أعلن بنك التنمية الآسيوي «إيه دي بي» يوم الاثنين موافقته على برنامج تمويلي بقيمة 350 مليون دولار أميركي لدعم ميزانية سريلانكا لتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
يعد البرنامج جزءاً من حزمة أوسع من المساعدات المالية التي يقدمها صندوق النقد الدولي، والتي تهدف إلى استقرار الاقتصاد والانتعاش الاقتصادي والنمو المستدام، وفقاً لبيان رسمي على موقع البنك.
وتواجه سريلانكا أزمة اقتصادية حادة وغير مسبوقة، إذ أدى التضخم المرتفع إلى تآكل القوة الشرائية، وتأثرت سبل العيش، وانعكست مكاسب التنمية السابقة.
وقال رئيس بنك التنمية الآسيوي ماساتسوغو أساكاوا «يشعر بنك التنمية الآسيوي بالقلق إزاء الأزمة العميقة في سريلانكا وتأثيرها على الشعب، وخاصة الفقراء والضعفاء، والنساء، ويلتزم البنك بالوقوف إلى جانب سريلانكا في مواجهة تحدياتها الحالية ودعم خطواتها الواسعة نحو الاستقرار الاقتصادي والانتعاش المستدام والنمو الشامل».
وشرعت سريلانكا في إصلاحات جذرية لمعالجة أسباب الاختلالات الداخلية والخارجية والتركيز على سداد الديون التي يمكن تحملها، وتواجه البلاد طريقاً طويلاً للتعافي.
وتشمل الإصلاحات تعزيز تحصيل الإيرادات الضريبية، وتعزيز الإدارة المالية العامة، وتحسين أداء الشركات المملوكة للدولة، وضمان استقلالية البنك المركزي، وحماية استقرار الشؤون المالية، وتعزيز أطر الحوكمة.
ونص بيان البنك على أنه «يجب أن يتزامن تنفيذ تلك التدابير مع ضمان توفير الحماية الاجتماعية الكافية، إذ سيكون تنفيذ إصلاحات الحوكمة وإجراءات مكافحة الفساد أمراً بالغ الأهمية».
وكان صندوق النقد الدولي وافق في مارس آذار الماضي على خطة مساعدات بقيمة 2.9 مليار دولار لمدة 48 شهراً لسريلانكا، عقب تخلفها عن سداد ديونها العامة البالغة 46 مليار دولار في أبريل نيسان 2022 جراء أزمة مالية قوية.
أزمة الاحتياطي الأجنبي وفرار رئيسها
تعرضت الجزيرة الآسيوية، التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، لأسابيع من الاضطرابات في العام الماضي بسبب نقص الغذاء والوقود والأدوية بعد هبوط احتياطاتها من النقد الأجنبي إلى مستويات قياسية، مع نفاد الدولار الأميركي اللازم لدفع ثمن الواردات الأساسية، ما ترك الملايين غير قادرين على إطعام أسرهم أو تزويد سياراتهم بالوقود أو الحصول على الأدوية الأساسية.
واضطر الرئيس السابق غوتابايا راجاباكسا إلى الفرار من البلاد بعد أن اقتحم محتجون غاضبون مقر إقامته ومكتبه، مطالبين باستقالته.
وفي يوليو تموز من العام الماضي، قال الرئيس رانيل ويكرمسينغ إن سريلانكا «مفلسة»، مضيفاً أن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي كانت «صعبة».