في موسم حج 2025، تتصدر التكنولوجيا المشهد بوسائل مبتكرة مثل الروبوتات والخرائط التفاعلية، التي تهدف إلى تحسين تنظيم الشعيرة وتسهيل حركة الحجاج.
وتُظهر الاستعدادات حرص المملكة على تقديم خدمات متقدمة في موسم الحج لهذا العام، مع اعتماد تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة الحجاج وضمان سلامتهم وتسهيل أداء المناسك.
ويشهد موسم الحج تحولاً رقمياً لافتاً مع استخدام روبوتات للإفتاء وتوزيع مياه زمزم دون تدخل بشري إلى جانب تقنيات ذكية لتنظيم الحشود في المسجد الحرام، مثل خدمات الإفتاء بالترجمة الفورية والمكانس الذكية للتطهير، ما يعزّز تجربة الحجاج ويضمن سيراً منظماً وآمناً.
في هذا التقرير نرصد أهم مظاهر التكنولوجيا المتطورة التي سيشهدها موسم الحج 2025:
أطلقت السعودية مجموعة روبوتات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم الفتاوى الفورية لزوار الحرم المكي.
تحمل هذه الروبوتات اسم «منارة»، وقد تم توزيعها في مناطق متعددة داخل المسجد الحرام وساحاته لتسهيل الوصول إليها، وتدعم التحدث أو الكتابة بـ15 لغة لتقديم إجابات فورية ومتنوعة للمستخدمين.
يبدأ موسم الحج في الثامن من ذي الحجة 1446 هـ، المتوقع فلكياً في 4 يونيو 2025، ويستمر حتى 13 ذي الحجة (9 يونيو 2025).
وأفادت وكالة الأنباء السعودية «واس» بأن رئاسة الشؤون الدينية بالمسجدين الحرام والنبوي دشّنت النسخة الثانية من «روبوت منارة الحرمين» لإجابة السائلين في المسجد الحرام.
وقالت إن هذه الخطوة تهدف إلى مواكبة التحولات الرقمية الذكية وتعزيز التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، بما يثري تجربة حجاج بيت الله الحرام إيمانياً.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية أيضاً بأن الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجدين الحرام والنبوي تعتمد خلال موسم حج هذا العام على تقنية متطورة تشمل حساسات أرضية وقارئات للمداخل لرصد وإدارة الحشود عند المداخل والمخارج الرئيسية للمسجد الحرام، بهدف رفع الكفاءة التشغيلية من خلال متابعة التدفقات وتحسين إدارتها.
وتعمل هذه التقنية عبر كاميرات ذكية متطورة تستشعر حركة الدخول والخروج، ما يُتيح مراقبة فورية لتدفقات ضيوف الرحمن وتحديد نقاط الازدحام بدقة، بهدف تحسين خطط التفويج وتوزيع الحشود داخل المسجد، خصوصاً في أدوار المطاف والمسعى، ما يسهم في تنظيم الحركة وتعزيز سلامة الزوار، خاصة خلال أوقات الذروة.
من جهتها، أعلنت قوات أمن الحج لشؤون المرور توفير 6 خرائط تفاعلية تغطي مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بما في ذلك خريطة المسجد الحرام والمناطق المحيطة به، بالإضافة إلى خرائط مِنى ومزدلفة وعرفات.
ودعت قوات أمن الحج ضيوف الرحمن إلى استخدام هذه الخرائط لتحديد مساراتهم بدقة، وتنظيم حركة التنقل بين المشاعر المقدسة خلال مراحل التصعيد والنفرة، في إطار جهودها المستمرة لضمان انسيابية الحركة وتوفير أعلى درجات الراحة والأمان للحجاج.
وأطلقت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني بالتعاون مع وزارة الحج والعمرة الإصدار الثاني من «دليل التوعية السيبرانية» بهدف رفع مستوى الوعي بالأمن السيبراني بين ضيوف الرحمن خلال موسم الحج والعمرة، ضمن برنامج شامل يركّز على تقديم تجربة آمنة ومتميزة للحجاج والمعتمرين.
يحتوي الدليل على مواد توعوية محدثة تشمل مواضيع مثل أمن التطبيقات، التحقق الثنائي، كلمات المرور الآمنة، وأساليب تجنب التصيد والهندسة الاجتماعية، ويُقدم بـ16 لغة مختلفة عبر موقع وزارة الحج والعمرة، لتعزيز ممارسات الأمان وحماية البيانات خلال أداء المناسك.
وأكدت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين أهمية اعتماد الأنظمة والتقنيات الذكية لدعم التخطيط الفعّال وإدارة الحشود، بما يعزز كفاءة الأنظمة ويطور مراقبة التدفقات البشرية داخل المسجد الحرام.
يأتي ذلك لتحقيق أعلى مستويات الانسيابية والتنظيم وفق معايير دقيقة، واعتماد قرارات مبنية على بيانات وتحليل شامل للحركة، للوصول إلى حلول متميزة.
وتندرج هذه الخطوة ضمن جهود الهيئة المستمرة لاستثمار التكنولوجيا الحديثة لتحسين خدمات حجاج بيت الله الحرام.