في حرب المعادن النادرة بين أميركا والصين.. رمال مصر السوداء لديها أقوال أخرى

في حرب المعادن النادرة بين أميركا والصين..رمال مصر السوداء لديها أقوال أخرى(شترستوك)
في حرب المعادن النادرة بين أميركا والصين..رمال مصر السوداء لديها أقوال أخرى
في حرب المعادن النادرة بين أميركا والصين..رمال مصر السوداء لديها أقوال أخرى(شترستوك)

في ظل الحرب الدائرة بين قطبي الاقتصاد العالمي الصين وأميركا حول المعادن النادرة، يظهر في المشهد لاعب صاعد في شمال إفريقيا يخطو خطوات ثابتة في مجال إنتاج تلك المعادن ويملك كميات هائلة من هذه المعادن التي تشعل الحروب والعداوات بين الدول، وهو مصر، ولكن ما الذي تملكه القاهرة لتلعب هذا الدور؟

كلمة السر ستجدها على البحر الأبيض المتوسط وتدعى الرمال السوداء، تملك مصر أكبر احتياطي للرمال السوداء في العالم بحسب بيانات مركز دعم واتخاذ القرار المصري.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

الرمال السوداء عبارة عن رواسب شاطئية سوداء كثيفة تأتي من منابع النيل وتتراكم على بعض الشواطئ على شكل رواسب أو كثبان رملية نتيجة اصطدام مياه النيل الحاملة لها بمياه البحر الأبيض المتوسط.

تمتلك مصر ثروة طبيعية هائلة، الرمال السوداء، التي أُهملت لعقود، وسط محاولات استغلالها الفاشلة، حيث صُدّرت كمواد خام بمقابل زهيد، كما تعرضت للسرقة والتهريب للخارج، وتنتشر على طول الساحل شرقا، بدءاً من مدينة رشيد وحتى رفح بطول 400 كيلومتر، وتضم مصر 11 موقعاً لهذه الرمال، باحتياطيات هائلة من المعادن الثقيلة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

يبلغ الاحتياطي الجيولوجي للرمال السوداء في مصر على مستوى السواحل المصرية نحو 1.3 مليار متر مكعب، بحسب المنتدى الاستراتيجي للسياسات العامة ودراسات التنمية.

تحتل منطقة رشيد المركز الأول من حيث احتياطيات الرمال السوداء، حيث يبلغ احتياطيها 600 مليون متر مكعب، تليها منطقة دمياط باحتياطي 300 مليون متر مكعب، تليها منطقة بلطيم باحتياطي 200 مليون متر مكعب، ثم منطقة شمال سيناء باحتياطي 200 مليون متر مكعب.

في أبريل 2016، تأسست أول شركة مصرية لاستخراج الرمال السوداء، وهي الشركة الوطنية للرمال السوداء بالبرلس بمدينة كفر الشيخ، وقد قُدرت تكلفة المشروع بنحو ملياري جنيه مصري.

وفي عام 2018، وُضع حجر الأساس لمصنع فصل الرمال السوداء بالبرلس، على مساحة 80 فداناً بمحافظة كفر الشيخ، باستثمارات تجاوزت مليار جنيه مصري.

توقع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن صناعة الرمال السوداء قادرة على تحقيق فوائد كبيرة للميزان التجاري، إذ من المتوقع أن توفر هذه الصناعة 50 مليون دولار من الواردات، وتعزز صادرات مصر بنحو 100 مليون دولار سنوياً.

يوجد في محافظة كفر الشيخ موقعان للرمال السوداء، الأول شرق البرلس بملاحة "المنسي" التابعة لقرية الشهابية على مساحة 80 فداناً، والثاني شمال الطريق الدولي غرب محطة الكهرباء العملاقة بالبرلس على مساحة 35 فداناً.

تحتوي الرمال السوداء على نحو 41 عنصراً معدنياً يدخل في إنتاج أكثر من 49 صناعة استراتيجية، منها: تصنيع هياكل الطائرات، والصواريخ، والغواصات، والمركبات الفضائية، والهواتف، والسيارات الكهربائية.

وفقاً شركة الرمال السوداء المصرية التي تأسست عام 2016 لاستخراج واستثمار هذه الرمال، تحتوي الرمال السوداء على معادن ثقيلة يأتي في مقدمتها 6 معادن ثقيلة تحتوي في مكونها معادن نادرة وهي الإلمنيت والروتيل والمغنتيت والليكوكسين والزيركون فائق النعومة ورمل الزيركون.

مكونات الرمال السوداء وأهميتها

في الرمال السوداء، يعتبر المعدنان الألمنيت والليكوكسين المصدرين الرئيسيين لإنتاج مشتقات من العنصر النادر التيتانيوم.

أما المعدن الثالث في قائمة أهم معدن الرمال السوداء هو الروتيل الذي يحتوي على المعادن النادرة التيتانيوم والزركونيوم، والماجنتيت يحتوي على أحد مشتقات التيتانيوم.

ويستخدم التيتانيوم في صناعات استيراتيجية مثل هياكل الطائرات والصواريخ والغواصات ومركبات الفضاء، أما الزركونيوم يعد عنصراً أساسياً في إنتاج الطاقة النووية، وخاصةً ككسوة لقضبان الوقود الأسطوانية الطويلة داخل المفاعلات النووية.

وأخيراً يأتي أهم معدنين بالرمال السوداء الزيركون فائق النعومة ورمل الزيركون، إذ يحويان نحو 4 عناصر معدنية نادرة وهي الهافنيوم والتيتانيوم والمغنيسيوم والزركونيوم، واثنين من المعادن المهمة لإنتاج الطاقة النووية هما الثوريوم واليورانيوم.

الهافنيوم يستخدم في صناعة الطائرات والمركبات الفضاء الإلكترونيات، والمغنيسيوم يستخدم في بناء الطائرات وأجهزة الفضاء، أما الثوريوم واليورانيوم فيستخدمان في إنتاج الطاقة النووية كوقود نووي.