قفزة البيتكوين فوق 123 ألف دولار لا تزال حديث مجتمع البيتكوين، بل إن الأصوات تتعالى والأماني تزداد بأن العملة ستصل يوماً ما إلى المليون دولار، ويتعامل متداولو بيتكوين مع هذا الأمر على كونه حقيقة ستحدث عاجلاً أو آجلاً، فهل يوجد في عالم التداول عملة مقدسة الأصل فيها الارتفاع فقط أم أن أسواق المال لا توجد بين سكانها تمائم مقدسة تربح فقط؟
هنا في مشهد اليوم ساحة نقاش لمحاولة إيجاد مساحة اتفاق، فإلى شيء من التفصيل.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
تُعد العملات الرقمية، وعلى رأسها البيتكوين، من أكثر الاستثمارات إثارة للجدل في العصر الحديث، يتجه الكثيرون نحوها على أمل تحقيق ثروات طائلة، لكن هذا التفاؤل المفرط قد يقود إلى مقاربة خاطئة وخطيرة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
فالتعامل مع البيتكوين كـ«تميمة مقدسة» لا تهوي أبداً، هذا المفهوم الخاطئ يمكن أن يؤدي إلى خسائر فادحة، فالواقع الاقتصادي يشير إلى أن لا شيء مضمون، حتى ما يُنظر إليه على أنه ملاذ آمن.
سراب «العملة المقدسة» الصاعدة دائماً
لا شك أن البيتكوين قد أظهرت تقلبات سعرية هائلة، مع فترات صعود جنونية وأخرى من الهبوط الحاد، يتوقع بعض المتحمسين وصول سعرها إلى مليون دولار في المستقبل القريب، لكن هذا مجرد توقع، وليس ضماناً، مجتمع البيتكوين الذي ينتظر هذا الصعود قد يتجاهل حقيقة أن أسعار الأصول لا ترتفع بشكل خطي، وأن التصحيحات ضرورية وحتمية في أي سوق.
الخطر الأكبر يكمن في اعتبار البيتكوين «تميمة مقدسة» للربح فقط، مصيرها الارتفاع فقط، هذا النوع من التفكير يدفع المستثمرين إلى اتخاذ قرارات غير رشيدة، مثل الاحتفاظ بالأصول (HODL) بشكل مفرط دون أي استراتيجية خروج أو جني أرباح، إن الاعتقاد بأن البيتكوين محصنة ضد الهبوط هو وهم خطير يمكن أن يؤدي إلى محفظة خاسرة.
ملاذات آمنة تهوي:-
الدروس المستفادة من الأصول التقليدية، لنفكر في الأصول التقليدية التي لطالما اعتُبرت ملاذات آمنة:
الذهب الخالص: على الرغم من مكانته كمخزن للقيمة على مر العصور، فإن الذهب يباع ويُشترى، حتى البنوك المركزية التي تكدس الذهب تبيعه عندما تقتضي الحاجة، وهذا يؤكد أن لا شيء يبقى صاعداً إلى الأبد، تداول الذهب يعتمد على دورات السوق، تماماً مثل أي أصل آخر.
لنذهب إلى الذهب أبو الأصول وتاج وقارها فقفزة الذهب التاريخية لـ3500 دولار، تبعها هبوط لا يزال يعاني منه المتداولون حتى اليوم، فالمشترون عند القمة خاسرون على مدار أسابيع طويلة.
الدولار الأميركي: يُعد الدولار العملة الاحتياطية العالمية، ولكن حتى «أبو المقدسات» هذا ليس بمنأى عن المخاطر، الحديث عن تراجع الدولار وقوته النسبية يتجدد باستمرار، ما يؤكد أن الاستقرار المطلق غير موجود.
الفرنك السويسري: يعتبر الفرنك السويسري ملاذاً آمناً، ولكنه لا يُعامل كـ«تميمة مقدسة»، يتأثر بالسياسات النقدية والأحداث الاقتصادية العالمية.
النفط: رأينا كيف وصل سعر النفط إلى ما دون الصفر دولار أميركي في ظروف استثنائية، ما يؤكد هشاشة حتى السلع الأساسية عندما تتغير ديناميكيات السوق بشكل جذري.
الدولار النيوزيلندي والأبقار الحلوب: حتى الاقتصادات المستقرة مثل نيوزيلندا، التي تعتمد على صادراتها الزراعية، ليست مضمونة، لا يمكن لأي اقتصاد أو أصل أن يكون «تميمة مقدسة» تضمن عدم الهبوط.
دورات سقوط وصعود
لربما كان من الأجدى التعامل مع البيتكوين بعقلية تداول واقعية، لا عقلية «التميمة المقدسة»، يجب أن يدرك المستثمرون أن العملة الصاعدة فقط غير موجودة.
كل الأصول، بما في ذلك البيتكوين، تخضع لدورات الصعود والهبوط، والتصحيحات، وجني الأرباح.
بالنهاية سراب التميمة المقدسة يحتاج لإدارة مخاطر وتنويع المستثمر لمحفظته الاستثمارية وجني أرباح كلي أو جزئي مدروس، فالبحث عن «تميمة مقدسة» في عالم الاستثمار هو سراب.
فلا توجد عملة أو أصل يمكنه أن يصعد إلى الأبد دون تراجع، إن التعامل مع البيتكوين على هذا النحو يعرض المستثمرين لمخاطر جمة، يجب أن يتم الاستثمار بناءً على تحليل واقعي للسوق، وإدارة مخاطر حكيمة، وفهم أن التقلبات هي جزء طبيعي من أي سوق مالي.