تنتشر في فرنسا حملة لمقاطعة المنتجات الأميركية منذ نحو أسبوع وإن كانت على استحياء أو في بداياتها، وتأتي الحملة المحدودة بسبب فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية تبلغ 20 في المئة على صادرات الاتحاد الأوروبي إلى أميركا، وخصص راديو فرنسا الدولي تغطية في النشرة الصباحية يوم 30 مارس أيار الماضي على هذه الحملة، ولكن أغلب من التقتهم CNN الاقتصادية في العاصمة الفرنسية باريس يشككون في فاعلية هذه الحملة وإمكانية حدوث تغيير، وهذا على الرغم من تنظيم مظاهرة أمام مقر شركة تسلا الفرنسي في ضاحية سانت وان الباريسية وتخريب واجهته.
فجيوم الذي خدم قبل ذلك في الجيش الفرنسي ويعتبر الولايات المتحدة حليفاً لفرنسا قال في لقاء مع CNN الاقتصادية «لن أقوم يوماً بتخريب سيارة تسلا ولكنني لا أنتوي شراءها، ولكني أراقب وأنتظر قرار الاتحاد الأوروبي قبل أن أبدأ في المقاطعة، أنا أفضل الانتظار».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
مونيك -كما قررت أن تسمي نفسها- رفضت بعد إجراء مقابلة مع CNN الاقتصادية بثها خوفاً من استخدامها ضدها في الولايات المتحدة، حيث ستتوجه للتدريس في إحدى جامعاتها بعد بضعة أشهر وهو ما قد يؤثر على مستقبلها المهني، قالت مونيك «أنا متأكدة أن المقاطعة سيكون لها أثر على المستوى الاقتصادي، ولكنني لست متأكدة أن دونالد ترامب سيتراجع عن رأيه، فتركيبته النفسية لا تتيح له التراجع».
دانيال ملحم أستاذ الاقتصاد بجامعات باريس قال في لقاء مع CNN الاقتصادية «إن واردات فرنسا من الولايات المتحدة تبلغ نحو 40 في المئة من حجم وارداتها، تتشكل أغلبها في منتجات التكنولوجيا والألبان، وإن حملة مقاطعة بالشكل الحالي لن تكون سوى محدودة وبدون تأثير إلا إذا حدث إجماع من الاتحاد الأوروبي بالمقاطعة».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ولكن ملحم يلقي الضوء بشدة على ظاهرة مقاطعة سيارات تسلا في فرنسا وأن هذه المقاطعة ناتجة عن سلوك ماسك الذي أصبح جزءاً من الإدارة الأميركية، وأن هذا السلوك يتنافى مع قيم المستهلكين على الرغم من جودة المنتج".
وكان إيلون ماسك قد فقد نحو 8 مليارات دولار من ثروته في نهاية الأسبوع الماضي، ولكنه حتى هذه اللحظة يظل الرجل الأكثر ثراء في العالم.
مونيك، التي قامت مجموعة من أصدقائها بوضع ملصقات على سيارات تسلا تدعو للتوقف عن شرائها لأسباب سياسية، ستكتفي بمقاطعة شبكات التواصل الأميركية، ولكنها لم تفكر بعد في كيف ستستغني عن هاتف آيفون ومنتجات شركة مايكروسوفت.
بلغ حجم تبادل البضائع بين فرنسا والولايات المتحدة نحو 98 مليار يورو في عام 2023 بحسب بيانات الجمارك الفرنسية.
وتعتبر العلاقات السياسية والاقتصادية بين فرنسا والولايات المتحدة ذات طبيعة خاصة، فقد ساعدت فرنسا الأميركيين في حرب الاستقلال ضد المملكة المتحدة التي اندلعت عام 1775 والتي أدت نهايتها في عام 1783 بتأسيس الولايات المتحدة الأميركية، كما كان لإنزال الحلفاء في نورماندي عام 1944 بقيادة الولايات المتحدة دور رئيسي في تحرير باريس من الاحتلال النازي، ولم تشهد العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة توترات ملحوظة إلا عند اختيار وزراء شيوعيين من قبل الرئيس الفرنسي الأسبق فرنسوا ميتيران عام 1981 وفي عام 2003 عندما رفضت فرنسا احتلال العراق، وتوجيه وزير خارجيتها في ذلك الوقت دومينيك دو فيلبان خطاباً حاداً في مجلس الأمن، وترتفع حظوظ دو فيلبان في انتخابات الرئاسة القادمة.