تدور رحى معركة طاحنة منذ صباح يوم السبت بين الفصائل الفلسطينية وقوات الجيش الإسرائيلي، وأطلقت حركة حماس عشرات الصواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل كما نجح العديد من عناصر الفصائل الفلسطينية في دخول مستوطنات إسرائيلية، وأعلنت إسرائيل حشد قواتها واستدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط كما شنت هجمات جوية ضد قطاع غزة.
وأقرت إسرائيل بمقتل 22 جندياً جراء هجوم الفصائل الفلسطينية لكن تقارير إعلامية تتحدث عن أعداد أكبر بكثير، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن حماس أسرت 53 إسرائيلياً على الأقل منذ الصباح، فيما أعلنت حماس أنها أسرت 35 جندياً، وقد حذرت تقارير سابقة من تأزم الوضع في قطاع غزة بسبب الحروب السابقة التي شنتها إسرائيل في أعوام 2008 و2014 و2021 وتأخر عمليات إعادة الإعمار، كذلك عمليات اقتحام المسجد الأقصى المكررة من جانب المتطرفين الإسرائيليين تحت حماية الشرطة الإسرائيلية ما يزيد من تفاقم الأمور بين الجانبين ويعجل بالتصعيد.
وأعلنت العديد من الفصائل الفلسطينية الانضمام في القتال إلى جانب حركة حماس وأطلقوا على الحرب الجارية الآن طوفان الأقصى، وقال القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف إن العملية الحالية «شملت إطلاق أكثر من 5000 صاروخ تجاه إسرائيل».
وأعادت المعارك الجارية الآن للأذهان الحروب السابقة بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي والخسائر الاقتصادية التي خلفتها خاصة على المدنيين في قطاع غزة.
الحرب على غزة 2014
نشبت الحرب في يوليو تموز من عام 2014 إثر مظاهرات ضخمة في الأقصى ومناطق عرب 48 عقب خطف وتعذيب وحرق مستوطنين للطفل الفلسطيني محمد أبوخضير، وأطلقت إسرائيل على عملياتها العسكرية اسم الجرف الصامد فيما ردت حركات المقاومة الفلسطينية بعملية البنيان المرصوص، وقالت إسرائيل إن هدفها هو وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، وردت حماس بأنها تسعى لرفع الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأسفرت الحرب عن مقتل أكثر من ألفي فلسطيني وإصابة أكثر من عشرة آلاف شخص، وقالت الأمم المتحدة إن 89 ألف منزل قد دمر في قطاع غزة جراء الهجمات الإسرائيلية، وقدرت تكلفة إعادة الإعمار بنحو 4 إلى 6 مليارات دولار، وعلى الجانب الإسرائيلي قدرت التكلفة الاقتصادية للحرب بنحو 2.5 مليار دولار ما يمثل 0.4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، واكتفت إسرائيل بالإعلان عن مقتل 72 جندياً وإصابة 720 شخصاً وسط تقديرات إعلامية لحجم خسائر إسرائيل أنها تزيد على ذلك بكثير.
الحرب على غزة 2021
في 10 مايو أيار من عام 2021 شنت إسرائيل هجوماً عسكرياً واسع النطاق على قطاع غزة بعد أن أطلقت الفصائل الفلسطينية وابلاً من الصواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية رداً على الاستفزازات الإسرائيلية ضد المصلين في المسجد الأقصى والإخلاء القسري لسكان حي الشيخ جراح بمدينة القدس.
استمرت المواجهات بين قوات الجيش الإسرائيلي وعناصر المقاومة الفلسطينية لنحو 11 يوماً وأطلقت إسرائيل على عمليتها حارس الأسوار، بينما أطلقت الفصائل الفلسطينية عليها سيف القدس.
وأسفرت المواجهات عن مقتل أكثر من مئتي فلسطيني وإصابة أكثر من 1600 آخرين، فيما أعلنت إسرائيل عن مقتل 14 شخصاً، وأدت هجمات الجيش الإسرائيلي إلى تدمير 1500 منزل بشكل كامل، وقال وكيل وزارة الإشغال الفلسطينية السابق ناجي سرحان إن الحرب كلفت قطاع غزة نحو 497 مليون دولار.
وأضاف سرحان أن الهجمات الإسرائيلية المتعاقبة على قطاع غزة من عام 2008 وحتى عام 2021 قد أدت إلى دمار واسع في قطاع غزة، موضحاً أن القطاع يحتاج إلى مليار دولار على الأقل لإعادة بناء المباني المهدمة ومليارَي دولار لإعادة الحياة لوضعها الطبيعي في القطاع قبل هذه الهجمات.
من جانبها قدرت الأمم المتحدة الدمار بقطاع غزة بسبب الحروب في ذات الفترة بأكثر من 5 مليارات دولار، موضحة أن القطاعات الأكثر تضرراً كانت البنية التحتية للمياه والكهرباء والصناعة والزراعة.