تراجعت الأسهم الأميركية الأسبوع الماضي، نتيجة للعديد من المؤشرات على استمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة هذا العام.
انخفض مؤشر «إس آند بي 500» بنسبة 1.4 في المئة خلال الأسبوع، وتراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 1.7 في المئة، وتراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.4 في المئة.
وقطعت جميع المؤشرات الرئيسية الثلاثة سلسلة من المكاسب التي استمرت لأسابيع ودفعت مؤشر «إس آند بي 500» إلى منطقة السوق الصاعدة ودفعت أسهم شركات التكنولوجيا الضخمة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
ما الذي أدى إلى خسائر الأسبوع الماضي؟
أدلى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بشهادته أمام قادة الكونغرس يومي الأربعاء والخميس قائلاً إن البنك المركزي لا يزال ملتزماً بخفض التضخم إلى 2 في المئة، وأشار إلى أنه من المرجح أن يرفع أسعار الفائدة مرتين أخريين هذا العام.
ومع ذلك، لا يبدو أن المستثمرين يعتقدون أن هناك زيادتين أخريين قادمتين، إذ يقوم متداولو العقود الآجلة حالياً بالتسعير على أساس رفع أسعار الفائدة لمرة واحدة فقط هذا العام، كما رفع بنك إنجلترا أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، ما فاجأ المستثمرين الذين توقعوا زيادة قدرها ربع نقطة مئوية.
لا تبدو وول ستريت متقلبة، على الرغم من إشارات بنك الاحتياطي الفيدرالي المتفائلة، ورفع بنك إنجلترا للفائدة، وخسائر الأسبوع الماضي، وقد انخفض مقياس الخوف في وول ستريت إلى 13.44 الأسبوع الماضي.
كما شهدت أسهم شركات التكنولوجيا ذات رؤوس الأموال الضخمة مكاسب ملحوظة، وذلك على خلفية عمليات بيع واسعة النطاق في السوق، إذ ارتفعت أسهم شركة أبل إلى أعلى مستوى إغلاق على الإطلاق عند 187 دولاراً يوم الخميس.
هل يتجاهل المستثمرون بنك الاحتياطي الفيدرالي؟
ليس بالضرورة، يقول توم غراف رئيس الاستثمارات في «فاسيت ويلث» وهي شركة استشارية للاستثمار، إن المستثمرين ببساطة لديهم نظرة مختلفة للتضخم عن توقعات الاحتياطي الفيدرالي.
بعبارة أخرى، بينما يعتقد المستثمرون أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يمكنه بالفعل رفع أسعار الفائدة مرتين أخريين إذا ظل التضخم مرتفعاً، فإنهم يعتقدون أن التضخم سيستمر نحو التهدئة بالفعل.
تدعم قراءات التضخم الأخيرة هذا التوقع، إذ أظهر مؤشر أسعار المستهلك لشهر مايو أيار أن أسعار المستهلك ارتفعت في الشهر الماضي بأبطأ وتيرة سنوية منذ مارس آذار 2021، وفي الوقت نفسه أظهر مؤشر أسعار المنتجين لشهر مايو أيار أن التضخم على مستوى الجملة قد تراجع إلى ما دون متوسطه قبل الجائحة.
قد يشير بنك الاحتياطي الفيدرالي أيضاً إلى المزيد من رفع أسعار الفائدة لمنح نفسه المرونة مع تقليل التقلبات المحتملة في السوق، يقول إن الإشارة إلى المزيد من زيادات الأسعار قادمة ومن ثم عدم القيام بهذه الزيادات سيكون أقل أهمية للمستثمرين من توقع التخفيضات أو التوقف عن زيادة أسعار الفائدة ثم رفعها مرة أخرى.
هل كانت عمليات بيع الأسبوع الماضي مجرد موجة عابرة أم اتجاهاً عاماً؟
هذا هو السؤال المهم ولكن أياً كان اتجاه الأسهم فمن المؤكد أن هذا ليس مساراً ثابتاً، هناك بعض الدلائل على أن السوق يمكن أن يتجه نحو الأعلى، إذ إن توسع عملية الارتفاع، الذي قادته أسهم التكنولوجيا الضخمة مثل «إنفيديا» و«مايكروسوفت» هذا العام، زاد في الأسابيع الأخيرة ليشمل فئات الأصول الأخرى بما في ذلك الأسهم الصغيرة المتراجعة.
من المرجح أن يكون الاختبار التالي للأسهم هو موسم الأرباح القادم، لا سيما بالنظر إلى أن نتائج الأرباح التي جاءت أفضل مما كان متوقعاً حتى الآن هذا العام، فقد ساعدت في تأجيج انتعاش السوق، كما تقول جينا بولفين، رئيسة مجموعة «بولفين ويلث مانجمنت غروب».
وأضافت، «العودة إلى الأساسيات يمكن أن تدفع هذا السوق للأعلى بل ويجب أن تدفع هذا السوق إلى الأعلى».
ارتفاع سعر البيتكوين إلى أعلى مستوى جديد لعام 2023
ارتفعت العملة المشفرة «بيتكوين» يوم الجمعة الماضي إلى أعلى مستوى لها في نحو عام، إذ قفزت إلى ما فوق 31,400 دولار للعملة المعدنية قبل تقليص مكاسبها، وتم تداول أكبر عملة مشفرة في العالم من حيث القيمة السوقية في وقت سابق من هذا الأسبوع فوق 30 ألف دولار لأول مرة منذ أبريل نيسان، بعد انهيار بنك «سليكون فالي» وبنك «سيغنتشر»، ما دفع المستثمرين إلى الهروب إلى العملات الرقمية كمكان بديل للاحتفاظ بالنقود.
يأتي ارتفاع «بيتكوين» في أعقاب قيام العديد من الشركات المالية التي يبدو أنها تغامر بدخول سوق العملات المشفرة.
وتقدمت «بلاك روك» الأسبوع الماضي بطلب لتسجيل صندوق متداول في البورصة الفورية لعملة بيتكوين، كما أطلقت «إي دي إكس ماركت» منصة تداول الأصول الرقمية الخاصة بها هذا الأسبوع، ويُدعم صندوق تبادل العملات الرقمية من قبل شركات مالية مثل «تشارلز شواب» و«فيديلتي ديجيتال أسيتس» و«سيتادل»، مع ذلك تعرض سوق العملات المشفرة مؤخراً إلى إجراءات صارمة قد تؤدي إلى تعقيد عملية ارتفاع عملة البيتكوين.