تعد الزلازل إحدى أقوى الكوارث الطبيعية، وعلى مدار التاريخ تسببت في خسائر ضخمة في الأرواح بالإضافة لخسائر مالية كبيرة، وإليكم أقوى خمسة زلازل شهدها العالم في التاريخ الحديث.

زلزال روسيا 1952

أدى الزلزال الذي ضرب أقصى شرقي روسيا في 5 نوفمبر تشرين الثاني من عام 1952 إلى اختفاء مدينة سفيرو كوريلسك من الوجود، وسجل الزلزال القوي 9 درجات على مقياس ريختر وتبعته موجات مد عاتية -تسونامي- بلغ ارتفاعها 15 متراً دمرت كل ما وقف في طريقها.

وهدد الزلزال مناطق واسعة بالدمار امتدت بين شبه جزيرة كرونوتسكي وجزر الكوريل، وأسفر الزلزال عن تدمير مدينة سفيرو كوريلسك بالكامل إذ سوّت موجات التسونامي البنايات والمنازل بالأرض، وقدرت بيانات روسية عدد ضحايا الزلزال بأكثر من 2300 قتيل، بينما قال خبراء غربيون إن الضحايا بلغوا ثمانية آلاف قتيل.

وامتنعت الصحف الروسية في ذلك الوقت عن كتابة أي سطر عن الدمار الذي لحق بقرية سفيرو كوريلسك، ما يصعّب تقدير الخسائر المالية، ورغم بعد جزيرة هاواي عن مركز الزلزال فإن الدمار وصل إليها بسبب موجات المد، وقُدرت الأضرار في الممتلكات بنحو مليون دولار.

زلزال اليابان 2011

وقع الزلزال في 11 مارس آذار عام 2011 وضرب ساحل شرقي جزيرة هونشو -أكبر جزر اليابان- وبلغت قوته 9.1 درجة على مقياس ريختر، كما تبعته موجات تسونامي هائلة بلغ ارتفاعها 20 متراً أودت بحياة نحو 29 ألف شخص، وهو أقوى زلزال تشهده اليابان على الإطلاق.

وظلت الهزات الارتدادية بعدها تضرب جزيرة هونشو، وبلغ عددها أكثر من 50 هزة وصلت ثلاث منها لتسجيل 7 درجات على مقياس ريختر.

وقدرت الخسائر الاقتصادية بين 200 و300 مليار دولار، كما تسبب في مخاوف ضخمة لأنه ألحق أضراراً ببعض المفاعلات النووية لليابان.

زلزال إندونيسيا 2004

يطلق البعض عليه زلزال وتسونامي المحيط الهندي ووقع في 26 ديسمبر كانون الأول عام 2004 وبلغت قوته 9.1 درجة على مقياس ريختر وكان مركزه على السواحل الغربية المقابلة لسومطرة بإندونسيا.

وتسبب الزلزال في اندلاع موجات تسونامي مدمرة وصل ارتفاعها إلى أكثر من 30 متراً، ما أدى لمقتل 220 ألف شخص في أربعة عشر بلداً، ويعد زلزال إندونيسيا أحد أكثر الكوارث الطبيعية المسجلة في التاريخ فتكاً، وكانت إندونسيا هي أكثر البلدان المتضررة، بعدها سريلانكا والهند وتايلاند.

وقدرت الخسائر الاقتصادية جراء الزلزال بنحو عشرة مليارات دولار كخسائر مباشرة.

زلزال أميركا 1964

ضرب هذا الزلزال الضخم في 27 مارس آذار عام 1964 ولاية ألاسكا الأميركية وسجل 9.1 على مقياس ريختر وتسبب في موجات مد عاتية بلغ ارتفاعها أكثر من عشرة أمتار مخلفاً 139 قتيلاً نظراً لأنه ضرب منطقة نائية وبعيدة يقل عدد سكانها بالقرب من جزر ألوشيان.

المخيف في زلزال ألاسكا أنه استمر لنحو 4.5 دقيقة وهي مدة كبيرة للزلازل، وأدى هذا إلى خسائر اقتصادية ضخمة قدرت بين 300 و400 مليون دولار، ما يساوي نحو 2.4 إلى 3.1 مليار دولار في عام 2022.

زلزال تشيلي الكبير

يعد زلزال تشيلي الكبير عام 1960 أقوى زلزال سُجل في القرن العشرين، وقد نشأ الزلزال قبالة سواحل جنوب تشيلي في 22 مايو أيار 1960، وتسبب في أضرار جسيمة وفقدان في الأرواح على حد سواء.

وسجل الزلزال 9.5 درجة على مقياس ريختر، كما صاحبته العديد من الهزات الارتدادية وصل بعضها إلى 7.2 درجة على مقياس ريختر، وحصيلة ضحايا الزلزال غير مؤكدة وتشير بعض المصادر إلى أن عدد القتلى يتراوح بين ألف وستة آلاف شخص.

وكان زلزال تشيلي الكبير من القوة لدرجة أن تداعياته طالت هاواي واليابان والفلبين وجنوب شرق أستراليا وألاسكا، إذ نجم عن الزلزال موجات مد عاتية -تسونامي-، وتسببت الأمواج في مصرع 61 شخصاً في خليج هيلو بجزيرة هاواي الرئيسية بالإضافة إلى مصرع 138 شخصاً في الفلبين والعديد من الإصابات في اليابان.

وتراوحت تقديرات الخسائر المالية جراء هذا الزلزال بين 400 و800 مليون دولار، ما يعادل 4.01 مليار دولار إلى 8.021 مليار دولار في عام 2022.