على الرغم من إعادة فتح الصين عقب الجائحة، فإن النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم يبدو أنه قد توقف، الأمر ليس بسيطاً، فالمخاوف التي انتشرت كالنار في الهشيم بين الشعب الصيني، أوجدت حالة من الذعر، ودفعتهم إلى التضرع حتى تتدخل العناية الإلهية.

بسبب خيبة أملهم من تدهور النظرة الاقتصادية، يتدفق الشباب على المعابد للصلاة من أجل التدخل الإلهي في تأمين الوظائف، أو الالتحاق بالمدارس الجيدة، أو تحقيق الثراء بين عشية وضحاها.

كانت البيانات الصادرة هذا الأسبوع، قد أظهرت أن الصادرات الصينية انخفضت بنسبة 7.5 في المئة في مايو أيار مقارنة بالعام الماضي، وذلك أكثر بكثير مما كان متوقعاً، مع تراجع الطلب العالمي.

كما انكمش نشاط المصانع مرة أخرى الشهر الماضي، ووصلت بطالة الشباب إلى مستويات قياسية، تلك الحالة من عدم اليقين الاقتصادي دفعت الشعب الصيني إلى زيارة المعابد، وفقاً للمحللين ومواقع السفر.

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ «لا ذهاب إلى المدرسة، لا عمل بجد، فقط حرق البخور» منذ مارس آذار الماضي، في إشارة إلى الاتجاه المتزايد بين الشباب في الصين الذين يفرون من الضغوط عن طريق الذهاب إلى المعابد للصلاة من أجل الحظ.

وفقاً لمسح أجراه موقع «كونار دوت كوم» وتطبيق «شياوهونغشو» الذي يشبه «إنستغرام»، أصبح «شباب يحرقون البخور» هو الشعار الأول في صناعة السياحة في الصين خلال العام الجاري.

بلغ معدل البطالة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً، رقماً قياسياً بنسبة 20.4 في المئة في أبريل نيسان، وفقاً للإحصاءات الرسمية.

قد يزداد معدل بطالة الشباب سوءاً مع دخول 11.6 مليون طالب جامعي إلى سوق العمل الصعبة بالفعل هذا الصيف.

تميل المعابد المختلفة إلى جذب أنواع مختلفة من المصلين، يعد معبد «يونغي» في بكين، المعروف أيضاً باسم معبد «لاما»، موقعاً شهيراً بالنسبة للباحثين عن النجاح الوظيفي أو المالي.

وسجلت أكبر زيادة في عدد زوار أي معبد في البلاد في مارس آذار وأوائل أبريل نيسان، بزيادة 530 في المئة على الفترة ذاتها من العام الماضي.

تعترف الصين بخمس ديانات هي البوذية والطاوية والبروتستانتية والكاثوليكية والإسلام، وتوجد عشرات الآلاف من المعابد والأديرة في جميع أنحاء البلاد.

زادت زيارات المعبد هذا العام بأكثر من أربعة أضعاف مقارنة بالعام الماضي، وفقاً للبيانات الأخيرة من «كونار»، و«تريب دوت كوم»، وبحسب المواقع، فإن نصف الزوار من الأشخاص في العشرينيات والثلاثينيات من العمر.

معبد صيني صغير (غيتي)

قالت يانغ يان، المحللة في شركة السمسرة الصينية «نانجينغ سيكيوريتيز»، إن «المزيد من الشباب يتجهون إلى الصلاة في المعابد بسبب ضغط المدرسة والوظائف والزواج؛ لتخفيف التوتر».

وأضافت أن مواقع التواصل الاجتماعي غذت ازدهار سياحة المعابد، فالشباب يحبون مشاركة تجاربهم على الشبكات الاجتماعية.

يشتهر جبلا «إيمي» و«جيوهوا» بأنهما موطن لأكبر المعابد البوذية، وهما من أشهر الجبال البوذية الأربعة المقدسة في الصين.

استقبل جبل «إيمي» في مقاطعة سيتشوان الجنوبية الغربية 2.48 مليون زائر بين يناير كانون الثاني ومايو أيار، بزيادة 53 في المئة على الفترة ذاتها من عام 2019، قبل فرض أي قيود بسبب الجائحة.

ارتفعت أرباح شركة «إيمي تشان» للسياحة، التي تقدم خدمات السفر حول الجبل، إذ سجلت 9.8 مليون دولار في صافي الأرباح في الربع الأول، بزيادة 262 في المئة على الفترة ذاتها في 2019.

كما ارتفع سهمها بنسبة 44 في المئة، خلال جلسات التداول العشر الماضية، ليصبح أحد أفضل الأسهم أداءً في أسواق الأسهم الصينية خلال هذه الفترة.

تعليقاً على الأمر، قال المحللون في «كايتونغ سيكيوريتيز» في تقرير بحثي «خلال الأوقات الاقتصادية غير المؤكدة، يميل المزيد من الناس إلى البحث عن العزاء في الإيمان أو غير ذلك من الأنشطة المريحة مثل شراء تذاكر اليانصيب أو تربية الحيوانات الأليفة أو حضور الحفلات الموسيقية أو قضاء الوقت في هوايات مثل الرسوم المتحركة أو الرسوم الهزلية».

(لورا هي – CNN)