ماسك وأثرياء العالم ينقلبون على ترامب بسبب الرسوم الجمركية

ماسك وأثرياء العالم ينقلبون على ترامب بسبب الرسوم الجمركية (شترستوك)
ماسك وأثرياء العالم ينقلبون على ترامب بسبب الرسوم الجمركية
ماسك وأثرياء العالم ينقلبون على ترامب بسبب الرسوم الجمركية (شترستوك)

انقلب عدد من أبرز قادة الأعمال والمليارديرات في الولايات المتحدة ضد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد إعلان خطته لفرض مجموعة ضخمة من الرسوم الجمركية على شركاء أميركا التجاريين.

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه الأسواق المالية العالمية تراجعات حادة، حيث حذر المستثمرون من الآثار الاقتصادية السلبية لهذه السياسة، مؤكدين أنها قد تنجم عنها تداعيات خطيرة تؤثر على الاقتصاد العالمي.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

حرب اقتصادية نووية

وجّه بيل أكمان، المستثمر والملياردير الأميركي الذي كان من مؤيدي ترامب في انتخابات 2024، تحذيراً صارماً، قائلاً إن المضي قدماً في تطبيق التعريفات الجمركية الجديدة يعادل إطلاق «حرب نووية اقتصادية».

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وقال ترامب يوم الأربعاء الماضي إنه سيفرض رسوماً جمركية متبادلة أعلى بكثير على عشرات الدول التي تعاني من أعلى اختلالات تجارية مع الولايات المتحدة.

وفي منشور على منصة إكس، قال أكمان: «سيتوقف الاستثمار التجاري، وسيُغلق المستهلكون محافظهم» إذا دخلت الرسوم الجديدة حيز التنفيذ، مضيفاً «سنُلحق ضرراً بالغاً بسمعتنا لدى بقية العالم، وسيستغرق ترميمها سنوات، وربما عقوداً».

وحذر الرئيس التنفيذي لشركة بيرشينج سكوير كابيتال مانجمنت من أنه إذا لم يغير ترامب سياسته، «فإننا نتجه نحو شتاء نووي اقتصادي من صنع أيدينا، ويجب علينا أن نبدأ في الاحتماء».

وتساءل: «أي رئيس تنفيذي وأي مجلس إدارة سيشعر بالارتياح في تقديم التزامات اقتصادية كبيرة وطويلة الأجل لبلدنا في خضم حرب نووية اقتصادية؟»، مضيفاً أن «الرئيس يفقد ثقة قادة الأعمال في جميع أنحاء العالم».

تداعيات الرسوم الجمركية

وبدأت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب حيز التنفيذ يوم السبت الماضي، فيما تستعد عشرات الاقتصادات لزيادة الرسوم ابتداء من يوم الأربعاء.

ومن بين الدول الأكثر تضرراً، تأتي الصين والاتحاد الأوروبي، الشريكان التجاريان الرئيسيان للولايات المتحدة، اللذان يواجهان رسوماً جمركية جديدة بنسبة 34 في المئة و20 في المئة على التوالي.

وقد انتقد عدد من المليارديرات وقادة الأعمال الأثرياء في الأيام الأخيرة الرسوم الجمركية لترامب علناً، في وقت يزداد فيه القلق من تداعيات هذه السياسة على الأسواق الاقتصادية العالمية.

من جانبه، حذر جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان، يوم الاثنين من أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى رفع الأسعار وتباطؤ الاقتصاد العالمي، ما يضعف مكانة أميركا على الساحة الدولية.

وفي رسالته السنوية إلى المساهمين، قال ديمون: «من المرجح أن تؤدي الرسوم الجمركية الأخيرة إلى زيادة التضخم، ما يدفع الكثيرين إلى التفكير في احتمالية حدوث ركود اقتصادي أكبر».

وأضاف: «لا يزال التساؤل قائماً حول ما إذا كانت الرسوم ستؤدي إلى ركود اقتصادي، لكن ما هو مؤكد أنها ستؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي».

موقف إيلون ماسك

حتى إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم وأحد المقربين من ترامب، أعرب عن أمله في «عدم فرض رسوم جمركية» بين الولايات المتحدة وأوروبا.

وقال ماسك إنه يفضل رؤية «منطقة تجارة حرة» فعّالة بين أميركا الشمالية وأوروبا، محذراً من أن هذه الرسوم قد تضر بالأعمال التجارية.

وأفادت صحيفة واشنطن بوست، نقلاً عن شخصين مطلعين على الأمر، بأن الملياردير التقني قدم مناشدات مباشرة ولكن غير ناجحة للرئيس الأميركي دونالد ترامب لعكس الرسوم الجمركية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.

وذكر التقرير أن هذا التبادل يمثل أعلى خلاف بين الرئيس الأميركي وإيلون ماسك، حيث دعا الأخير، مستشار ترامب الذي يسعى للحد من الإنفاق العام، إلى إلغاء الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة وأوروبا، وذلك خلال تفاعل افتراضي في مؤتمر لحزب الرابطة اليميني في فلورنسا خلال عطلة نهاية الأسبوع.

فعالية خطة ترامب

وقال ترامب إن هدف أجندته للرسوم الجمركية هو تصحيح سنوات من التجارة غير المتوازنة بين الولايات المتحدة وشركائها، والتي نشأت، وفقاً له، بسبب فرض دول أخرى رسوماً أعلى على السلع الأميركية مقارنة بالرسوم التي تفرضها الولايات المتحدة على السلع المستوردة من تلك الدول.

وتعكس ردود فعل الأسواق العالمية شكوك المستثمرين حيال فعالية خطة ترامب، إذ سجلت مؤشرات الأسهم في آسيا وأوروبا تراجعات ملحوظة، بينما أظهرت العقود الآجلة للأسهم الاميركية مؤشرات على استمرار الضغوط البيعية.