مع حلول شهر رمضان، تواجه العديد من الأسر أعباء مالية متزايدة نتيجة كثرة الولائم والتجمعات، إلى جانب ارتفاع تكاليف الطعام وتزايد الزيارات بين الناس، وتناول الطعام في الخارج بالمطاعم والخيم الرمضانية وغيرها.
ويبقى السؤال الأهم الذي يشغل بال العديد من أرباب وربات الأسر؛ كيف يمكن إدارة الميزانية بحكمة خلال شهر رمضان لتقليل النفقات غير الضرورية وتوفير المال؟
هذا ما سنستعرضه في هذا التقرير، استناداً إلى آراء الخبراء والمختصين في حديثهم لـCNN الاقتصادية.
لإدارة النفقات بفعالية، من الضروري وضع استراتيجية مالية واضحة والالتزام بها، خاصة في شهر رمضان، ومن أبرز هذه الخطط:
ميزانية رمضان تعني تحديد النفقات المتوقعة وتنظيمها مسبقاً لضمان إدارة مالية متوازنة طوال الشهر مع تجنب المصاريف غير الضرورية.
وفي هذا الشأن، يقول الخبير الاقتصادي الدكتور هاني أبو الفتوح في حديثه لـCNN الاقتصادية «ينبغي على الأسرة وضع خطة مدروسة لميزانية رمضان، نظراً لارتفاع النفقات خلال هذا الشهر، بما في ذلك تكاليف الطعام، والعزومات، والصدقات، بحيث تتناسب هذه المصروفات مع الدخل الشهري دون إسراف أو تجاوز للميزانية».
نظراً لأن الطعام يشكل الجزء الأكبر من نفقات رمضان، يؤكد الخبراء أهمية التخطيط المسبق للوجبات ودعوات الإفطار على مدار الشهر، مع إعداد قائمة دقيقة بالمواد الغذائية الأساسية لتفادي الإسراف.
وهنا يؤكد الدكتور محمد الباز لـCNN الاقتصادية أهمية تحضير كميات معقولة من الطعام، والاحتفاظ بالباقي للوجبات القادمة.
كما ينصح الباز الأسر باستغلال بقايا الطعام بطريقة إبداعية، مثل استخدامها في تحضير وجبة السحور، مشيراً إلى أنه يُمكن إعداد وجبات بسيطة مغذية بدلاً من الولائم الفاخرة.
يجب التخطيط المسبق لمشتريات شهر رمضان، مع تجنب التسوق العشوائي والشراء غير الضروري، والالتزام بقائمة مشتريات محددة لتفادي الإنفاق الزائد وضبط الميزانية بفعالية.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور هاني أبو الفتوح «تطرح العديد من المتاجر والمولات الكبرى خلال شهر رمضان الكثير من العروض والتخفيضات التي قد تسهم في خفض التكاليف، لكن من الضروري التعامل معها بوعي، والالتزام بالخطة الشرائية المحددة مسبقاً لتجنب الإنفاق على منتجات غير ضرورية».
وأضاف «يجب تجنب العادات الاستهلاكية غير الضرورية مثل الإفراط في شراء العصائر والمشروبات الغازية والحلويات الجاهزة، واستبدالها بخيارات صحية يُمكن صنعها في المنزل».
يحرص الكثيرون على تخصيص جزء من أموالهم للزكاة والصدقة في رمضان، باعتباره شهر العطاء والتكافل.
ويؤكد الخبراء، أنه من المهم تخصيص جزء من ميزانية رمضان لهذا الغرض، مع مراعاة تحقيق التوازن بين العطاء وتغطية الاحتياجات الأساسية.
ويمكن تحقيق ذلك من خلال التخطيط الجيد للنفقات، ما يضمن المساهمة في الأعمال الخيرية دون التأثير على الاستقرار المالي للأسرة.
يؤكد الدكتور محمد الباز أهمية ترشيد استهلاك الطاقة خلال شهر رمضان، من خلال الحرص على استخدام الإضاءة الموفرة للطاقة، خاصة أن استهلاك الكهرباء يرتفع بسبب الإضاءة الرمضانية.
وتقليل تشغيل الأجهزة الكهربائية مثل الفرن والتكييف لفترات طويلة دون داعٍ، ما يسهم في تقليل الفاتورة والحفاظ على الموارد، بالإضافة إلى ذلك، يمكن استبدال المصابيح التقليدية بمصابيح LED، وضبط التكييف على درجة حرارة معتدلة لتوفير الطاقة دون التأثير على الراحة.
يؤكد الخبراء أهمية التخطيط الجيد للنفقات خلال شهر رمضان لتجنب الإسراف والضغط المالي، لذلك، يُنصح بعدم الانجراف وراء العروض التجارية على الملابس والحلويات غير الضرورية، حيث قد تؤدي هذه العروض إلى شراء أشياء غير مخطط لها.
ويُفضل وضع ميزانية مسبقة لشراء ملابس العيد، وشراؤها مبكراً لتفادي الزيادات السعرية التي تطرأ في الأيام الأخيرة.
كما يُنصح بتحديد مبلغ يومي ثابت للمصروفات والالتزام به، ما يسهم في تحسين إدارة الموارد المالية والحفاظ على التوازن الاقتصادي طوال الشهر.
وأخيراً، يمكن استثمار شهر رمضان كفرصة مثالية لإعادة النظر في العادات الاستهلاكية، واعتماد نهج يقوم على البساطة بدلاً من التبذير والإفراط، ما يسهم في تحقيق توازن مالي وحياة أكثر استدامة.