خسر البائعون على المكشوف الذين راهنوا على انهيار أسهم البنوك الأوروبية مبلغاً كبيراً من المال في أبريل نيسان، وذلك بعد انتعاش القطاع السريع وتفادي آثار الانهيار المفاجئ الذي حدث لبنك «كريدي سويس»، وسط توقعات بتحقيق أرباح ربع سنوية قوية.
وخسر رهان المضاربين على هبوط أسعار البنوك نحو مليار دولار حتى الآن هذا الشهر، وفقاً لشركة التحليلات «أورتيكس»، وذلك بعد أن حققوا أرباحاً بنحو 2.7 مليار دولار في مارس آذار، وهو أكبر ربح لهم في صفقات بيع البنوك الأوروبية منذ أكثر من عام.
ارتفع مؤشر أسهم البنوك الأوروبية «ستوكس» بما يصل إلى 18 في المئة مقارنة بأدنى مستوياته في أواخر مارس آذار.
وارتفع «يوني كريديت» الإيطالي -أحد أكبر الأسهم المتداولة على المكشوف- وفقاً لشركة «أورتيكس» و«إس أند بي غلوبال» بنسبة 35 في المئة منذ ذلك الحين إلى أعلى مستوياته منذ عام 2016.
قال كارلو فرانشيني، رئيس العملاء لقطاع الشركات في «بانكا أيفيحيست» «لقد عززت زيادة أسعار الفائدة من عوائد الفائدة بشكل كبير ولن ينخفض هذا في الوقت الحالي».
قبل أسابيع قليلة فقط، وقت ذروة الاضطراب المصرفي، كانت الأسواق تستعد لتراجع شديد بالإضافة للبنوك المركزية، لعكس مسارها والبدء في خفض أسعار الفائدة.
الآن وقد خفت حدة التوتر، وعاد المستثمرون مرة أخرى إلى التفكير في المزيد من رفع أسعار الفائدة، ما ساعد أسهم البنوك على التعافي، لكنهم ابتعدوا عن البائعين على المكشوف والمستثمرين الآخرين الذين خفضوا تعرضهم للقطاع دون مقدمات.
قال جيمس روتلاند، مدير الصناديق في شركة «إنفسكو» «تفشل البنوك في إظهار التأثير الإيجابي لأسعار الفائدة حتى الآن، ولديها قواعد رأسمالية أقوى بكثير مما كانت عليه في أوقات الضعف الاقتصادي الأخرى، وبالتالي استمر البنك المركزي الأوروبي في الموافقة على إعادة شراء الأسهم».
وفقاً لـ«ريفينيتيف» من المقرر أن الشركات المالية الأوروبية تبلغ عن نمو أرباح الربع الأول بنسبة 31 في المئة -الجزء الأكبر من نمو أرباح الشركات في أوروبا- مع توقعات نمو للعام بأكمله عند 19.5 في المئة.
لكن استطلاعاً أجراه «بنك أوف أميركا» أظهر أن مديري الصناديق خفضوا انكشافهم على أسهم البنوك في أبريل نيسان إلى أدنى مستوى منذ مايو أيار 2020، إذ تراكموا في قطاعات دفاعية أكثر مقاومة للركود.
تقدر «أورتيكس» أن الفائدة قصيرة الأمد على البنوك الأوروبية تقترب من واحد في المئة من الأسهم الحرة، وهو أعلى مستوى في 11 شهراً.
فمن بين أكبر 15 بنكاً في البيع على المكشوف ضمن تصنيفات (أورتيكس، وإس أند بي)، نجحت بنوك «بي إن بي» و«ستاندر» و«إيه بي إن» في خفض خسائرها بأكثر من النصف منذ أوائل مارس آذار.
ومع ذلك، لا يزال بنك «سفينسكا هاندلس بانكين»، وهو بنك آخر في تصنيف مرتفع في قطاع البيع على المكشوف، منخفضاً بنسبة 12 في المئة.