من الخاسر من رسوم ترامب على البضائع الأوروبية؟

shutterstock_2605040509
من الخاسر من رسوم ترامب على البضائع الأوروبية؟
shutterstock_2605040509

يميل الميزان التجاري بين أميركا وأوروبا لصالح القارة العجوز، لكن أثر الرسوم المفروضة على البضائع الأوروبية التي ستدخل إلى أميركا قد يمتد ليطول الاقتصاد العالمي.

وأقرّ الرئيس الأميركي رسوماً تجارية 30 في المئة على البضائع الأوروبية بداية من 1 أغسطس آب 2025، في وقت لا تزال أميركا وأوروبا تجريان مناقشات للتوصل لاتفاق تجاري بينهما.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وعزا الرئيس الأميركي هذه الرسوم إلى الرغبة في السيطرة على عجز الميزان التجاري الأميركي المتفاقم.

واردات أكبر من الصادرات

في عام 2024 أصبحت الولايات المتحدة أكبر مُستقبل لصادرات الاتحاد الأوروبية من السلع بنسبة 20.6 في المئة من إجمالي السلع المصدرة، فيما كانت أميركا هي ثاني أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي إذ بلغت نسبة الواردات الأوروبية من أميركا 13.7 في المئة من إجمالي الواردات.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

ووفقاً لبيانات الاتحاد الأوروبي يسجل الميزان التجاري بين أوروبا وأميركا فائضاً لصالح القارة الأوروبية بقيمة 235.6 مليار دولار خلال 2024.

وسجلت الصادرات الأوروبية إلى أميركا خلال 2024 نحو 605.8 مليار دولار، بينما بلغت الواردات الأوروبية من أميركا 370.2 مليار دولار.

وتشير البيانات إلى أن صادرات الاتحاد الأوروبي من السلع المصنعة سجلت 91 في المئة من إجمالي الصادرات، إذ كانت أكثر السلع المصنعة تصديراً هي الآلات والمركبات تليها المواد الكيميائية.

وبلغت نسبة واردات الاتحاد الأوروبي من السلع المصنعة 69 في المئة من إجمالي السلع المستوردة من أميركا، وكانت أكثر السلع المصنعة استيراداً هي الآلات والمركبات تليها المواد الكيميائية.

وفي أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا وبعد أن قلصت أوروبا الواردات من روسيا، كانت منتجات البترول الأكثر استيراداً من أميركا.

وتعد ألمانيا أكبر الدول الأوروبية المُصدرة إلى أميركا تليها أيرلندا وإيطاليا، وتأتي ألمانيا كأكبر الدول الأوروبية المستوردة للبضائع من أميركا تليها هولندا وفرنسا.

ماذا يعني استمرار الحرب التجارية بين أميركا وأوروبا؟

يتوقع قسم الأبحاث في بنك يو بي إس أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق تجاري قبل بداية أغسطس المقبل، أو أن تمدد أميركا الموعد النهائي مجدداً حتى تنتهي من المفاوضات.

ويقول البنك إن مطالب الرئيس الأميركي تبدو متطرفة وعدوانية وتجعل من الصعب التنبؤ برد فعل الاتحاد الأوروبي.

وقد يضر تصاعد التوترات التجارية بين أميركا وأوروبا باقتصاد البلدين ليمتد إلى الاقتصاد العالمي بأكمل

ويقدر بنك يو بي إس أن يتحول النمو الاقتصادي الأوروبي في النصف الثاني من العام بسهولة إلى سلبي، في حال استمرت التوترات، إذ سيُلقي ضعف الطلب الخارجي والمزيد من التراجع في ثقة الشركات والاستثمار والتوظيف بظلاله على النشاط الاقتصادي.

ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يظل النمو الاقتصادي في منطقة اليورو عند وتيرة معتدلة تبلغ 0.8 في المئة خلال عام 2025، مع إمكانية تسارعه إلى 1.2 في المئة في عام 2026، وفقاً لآخر تقرير بشأن آفاق الاقتصاد العالمي.

وفي حال تضرر معدل النمو في أوروبا، فإن البنك المركزي الأوروبي قد يخفض أسعار الفائدة بأكثر من المتوقع حالياً وقد يقترب من 1 في المئة في الأشهر المقبلة، بحسب توقعات يو بي إس.

وكان المركزي الأوروبي بدأ سلسلة من التخفيضات في يونيو حزيران 2024، وقد أدى الخفض المتتالي لأسعار الفائدة على الودائع لوصولها إلى 2 في المئة.

وتشير توقعات بعض بنوك الاستثمار إلى أن البنك المركزي الأوروبي قد يجري خفضين إضافيين لأسعار الفائدة هذا العام.