أشار الرئيس التنفيذي لبنك «غولدمان ساكس»، ديفيد سولومون، إلى أن الاقتصاد الأميركي أظهر مرونة مدهشة هذا العام، لكنه حذّر من التحديات الصعبة التي قد يواجهها في المستقبل.

وقال سولومون في مقابلة مع قناة «سي إن بي سي»، «نحن في لحظة يكتنفها الغموض، إنها فترة تتطلب توخي الحذر بعض الشيء».

وتوقع سولومون أن يدخل الاقتصاد الأميركي في حالة أشبه بالركود، وإن لم يكن ركوداً حقيقياً، حيث سينجح في تجنب الهبوط الشديد، لكن ستظل هناك مخاوف قوية بشأن تباطؤ النمو والسيطرة على التضخم.

وبينما لا يتوقع سولومون قيام مشرعي السياسة الفيدراليين برفع أسعار الفائدة لمحاربة التضخم خلال اجتماعهم المرتقب هذا الأسبوع، فإنه يعتقد أن المؤشرات الاقتصادية القوية والتضخم العنيد قد يدفعان المشرعين لمزيد من الارتفاعات في المستقبل.

ورأى أن هذه الزيادات ستجعل البيئة الاقتصادية أكثر تحدياً إلى حد ما، مستبعداً أن تقع الولايات المتحدة في براثن الركود قبل نهاية هذا العام أو بداية عام 2024.

الأزمة المصرفية تهدد سوق العقارات

أدى انهيار بنكي «سيليكون فالي»، و«سيغنتشر» في مارس آذار، وبيع بنك «فيرست ريبابليك» المتعثر لـ«جيه بي مورغان تشيس» إلى تغيير جذري في التوقعات المتعلقة بأداء البنوك الإقليمية، ويرى سولومون أن هناك حاجة للمزيد من عمليات الدمج بين البنوك للحفاظ على القطاع آمناً.

تُعد سوق العقارات أكبر فئة أصول فردية في العالم، ولا شك في أن ارتفاعات أسعار الفائدة على مدار 14 شهراً من جانب الاحتياطي الفيدرالي والأزمة المصرفية الأخيرة قد وضعتا ضغوطاً هائلة على هذا السوق الضخم.

وبحسب سولومون، يرتبط نحو 65 في المئة من القروض العقارية بالبنوك متوسطة الحجم، وهي نفسها البنوك التي تتعرض للضغط الأكبر جراء الأزمة المصرفية، وحذّر من أن هذه البيئة المتعثرة قد تزيد عزوف البنوك عن الإقراض وتدفعهم للحفاظ على السيولة النقدية لديهم، ما يزيد بدوره من الصعوبات التي تواجهها الأطراف الفاعلة في السوق العقارية.

هل نشهد المزيد من تسريحات العمالة؟

على غرار بقية المؤسسات المالية في “وول ستريت”، تضرر «غولدمان ساكس» من ضعف النشاط في الآونة الأخيرة، ما قد يدفعه للتخلي عن المزيد من الموظفين، ووفقاً لتصريحات سولومون يوم الاثنين، فإن البنك يستعد الآن لجولته الثالثة من تخفيضات الوظائف في ظل مكافحة البنوك الاستثمارية لمواجهة التباطؤ الاقتصادي.

ومن المتوقع أن يسرِّح البنك نحو 250 شخصاً في الجولة القادمة من تسريحات العمالة، والتي ستمتد لجميع المستويات الإدارية، بمن في ذلك مديرو الإدارة وكبار المديرين التنفيذيين، وفقاً لما قاله مصدر مطلع على الأمر لشبكة «CNN».

يأتي ذلك في وقت تواصل فيه شركات التكنولوجيا والبنوك الاستثمارية بالولايات المتحدة خطط تسريح العمالة، بما في ذلك « سبوتيفاي» و« جيه بي مورغان» و« ميتا»، الشركة الأم لتطبيق «فيسبوك».

(نيكول جود كايند- CNN).