في الفترة من 4 إلى 11 فبراير شباط الجاري إلى آراء أكثر من 100 عضو من غرفة التجارة الأميركية في فيتنام، من بينهم شركات عالمية كبرى مثل إنتل ونايكي.

وكان قد أقر ترامب بالفعل تعريفات بنسبة 25 في المئة على واردات الصلب والألمنيوم، كما أعلن مسبقاً عن تعريفات متبادلة أوسع على الدول التي تعاني من اختلالات تجارية مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى رسوم محددة على قطاعات مثل أشباه الموصلات والسيارات والأدوية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

فيتنام بين الاستثمارات والتحديات

استفادت فيتنام بشكل كبير خلال السنوات الماضية من الاستثمارات الضخمة من شركات التصنيع الأميركية التي نقلت عملياتها من الصين، بعد أن فرض ترامب تعريفات جمركية على بكين خلال ولايته الأولى في 2018.

ووفقاً لبيانات الحكومة الفيتنامية المحدثة حتى نهاية يناير كانون الثاني 2025، فإن أكثر من 60 في المئة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة البالغة 500 مليار دولار تتركز في قطاع التصنيع.

ورغم أن المستثمرين الأجانب ظلوا متفائلين نسبياً بعد إعلان ترامب عن تعريفات جمركية جديدة على الصين والمكسيك وكندا مع بداية ولايته الثانية، فإن المخاوف بدأت تتزايد مع التهديدات الجديدة بفرض رسوم على فيتنام.

وقال أحد المستشارين الاستثماريين في تعليقات لوكالة رويترز دون الكشف عن اسمه، إن «الجميع كان يتوقع بعض المشكلات، لكننا فوجئنا فعلياً بالتعريفات المتبادلة، إذ إنها تبدو كإجراء غير تقليدي».

ويعتقد محللون أن فيتنام قد تصبح هدفاً للتعريفات الجديدة، نظراً لفائضها التجاري الكبير مع الولايات المتحدة، إذ تحتل المرتبة الثالثة بين الدول التي تحقق فائضاً تجارياً مع واشنطن، وفقاً لبيانات مكتب تعداد الولايات المتحدة.

كما أن فيتنام قد تتعرض لضربة قوية في قطاع أشباه الموصلات، حيث تعد واحدة من أكبر مصدري هذه المنتجات إلى الولايات المتحدة.

البحث عن أسواق تصديرية جديدة

كشف المسح الذي أُجري في المراكز التجارية الكبرى في مدينة هو تشي منه ودانانغ أن 81 في المئة من المشاركين أعربوا عن قلقهم إزاء التعريفات المحتملة، وارتفعت هذه النسبة إلى 92 في المئة بين المصنعين.

وقالت غرفة التجارة الأميركية إن «العديد من الشركات تخشى أن تؤدي زيادة التكاليف بسبب التعريفات إلى اضطراب سلاسل التوريد وإجبارها على إعادة النظر في عملياتها»، مشيرةً إلى أن 94 في المئة من المصنعين يتوقعون تأثيراً سلبياً.

كما أظهرت النتائج أن 41 في المئة من الشركات تفكر في تقليل اعتمادها على السوق الأميركية، التي تعد حالياً الأهم بالنسبة لصادرات فيتنام، وأوضحت غرفة التجارة أن «هذا التحول قد يدفع الشركات إلى توجيه صادراتها نحو أسواق جديدة أو إعادة هيكلة سلاسل التوريد لتقليل اعتمادها على الولايات المتحدة».

ولا تقتصر المخاوف من التعريفات الأميركية على الشركات في فيتنام فحسب، إذ أظهر مسح أجرته وكالة رويترز أن ما يقرب من 90 في المئة من الشركات اليابانية تتوقع أن تؤثر سياسات ترامب سلباً على أعمالها، ما يشير إلى حالة عدم اليقين المتزايدة في الأوساط التجارية العالمية بسبب الإجراءات الحمائية الأميركية.