قالت كريستين لاغارد، رئيسة «البنك المركزي» الأوروبي، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، «إن طبيعة العولمة الجديدة من الممكن أن تلقي بظلالها على تمكين المرأة في المجال الاقتصادي، مشيرةً إلى أن صعود التجارة مرتبط بتحرر المرأة في البلدان النامية».
وتابعت لاغارد خلال مشاركتها في حديث مع المدير العام لـ«منظمة التجارة الدولية»، نجوزي أوكونجو إيويالا، حول دور المرأة في الاقتصاد، أن «التجارة تسهم في تمكين المرأة، والمرأة تسهم في تمكين التجارة».
وشددت لاغارد على أن العالم يحتاج لأن يجعل المساواة بين المرأة والرجل مكوناً أكثر جوهرية في المفاوضات التجارية حتى تستفيد النساء بقدر ما ينبغي، وأضافت أنه يوجد اليوم أكثر من ثمانين اتفاقية تجارية إقليمية أو ثنائية على الأقل تشير إلى النوع الاجتماعي أو المرأة، وهذا الرقم بحاجة أن يرتفع حسب قولها.
وأشارت إلى تغير مفهوم العولمة، الذي أفرز تكتلات في العلاقات التجارية: فالبلدان التي تجمعها قيم ومصالح مشتركة، تعمقت علاقاتها التجارية لتزداد قدرتها على الصمود في وجه الصدمات والتهديدات الخارجية.
وأضافت «الشركات الكبرى التي تمتلك معاملات تجارية دولية في الاقتصادات المتقدمة توظف المزيد من النساء، حيث تحتل النساء ثلث القوى العاملة مقارنة بتوليهن ربع الوظائف في الشركات غير المصدرة في الاقتصادات المتقدمة».
وفيما يخص التهميش الاقتصادي الذي تتعرض له المرأة، ضربت لاغارد مثالاً بالولايات المتحدة، حيث «تفرض أعباءً جمركية بشكل غير متناسب في بعض الأحيان على كاهل النساء، فمتوسط معدلات التعرفة الجمركية على منتجات النساء أعلى من أسعار منتجات الرجال».
واعتبرت لاغارد أن ارتفاع معدلات نمو التجارة العالمية مرتبط بزيادة توظيف النساء، حيث ربطت دراسات صادرة عن «منظمة التجارة العالمية» ارتفاع حجم التجارة في بعض الدول بالمساواة بين الجنسين، وقدرة المرأة على التفاوض بسلاسة أكثر من الرجل.
وختمت لاغارد حديثها بأمنياتها بأن تبقى العلاقات التجارية مفتوحة قدر الإمكان «إذ نحتاج إلى رؤية المزيد من النساء في المناصب القيادية، لأن ذلك يمكن أن يدعم الانفتاح التجاري ويوقف الانزلاق نحو التشرذم، وأكدت أنه لا ينبغي أن تعاني البلدان أزمات اقتصادية ومالية بسبب تنافس القوى العظمى، مؤكدةً أن زيادة عدد النساء في المناصب القيادية تصب في مصلحة قوة العلاقات الجيوسياسية»، وأثنت لاغارد أن الطريق لا يزال طويلاً قبل أن تصبح القيادة النسائية بارزة كما يجب أن تكون في هذا العالم، على سبيل المثال شغلت النساء 12% فقط من المناصب العليا في أكبر المؤسسات المتعددة الأطراف منذ عام 1945.
وشهد الاقتصاد العالمي والتجارة العالمية تحديات عديدة في وقتٍ تزداد فيه التوترات الجيوسياسية، وتقف أمام انتعاش التجارة العالمية عراقيل جمة، ما يهدد بتقويض عقود من النهوض بدور المرأة وتمكينها في المجال الاقتصادي.
ومنذ الأزمة المالية العالمية، تعرض الاقتصاد لسلسلة غير مسبوقة من الصدمات، وبشكل خاص في أوروبا.
ومع ذلك، فقد حافظ النمو التجاري على استقراره رغم ارتفاع الحمائية التجارية.
وقفزت القيود التجارية عشرة أضعاف منذ العقد الماضي لتتماشى مع أهداف الاستراتيجية الجديدة.