عودة الحصبة.. تفشٍ هو الأكبر منذ عقود

عودة الحصبة.. وفاة طفل ثانٍ في تكساس وسط تفشٍ هو الأكبر منذ عقود (شترستوك)
عودة الحصبة.. وفاة طفل ثانٍ في تكساس وسط تفشٍ هو الأكبر منذ عقود
عودة الحصبة.. وفاة طفل ثانٍ في تكساس وسط تفشٍ هو الأكبر منذ عقود (شترستوك)

رغم أن الولايات المتحدة أعلنت القضاء على مرض الحصبة قبل ربع قرن، ها هي العدوى تعود اليوم بقوة قاتلة، بعدما أودت بحياة طفل ثانٍ في ولاية تكساس، في مشهد يعيد إلى الأذهان عقود ما قبل اللقاحات.

هذا التطور يأتي وسط تراجع ملحوظ في معدلات التطعيم بين الأطفال الأميركيين، مدفوعاً بموجة من التضليل والتشكيك في فاعلية اللقاحات.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

حتى الثالث من أبريل نيسان، سُجلت 607 حالات إصابة بالحصبة في أميركا منذ بداية عام 2025، منها 124 حالة في أسبوع واحد فقط.

ويُعد هذا الرقم أعلى مما سُجل خلال كامل عام 2024، ما يعكس تسارعاً خطيراً في انتشار الفيروس، ولم تكن الولايات المتحدة وحدها في مرمى الخطر، فقد شهدت أوروبا خلال عام 2024 أكثر من 127 ألف حالة، وهو ضعف العدد المسجل في 2023، والأعلى منذ 25 عاماً، حسب منظمة الصحة العالمية ومنظمة «يونيسف».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

في مقاطعة تكساس التي تمثل بؤرة التفشي الحالي، لم تتجاوز نسبة الأطفال الملقحين في سن رياض الأطفال 80 في المئة خلال العام الدراسي 2023-2024، وهي نسبة تقل كثيراً عن عتبة «مناعة القطيع» المقدرة بـ95 في المئة، والتي تُعد ضرورية لكبح انتشار الفيروس.

يُعزى التراجع في التغطية اللقاحية إلى حملات دعائية من شخصيات عامة بارزة، بينها وزير الصحة الأميركي الحالي روبرت كينيدي الابن، الذي أسهم لسنوات في زرع الشكوك حول أمان اللقاحات رغم فشل جميع الدراسات العلمية في إثبات أي صلة بينها وبين التوحد.

تُعد الحصبة من أكثر الأمراض عدوى في العالم، إذ يمكن أن يصيب شخص واحد ما يصل إلى 90 في المئة من غير الملقحين المحيطين به.

تنتقل العدوى عبر الرذاذ التنفسي وتبقى عالقة في الهواء لمدة تصل إلى ساعتين، وتكمن خطورة الحصبة في فترة حضانتها الطويلة التي تصل إلى 21 يوماً، ما يعني أن المصاب يمكن أن ينقل العدوى دون أن يدرك.

تشمل الأعراض الحمى والسعال والتهاب العينين وطفحاً جلدياً مميزاً، وقد تؤدي مضاعفات الحصبة إلى التهابات الأذن والعمى والالتهاب الرئوي وحتى تورم الدماغ، وتشير تقديرات «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» إلى أن واحداً من كل خمسة مصابين غير مطعّمين في أميركا يحتاج إلى دخول المستشفى.

تصل الوقاية الوحيدة والأكثر فاعلية حتى اليوم تبقى في اللقاح الثلاثي (MMR) أو الرباعي (MMRV) الذي يمنح مناعة بنسبة إلى 97 في المئة عند تلقي جرعتين، يُعطى اللقاح عادة للأطفال في سن 12 إلى 15 شهراً، ثم جرعة ثانية بين سن 4 و6 سنوات.

ورغم محاولات البعض الترويج لمكملات فيتامين (أ) كبديل، فإن الدراسات أظهرت أن تأثيره في الدول المتقدمة محدود جداً، ويقتصر على بعض الحالات في الدول الفقيرة التي تعاني من سوء تغذية، وحتى هناك، لا يُعطى إلا بإشراف طبي لتفادي التسمم.

عودة الحصبة بهذا الزخم، ووسط مجتمع يملك الوسائل الكاملة للقضاء عليها، تطرح تساؤلات صعبة حول خطر المعلومات المضللة، ومتى سيدرك العالم أن تجاهل العلم قد تكون كلفته حياة إنسان.

(رويترز)