في مشهد اقتصادي وتقني غير معتاد، تتقاطع أسعار أصول ترفيهية وتقنية مع أسعار المعادن النفيسة، حيث يلامس سعر أوقية الذهب في الأسواق العالمية الـ3500 دولار، وهو رقم مرتفع جداً تاريخياً ويعكس المخاوف الاقتصادية والطلب العالمي على المعدن الأصفر كملاذ آمن.
في الوقت نفسه، يلوح في الأفق احتمال أن يصل سعر هاتف آيفون إلى هذا الرقم ذاته، في مفارقة قد تبدو غريبة أو حتى خيالية للبعض، لكن وفقاً لما قاله دان إيفز، رئيس قسم أبحاث التكنولوجيا العالمية في شركة ويدبوش سيكيوريتيز، فإن الأمر قد يصبح واقعاً في حال انتقال إنتاج هواتف آيفون إلى الولايات المتحدة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
صرح إيفز لشبكة CNN في أبريل نيسان بأن تكلفة إنتاج آيفون في الولايات المتحدة سترتفع بشكل هائل، وربما تتضاعف أكثر من ثلاث مرات مقارنة بسعره الحالي البالغ نحو 1000 دولار، لتصل إلى نحو 3500 دولار للهاتف الواحد، ويُرجع ذلك إلى تعقيدات وارتفاع تكاليف نظام الإنتاج والتوريد الذي يعتمد حالياً على سلسلة توريد متكاملة في آسيا.
وأضاف إيفز: "تُبنى سلسلة التوريد هذه في الولايات المتحدة في مصانع غرب فرجينيا ونيوجيرسي، وسيؤدي ذلك إلى زيادة السعر إلى 3500 دولار".
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
كما أشار إلى أن شركة أبل ستحتاج إلى استثمار نحو 30 مليار دولار وثلاث سنوات لتنقل فقط 10% من سلسلة التوريد الخاصة بها إلى الولايات المتحدة، وهو استثمار ضخم قد يعيد تشكيل ميزانيات الشركات وأسعار المنتجات على المستهلك النهائي.
هل يتنافس آيفون مع الذهب؟
في ظل هذا التطور، تبرز تساؤلات حول مدى منطقية ارتفاع سعر الهاتف الذكي إلى مستويات تقارب سعر أوقية الذهب، الذي لطالما كان رمزاً للقيمة والثروة والاستثمار الآمن.
فمن المعروف أن الذهب معدن نفيس يتمتع بقيمة تاريخية واستثمارية كبيرة، وعادة ما يرتفع سعره في فترات الأزمات الاقتصادية أو التضخم.
وفي العصر الحديث أصبح هاتف آيفون -المنتج التقني الفاخر- يجمع بين الأداء العالي والتصميم الأنيق، ويُعد أحد رموز التكنولوجيا الحديثة والابتكار.
الفرق بين السلعتين
الفرق الجوهري بين السلعتين، هو أن الذهب يُعتبر أصلاً مادياً ذا قيمة حقيقية مستقرة، بينما الآيفون منتج استهلاكي يتغير مع الزمن، وقد يفقد قيمته سريعاً بعد إصدار نماذج أحدث.
لكن من جهة أخرى، فإن ارتفاع سعر هاتف الآيفون يعكس التحديات الكبيرة التي تواجه صناعة الإلكترونيات في ظل تغيرات جيوسياسية، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وسياسات نقل التصنيع داخل الولايات المتحدة.
مفارقة استثنائية
في الوقت الذي يلامس فيه سعر أوقية الذهب 3500 دولار، قد يبدو سعر هاتف آيفون المستقبلي قريباً من هذا الرقم في حال نقل جزء كبير من إنتاجه إلى الولايات المتحدة، وهذا يعكس مفارقة استثنائية ونادرة بين منتج تكنولوجي حديث يمثل رفاهية استهلاكية، ومعدن نفيس يحمل تاريخاً طويلاً كأصل استثماري.
ووفقاً لما يقوله دان إيفز، فإن القصة ليست فقط عن ارتفاع الأسعار، بل عن تحول جذري في الصناعة وسلسلة التوريد العالمية، ما قد يجعل هاتف الآيفون يُباع بسعر الذهب، وهو ما يثير تساؤلات حول مستقبل التكنولوجيا والتكلفة الفعلية للمنتجات في ظل تحديات السوق العالمية.